لا أحد ينام فى غزة: الاحتلال يواصل قصف "مدينة الصمود"
"طوفان الأقصى" كان نتيجة منطقية للوجود الإسرائيلي غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسياساته التي انطوت على تمييز عنصري صارخ، واغتصاب الأراضي بدون حق وزحف استيطاني مجحف.
حُرم الشعب الفلسطيني من حقوقهم الأساسية وسط أوضاع معيشية بالغة الصعوبة، ليس بوسع إنسانٍ تحمُّلها، إضافة إلى سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تتبنَّاها الدول الغربية.
وتأتي الولايات المتحدة على رأس قائمة هذه الدول وموقفها المتخاذل وصمتها إزاء الممارسات الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين ودعمها المطلق لسلطة الاحتلال، وإعاقة أي جهود تستهدف قبول فلسطين عضوًا كامل العضوية فى منظمة الأمم المتحدة.
التطبيع مع العدو
وبدلًا من التعاطي بإنصافٍ مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، فقد كرَّست الولايات المتحدة أولويتها لعملية التطبيع مع إسرائيل، متجاهلة الانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة وآخرها انتفاضة "طوفان الأقصى" التي انطوت على رسائل تحذير من تداعيات استمرار الأوضاع على ما هي عليه.
فيما تقوم حالياً القوات الإسرائيلية بالتنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل، فأغلق الاحتلال مداخل أغلب مدن ومحافظات الضفة الغربية ومنع الدخول والخروج منها كما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر الكرامة بشكل كامل.
وزير الدفاع الإسرائيلي:" نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقًا لذلك"
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، وشدد على أن ذلك يترجم بالنسبة لسكان القطاع البالغ عددهم 3.2 مليون نسمة بالكهرباء والطعام والمياه والغاز، مضيفاً:"نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقا لذلك".
ومن الدلائل على قسوة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيين واستعداده لإحداث انتهاكات قاسية بحق الفلسطينيين ووضعهم بين خياري الموت أو النزوح من أراضي غزة لسيناء.
انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين
- لأول مرة تعلن إسرائيل حالة الحرب رسميًا في مواجهات مع فلسطينيين، وكانت تصف تحركاتها دائما ضد غزة بالعملية العسكرية.
- إعلان إسرائيل عدم حرصها على حياة الأسرى بقدر حرصها على مواصلة القتال، وهو نقلة كبيرة في العقيدة القتالية الإسرائيلية.
- أول مرة تحرك الولايات المتحدة أسطولها لدعم إسرائيل عسكريا منذ عام 1982.
- جسر جوي وبحري عسكري من الولايات المتحدة لنقل السلاح والجنود في طريقه لدعم إسرائيل، وهو كل حديث منذ 1973.
- استدعاء قوات الاحتياط بقوة غير مسبوقة في مواجهات مع فلسطينيين؛ حيث بلغت 300 ألف جندي، وهو ما لم يحدث منذ عام 1973.
- التفكير في تشكيل حكومة طوارئ مصغرة، وهو لم حيدث منذ 1967، حين شكل ليفي أشكول حكومة من هذا النوع بمشاركة زعيم المعارضة حينها مناحم بيغين.
- لأول مرة توسع إسرائيل نطاق قصفها الجوي بالشكل الذي حدث بعد الهجوم الفلسطيني في يوم واحد.
هدم وقمع.. وإبادة
وتواصل آلة حرب الاحتلال انتهاك أكثر من 12 اتفاقية وقرارًا ونصًا قانونيًا صادر عن أعلى هيئات أممية عالمية ووقعت عليه أكثر من 170 دولة، ومارست أكثر من 30 فعلًا غالبيتها جرائم حرب ضدَّ الفلسطينيين وحقِّهم في أرضهم ومقدساتهم في فلسطين المحتلة.
خلال عمليات الهدم أو الاحتجاز أو قمع الاحتجاجات، تستخدم القوات الإسرائيلية على نحو دام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في القدس، بما في ذلك الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت ووسائل القمع الأخرى.
أما عن هدم المنازل فهي ضمن سياسة ممنهجة لتقليص الوجود الفلسطيني منذ سنوات، إذ تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات هدم منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وترفض منحهم تراخيص لبناء منازل جديدة أو منشآت، وتسمح في المقابل ببناء وحدات استيطانية جديدة في الأحياء اإلسرائيلية.