رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البارّ ثيوفانيس الملقّب بالموسوم أو المرنم

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البارّ ثيوفانيس المعترف الملقّب بالموسوم أو المرنم وهو أخو القديس ثيوذورس الذي يعيّد له في 27 يناير. وُلد القديسان في لواء الكرك من بلاد موآب شرقيّ الأردن، لأبوين امتازا بالتقى. 

وبعد أن حصّلا ثقافة كاملة سواء في العلوم الإلهية أم في العلوم البشريّة، انتحلا عام 800 الحياة الرهبانيّة في دير القديس سابا ونالا الرسامة الكهنوتيّة. في عام 813 بلغا القسطنطينية. وفي عهد الإمبراطور لاون الأرمني محارب الإيقونات، زُجّ ثيوفانيس وثيوذورس في أحد سجون البوسفور لتمسّكهما بالإيمان القويم. 

وفي عام 820 أمر الإمبراطور ميخائيل الملقّب بالالثغ بالافراج عنهما. ثم رجعا إلى السجن بأمر الإمبراطور الطاغية ثيوفيلوس. وهو نفسه عاد سنة 834 وأمر بنفيهما بعد ان ضُربا بالعصي. وبعد سنتين استدعاهما من المنفى وأمر بجلدهما جلداً وحشيّاً، وبأن يحفر بالحديد المحمي على جبين كل منهما أبيات شعرية تنص على الحكم عليهما بالسجن والنفي. وهذا تفسير اللقب الذي أعطياه فدعيا "الموسومَين". 

وقد مات القديس ثيوذورس في افاميّا من أعمال بيثينية سنة 844. أما أخوه ثيوفانيس، فبعد موت الطاغية ثيوفيلوس، أرجعه الإمبراطوران التقيّان ميخائيل وثيوذورة من المنفى وانتخب متروبوليتًا لمدينة نيقية، وأسلم نفسه البارة سنة 845.

كما تحتفل الكنيسة أيضا بذكرى القدّيس الرسول فيلبّس أحد الشمامسة الذي ولد في قيصريّة فلسطين. ونعرف من كتاب أعمال الرسل انه كان واحدًا من الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل، وعلى رأسهم استفانُس أول الشهداء. وقد نادى بكلمة الله في السامرة، وعمّد سيمون الساحر، وأنار بالإيمان بالمسيح خصيّ كنداكة ملكة الحبشة والنوبة وقيّم جميع أموالها، وعمّدها على طريق غزّة. وكان له أربع بنات يتنبّأن.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تذكّروا يا أبنائي أنّني دائمًا معكم مهما أصابكم. تذكّروا جيّدًا: إن كنتُ مرئيًّا أو غير مرئي، وإن كنتُ ناشطًا أو مستريحًا، فأنا دائم السهر وأنا موجود في كلّ مكان وأنا كليّ القدرة. لا تخافوا يومًا ولا تقلقوا: أنا هنا، أسهر عليكم وأحبّكم، كما أنّني قادر على كلّ شيء... فماذا تريدون أكثر من ذلك؟ تذكّروا تلك العواصف التي هدّأتها بكلمة، فساد سكونٌ عظيم. تذكّروا الطريقة الّتي مشى فيها بطرس على المياه . إني ما زلت قريبًا من كلّ إنسانٍ كنته، وبالتالي قريب منكم... كونوا واثقين ومؤمنين وشجعان؛ لا تقلقوا بشأن جسدكم ونفسكم لأنّني هنا، أنا الكليّ القدرة الذي يحبّكم.

لكن، لا تدعوا ثقتكم تنبع من اللامبالاة أو من جهل الخطر أو من الثقة بأنفسكم أو بالآخرين... المخاطر التي تحدّق فيكم وشيكة: الشياطين والأعداء الأقوياء والمحتالون، طبيعتكم الخاطئة والعالم بكامله يشنّ عليكم حربًا ضروسًا... في هذه الحياة، تضرب العاصفة باستمرار، ومركبكم دائمًا على وشك الغرق. ولكن لا تنسوا أنّني هنا؛ ومعي، يكون هذا المركب غير قابل للغرق! احترسوا من كلّ شيء، وخاصّة من ذواتكم. ولكن، لتكن ثقتكم فيّ كاملة للقضاء على كلّ قلق.