الكنيسة المارونية في مصر تحتفل بعيد القديس فرنسيس
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بذكرى القديس فرنسيس الذي وُلِد في أسيزي الإيطالية سنة 1182 وعمل في التجارة مثل والده، لكنه كان شديد المحبة للفقراء حتى أجبره والده على التنازل عن حقه في الميراث لأنه كان ينفق كثيراً على الفقراء ترك عائلته وهو يقول:"يمكنني أن أقول أنه لم يعد لي من ميراث وأب الا الآب الذي في السماوات". كرّس حياته لخدمة الفقراء في المستشفيات والمآوي وأينما وجدهم.
أسَّس رهبانية الفرنسيسكان وقد بنى قوانينها على محبة الفقر وخدمة المساكين. دُعي "بالفقير الصغير" الذي اتخذ له "فضيلة الفقر" زوجةً. انتقل الى الحياة الأبدية في 3 تشرين الاول سنة 1226. امتاز ببساطته ومحبته الصافية للمسيح يسوع كما انه امتاز بتواضعه العميق، فظلّ شماساً لا يقبل الكهنوت عن تواضع. عاش بمحبة الفقر وأنشد للرب أجمل الاناشيد. أعلنت قداسته بعد موته بسنتين. وان الخير الذي جرى على يده ويد رهبانيته لا يقدّر.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "وَلِذَلِك، يَترُكُ ٱلرَّجُلُ أَباهُ وَأُمَّهُ وَيَلزَمُ ٱمرَأَتَهُ، فَيَصيرُ ٱلِٱثنانِ جَسَدًا واحِدًا،إِنَّ هَذا ٱلسِّرَّ لَعَظيم، وَإِنّي أَعني بِهِ سَرَّ ٱلمَسيحِ وَٱلكَنيسَة" يقارن نصّ الرسالة إلى أهل أفسس... طبيعة الزواج بين الرجل والمرأة بسرّ الرّب يسوع المسيح والكنيسة. فالرّب يسوع هو عريس الكنيسة، والكنيسة هي عروسه. هذا التشبيه ليس بلا سابقة: إنه ينقل إلى العهد الجديد ما هو موجود بالفعل في العهد القديم، خاصّة بين الأنبياء هوشع، إرميا، حزقيّال، إشعيا في الأنبياء هذه الزوجة-المرأة هي إسرائيل كشعب مختار من الله، وهذا الاختيار مصدره فقط في حب الله المجّانيّ. ومن خلال هذا الحبّ تحديدًا، يتمّ تفسير العهد، الذي غالبًا ما يتمّ عرضه كعهد زوجيّ يجدّده الله باستمرار مع شعبه المختار. إنّه التزام دائم مِن جانب الله: فهو يبقى أمينًا لمحبّته الزوجيّة، حتّى لو كانت الزوجة قد أَظهرَت نفسها غير مخلِصة مرّات كثيرة.
هذه الصورة للحبّ الزوجيّ المرتبطة بصورة العريس الإلهيّ - صورة واضحة جدّاً في النصوص النبويّة - يتمّ تأكيدها وتتويجها في الرِّسالة إلى أهل أفسس، حيث يوجَد أقوى تعبير عن الحقيقة عن محبّة الرّب يسوع المسيح الفادي، بحسب التطابق مع الحبّ الزّوجي في سرّ الزواج: فالرّب يسوع المسيح قد"أَحَبَّ ٱلكَنيسَةَ وَجادَ بِنَفسِهِ مِن أَجلِها". في هذا تأكّدَت تماماً حقيقة أنّ الكنيسة هي عروس الرّب يسوع المسيح: "فاديكِ هو قُدُّوسُ إِسْرائيل الَّذي يُدْعى إِلهَ الأَرضِ كُلِّها".
في نصّ القدّيس بولس، يأخذ التشابه في العلاقة الزوجيّة في الوقت عينه إتّجاهَين يشكّلان كامل "السرّ العظيم" يفسّر العهد الذي يقال في الحقيقة عن الزوجين الطابع الزوجيّ لاتّحاد الرّب يسوع والكنيسة؛ وهذا الاتّحاد، بدوره وبصفته "سرّ عظيم" يحدّد سرّيّة الزواج كعهد مقدَّس بين الزوجين، الرجل والمرأة.