الفلسطينيون يجددون رفضهم ترك غزة: لن نغادر وطننا وسنواجه الاحتلال الإسرائيلى
تحذيرات إسرائيلية وأوامر بالإخلاء ومحاولات تفريغ قطاع غزة من سكانه، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي لإعادة توطين الفلسطينيين في مصر والاستيلاء على قطاع غزة، ولكن مع رفض العرب مثل هذا المخطط وتجديد مصر رفضها القاطع تفريغ القطاع من سكانه، تشبث الفلسطينيون مرة أخرى بوطنهم، وعلى الرغم من نزوح بعضهم للجنوب فإنهم ما زالوا في وطنهم، مؤكدين أنه في حال تركوا القطاع لن يُسمح لهم بالعودة مرة أخرى.
التشبث بالوطن والأرض آخر آمال الفلسطينيين فى غزة
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأنه بالرغم من مغادرة مئات الآلاف من الفلسطينيين شمال غزة، بينما تستعد إسرائيل للغزو البري متحدين مخاطر قصف الطرق، فإن الكثيرين غير راغبين أو غير قادرين على الإخلاء.
ويقول محمد إبراهيم، البالغ من العمر 42 عامًا، وهو يجلس في غرفة معيشة مكتظة: "لن أترك وطني، لن أغادره أبدًا"، وقد ظهر في مقطع فيديو وهو محاط بأقاربه الذين احتشدوا في المنزل من مناطق أخرى، البعض يتحدث، والبعض الآخر يتفقد هواتفه.
ويضيف: "لا أستطيع الهروب إلى مكان آخر، حتى لو كانوا سيهدمون بيوتنا فوق رءوسنا سنبقى هنا".
ويضيف أنه وعائلته تنقلوا مرارا وتكرارا في مدينة غزة في الأيام الأخيرة، استجابة لتحذيرات من غارات جوية على هذا المركز الحضري، مضيفًا: "في الساعة الثانية صباحًا يوم الأحد الماضي، كانت هناك هجمات وصواريخ، لقد هربت مع زوجتي وأطفالي الأربعة".
وأوضحت الإذاعة البريطانية أن العائلة غادرت منزلها في جباليا متجهة إلى المنطقة الشرقية، ولكن عندما علمت أن هذه المنطقة أيضًا سيتم استهدافها، انتهى بها الأمر في إحدى ضواحي مدينة غزة.
ويقول إن أطفاله يفتقدون حديقتهم، ويتكدسون في شقة مع أسرتهم الكبيرة، لا يستطيع ابنه أحمد الاتصال بصديقه المقرب، ويسأل باستمرار عما إذا كان على قيد الحياة.
وأوضحت الإذاعة البريطانية أن مئات الآلاف من الفلسطينيين استجابوا للتحذيرات الإسرائيلية وتركوا منازلهم في شمال غزة، ولكن يبدو أن خيار التنقل في قطاع غزة هو فقط ما يوافق عليه سكان القطاع المحاصر، الذين يرفضون بشكل قاطع ترك وطنهم بالكامل والنزوح لدول الجوار.
ويؤكد "إبراهيم" إنه سيبقى في مكانه لأنه لا يرى بديلًا، مضيفًا: "لقد طلب منا الفرار إلى الجنوب، أين يجب أن أذهب أنا وعائلتي؟".
ويقول فايز الطناني، وهو أحد سكان الشمال المقيمين: "كل من يتجه إلى الجنوب مخطئ، أخشى أنه في حال هربت العائلة، فقد لا يُسمح لنا بالعودة أبدًا".
وفي الشارع المجاور، يجلس أبوجميل، وهو عامل بناء يبلغ من العمر 38 عامًا، على الأرض عند أنبوب متصل بشبكة المياه، محاولًا إخراج آخر قطرات من السائل، ومنعت إسرائيل الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية من دخول القطاع، ويقول أبوجميل: "منذ ثمانية أيام لم يكن هناك طعام، لا ماء، لا كهرباء، لا حياة، البؤس فقط ينتظرنا".
ويضيف أبوجميل: "ليس لدينا مكان نذهب إليه، ولن نغادر حتى لو أرادوا ضرب منازلنا، أين يمكننا أن نذهب كأسرة مكونة من خمسة أو ستة أشخاص؟".
وأوضحت الإذاعة البريطانية أنه على الرغم من المخاطر، لا يزال الأطفال يلعبون في شوارع مدينة غزة، ويستغلون لحظات الهدوء القصيرة للخروج إلى الأزقة والطرق للتجول، إنه منفذ في الحياة التي تحيط بها الحرب الآن.
وتابعت أن ما يقرب من نصف سكان غزة هم تحت سن 18 عاما، وتقول السلطة الفلسطينية إن أكثر من 700 طفل قتلوا هناك في هذه الجولة الأخيرة من الصراع بالفعل.