عن الإخوان والأمريكان!
حالة الهياج والانزعاج التي انتابت قنوات الإخوان بمجرد أن تم الإعلان عن ترشح "الزعيم السيسي" لفترة رئاسة ثانية"وهي بالمناسبة ثانية" وليست ثالثة كما يدعون أو يروجون، حالة التهنيج والتهيّج، والتربنة والتشنج التي ضربت عقول أصحاب تلك المواخير، والتي انعكست بالأخير علي أداء"قرودهم" الإعلامية، وذيول جماعتهم الإرهابية، تلك النوبة من الخبل الجماعي، لم تكن بالأمر المفاجئ، علي الأقل بالنسبة لي، هي طبيعية وعادية، كونهم أعداء ظاهرون، تمتلئ قلوبهم بالحقد، والله أعلم بما يضمرون، وإن كان كل إناء بالذي فيه ينضح، فعداؤهم لبلدنا واضح، وخيانتهم لوطنهم أوضح!
ليس في الأمر إذًا أي قديم يعاد، أو جديد يذكر، ما يسترعي الانتباه الآن، ليس أبواق الإخوان، ولكن موقف "الأمريكان"!
إذا رأيتم أمريكا راضية عني فاعلموا أني أسير في الطريق الخطأ، عبارة ينسبها البعض إلى الرئيس عبدالناصر الله يرحمه، قفزت إلى ذهني خلال متابعتي للطريقة التي دأبت مؤخرًا بعض الصحف والمواقع الأمريكية على اتباعها خلال حديثهم عن بلدنا"منذ انضمامنا للبريكس"، من حيث اختيار العناوين، أو صياغة الافتتاحيات، أو إعداد التقارير، أو كتابة التحقيقات، وتلاعبهم بالكلمات، وكل ما حوته متون المقالات!
حالة العداء والاستعداء، والهجمة المفتعلة بكل ما بها من افتراءات وادعاءات وأكاذيب وتلفيقات وأحيانًا إساءات، أنا لا أفهم لها سببا، ولا أرى لها موجبًا، ولا أعلم لها دافعًا!
علاقتنا بأمريكا جيدة، أو" معقولة" كعلاقتنا بباقي الدول فلماذا يهاجموننا؟
لماذا يشنون علينا هجمات مباشرة وأخري مستترة؟ لماذا يرموننا بما ليس فينا؟ لماذا يتحدثون عن الأوضاع في بلدنا بعبارات خالية أحيانًا من اللباقة، ومفتقرة دائمًا إلي اللياقة؟
الأمر يدعو إلى العجب، فماذا يا هل ترى السبب؟
هل سبق لنا من قبل، أن تحدثنا عن الشأن الداخلي الأمريكي الذي يعج بالأزمات والملىء بالانتهاكات؟ هل تناولناهم بصورة مسيئة؟ لا، لم يحدث!
هل تدخلنا في سير أي من الانتخابات التي أجريت من قبل في بلادهم؟ لا أظنه قد حدث! فلماذا يتدخلون في شئوننا بكل هذا القدر من الفجاجة؟!
يا حضرات الأمريكان، إذا كان غرضكم من الكلام هو إطفاء شهوة الكلام، فلديكم في بلدكم من القضايا ما يكفيكم لمائة عام، فيكم أن تتحدثوا مثلًا عن المواطن الأمريكي من أصل إفريقي "جورج فلويد"، فيكم أن تتحدثوا عن سجن أبو غريب، ومعتقلات جوانتنامو، ومن قبلهما هيروشيما، تحدثوا عن ناجازاكي! يا أصدقاءنا الأمريكان، إن منازلكم وناطحات سحائبكم مصنوعة من الزجاج، فلا تقذفوا الناس بالحجارة، كفوا أذاكم عنا، فعندكم ما يكفيكم، ولدينا هنا ما يغنينا، قولوا في حقنا خيرًا أو فليسعكم صمتكم، وقانا الله شركم.
حفظ الله بلدنا وأعانكم وأعاننا.