إسرائيل تقطع شريان الحياة لغزة بعد رفض دخول المساعدات الإنسانية من مصر
أفادت شبكة "دويتش فيله" الألمانية، بأن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر هو شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة، فهو المعبر الوحيد الذي يربط غزة بدولة أخرى غير إسرائيل، ولكن الاحتلال قصف المعبر من الجانب الفلسطيني عدة مرات ما تسبب في تعطل عمله ودفع السلطات المصرية لإغلاق المعبر من جانبها، بالإضافة إلى تهديد إسرائيل بقصف القوافل الإنسانية والمساعدات حال عبورها من مصر ووصولها لقطاع غزة، لتقطع إسرائيل الطريق على المنفذ الوحيد لسكان غزة.
انتظار يائس للمساعدات الإنسانية
وأوضحت الشبكة الألمانية أن مئات الشاحنات المحملة بالأدوية والغذاء والمياه والمساعدات الإنسانية تنتظر على الجانب المصري من معبر رفح الذي يربط أقصى جنوب قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء المصرية، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإمدادات التي تكفي ما يصل إلى 300 ألف شخص جاهزة للدخول في أي وقت.
وشددت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء على أن هناك حاجة ماسة للمساعدات، حيث أدى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة إلى الحد من إمدادات المياه والغذاء والوقود.
وأفادت تقارير أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفقا يوم الثلاثاء على وضع خطة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن تفاصيل مثل هذه الخطة ولا الجدول الزمني لها.
وتابعت أن الدول الغربية، والولايات المتحدة تحاول قبل كل شيء، الضغط على إسرائيل من أجل تأمين مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تسمح مصر الأجانب بالدخول إلى أراضيها و إجلائهم من غزة، حيث ينتظر مئات الفلسطينيين على الجانب الآخر من المعبر، ممن يحملون جنسية أخرى منذ عدة أيام على أمل الحصول على ممر آمن إلى مصر.
وأضافت أن كافة المحاولات الغربية على مصر لفتح حدودها أمام الفلسطينيين باءت بالفشل، وفي بيان صدر يوم السبت، أثار إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، المزيد من الشكوك حول فعالية الضغوط، قائلا: "لن تكون هناك هجرة من غزة إلى مصر".
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الثلاثاء، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الأردن ومصر لن يستقبلا المزيد من الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا يمثل "خطا أحمر".
التزام مصرى بمساعدة الشعب الفلسطينى
دعا عمرو مجدي، باحث أول في هيومن رايتس ووتش، السلطات الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها بمنع الكهرباء والمياه والانترنت والوقود والمواد الغذائية داخل وخارج غزة.
وقال: "إن قطع المساعدات والخدمات الحيوية يشكل عقابا جماعيا ضد السكان المدنيين في غزة وسيكلف المزيد من الأرواح، والتجويع كأسلوب من أساليب الحرب محظور".
بينما يقول سيمون فولفجانج فوكس، الأستاذ المشارك في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس: "السلطات المصرية تخشى أن تكون إسرائيل تعمل على خطة لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء".
وتابع: "لقد رفضت مصر مثل هذا الطلب منذ عقود، وسيكون من الصعب التواصل مع الجمهور المصري الآن، حتى لو كان فتح المعبر مصحوبًا بالكثير من المزايا لمصر في المستقبل، فإن إعادة التوطين أمر مستبعد في مصر".
وأوضحت الشبكة الألمانية أن مصر ترفض تكرار سيناريو 2008 مرة أخرى، فالأولوية القصوى بالنسبة لمصر الآن هى تجنب مثل هذه المشاهد بأي ثمن، وألا تكون مصر طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية، ونتيجة لذلك، يواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد أن الأمن القومي هو "أولوياته الأساسية"، ودعا سكان غزة إلى "الثبات والبقاء على أرضهم".