"فاينانشيال تايمز": مشاهد قصف "المعمداني" ستبقى خالدة في أذهان من عاصروه للأبد
نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الخميس، تقريرًا يروي قصص بعض شهود العيان ممن شاهدوا قصف مستشفى الأهلى المعمداني في قطاع غزة مساء أمس الأول، والذي أسفر عن مقتل المئات من المصابين الفلسطينيين، وأغلبهم من النساء والأطفال، جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع في الأيام الأخيرة.
وأكدت الصحيفة - في مستهل تقريرها الذي نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن مشاهد قصف المستشفى ستبقى خالدة في أذهان من عاصروه حتى لو عاشوا ألف سنة.
ونقلت الصحيفة عن سامر ترزي، وهو رجل يبلغ من العمر 50 عامًا وكان من بين المتطوعين الذين قاموا بتمشيط ساحة انتظار السيارات الملطخة بالدماء بحثًا عن بقايا بشرية في اليوم التالي للقصف، قوله: “كانوا يأكلون عندما وقعت المذبحة، لقد جمعنا جثث الأطفال والعديد من أشلاء الجثث المتناثرة، إنه مشهد سيبقى في ذهني حتى لو عشت ألف عام”، في إشارة إلى ضحايا القصف وقت وقوعه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 471 شخصا على الأقل قتلوا في انفجار المستشفى، وتعليقًا على الأمر، قالت "فاينانشيال تايمز" مهما كان سبب الانفجار، فإن الوفيات المروعة للمدنيين في المستشفى أدت إلى تعميق الغضب ضد إسرائيل في الدول العربية والإسلامية، كما سلطت هذه المأساة الضوء على التهديد المستمر الذي يحيط بالعائلات الفلسطينية التي تبحث عن أماكن آمنة للفرار من القصف الإسرائيلي المكثف على المنطقة المحاصرة.
وقال ترزي، الذي يعيش بجوار المستشفى الواقعة في مدينة غزة شمال الأراضي الفلسطينية المحاصرة، إن الانفجار كان ضخمًا لدرجة أنه حطم جدران العيادة الخارجية وقسم الطوارئ في المستشفى.
وأبرزت الصحيفة البريطانية أن العديد من سكان غزة الذين يبحثون عن الأمان تدفقوا إلى المستشفيات فور تفاقم الأزمة بين إسرائيل وحماس، معتقدين أنها قد تكون أكثر أمانًا من أي مكان آخر، لكن وكالات الإغاثة تقول إنه لا توجد الآن أماكن آمنة في المنطقة.
ويعيش نحو 2.3 مليون شخص في قطاع غزة الضيق الذي يبلغ طوله 41 كيلومترا، وتقصفه إسرائيل من البر والجو والبحر منذ أن هاجمت حماس في السابع من أكتوبر العديد من الأهداف الإسرائيلية.
51 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي
كذلك، نقلت "فاينانشيال تايمز" عن ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إن "الهجوم على المستشفى الأهلي المعمداني غير مسبوق من حيث الحجم رغم أننا شهدنا في السابق هجمات متواصلة على دور الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وأضاف أن 51 هجوما وقعت على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي.
ومضت الصحيفة تقول - في وصفها للوضع الميداني داخل غزة - إن مستشفيات غزة المكتظة وغير قادرة على التعامل مع تدفق الجرحى بدأت تنهار بالفعل، وفقا لمسئولين فلسطينيين وآخرين من الأمم المتحدة، لا سيما بعد أن قطعت إسرائيل التيار الكهربائي وإمدادات الوقود والأدوية والمواد الغذائية والسلع عن الأراضي الفلسطينية وسمحت فقط بدخول إمدادات محدودة للغاية من المياه العذبة.
بدوره، قال محمد البورنو، أحد حراس المستشفى: "كان الأمر أشبه بيوم القيامة"، مضيفا "جاء عدد كبير من الناس إلى هنا بحثًا عن الأمان، وفجأة وقع انفجار قوي وسقط شيء ضخم على الأرض، لم نفهم ما حدث للتو، كانت هناك صرخات عالية وكان المنظر مرعبًا، مئات الجثث والأشلاء البشرية المتناثرة".