خدعة النزوح إلى سيناء.. هل تسعى إسرائيل لتكرار سيناريو "نكبة 48"؟
"طوفان الأقصى".. تحت هذا المسمى أطلقت الفصائل الفلسطينية السبت الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي، بدأتها بقصف مركز بآلاف الصواريخ، ونجحت في أسر عشرات الإسرائيليين، ليأتي رد فعل الاحتلال عنيفًا بقصف مستمر وحصار كامل فرضته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتزامنًا مع الرد الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، نزح آلاف الفلسطينيين من منازلهم خوفًا من عمليات القصف، وسط أحاديث حول محاولات إسرائيلية لدفع النازحين إلى أراضي سيناء.
خبير: الدعم المصري مستمر.. وحلم توطين الفلسطنيين بسيناء لن يتحقق
وفي هذا السياق، قال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، إن الشائعات حول نزوح فلسطيني إلى أراضي سيناء، تريد بها إسرائيل خلق بديل للفسلطنين على أراضي سيناء، وهو ما ترفضه وتنفيه الدولة على الدوام.
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن الفلسطينيين أولًا لن يتركوا أراضيهم كما ترغب إسرائيل، والأمر الآخر هو أن مصر لن ترضى بأن يتحرك الفلسطنيين من أراضيهم في غزة وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، لذلك من المهم أن يتم مواجهة هذه الشائعات؛ فمصر لديها تواجد عسكري، وأمني على الحدود مع قطاع غزة ومع إسرائيل وبالطبع هي تراقب باهتمام بالغ أي مشروعات أو أي تحركات لنزوح أو غيرها.
وأوضح الباحث بمركز الأهرام للدراسات، أن ترديد تلك الشائعات هدفها إخلاء الفلسطينيين من أراضيهم وتكرار نكبة 1948، عندما تم تهجير الفلسطنيين من أراضيهم قصرًا ونقلهم إلى أماكن أخرى.
وتابع أن الفلسطنيين حتى داخل الخط الأخضر متمسكون بأراضيهم ومرابطون يعرفون حقوقهم، باعتبار أن هذه الأرض ملك لهم وميراث أجدادهم، ولن يسمحوا للاحتلال باستغلال المواجهات العسكرية مع الفصائل الفلسطنية للتضيق عليهم.
وشدد على أن مصر تتحرك بشكل مستمر لصالح فلسطين إقليميًا ودوليًا لوقف التصعيد والعنف وإزالة التوتر وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مع تقديم المساعدات الكاملة للفلسطنيين.
وأكد أن ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وضرورة الإنخراط في العملية السياسية والمفاوضات التي تؤدي في النهاية إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطنية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67، هو ما تسعى إليه مصر دائمًا.
وأشار إلى أن هناك حذر شديد من استغلال إسرائيل وتوظيف هذه المواجهات الدموية والعمليات العكسرية في النزوح القصري للفلسطنيين، الذين أدركوا هذا من المواجهات السابقة وهما أكثر تمسكًا بأرضيهم بالإضافة إلى الدعم المصري لمواجهة هذه التحديات المستمرة.