"حكاية وطن".. كيف انتقلت مصر من الفوضى إلى البناء والتنمية؟
لا أحد يستطيع إنكار الجهد الكبير المبذول من قِبل كل أجهزة الدولة على مدار السنوات العشر الأخيرة، بإشراف ومتابعة وتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رغم كل التحديات التى واجهتها الدولة فى هذه الفترة، سواء بسبب مشاكل جيوسياسية عالمية مثل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، أو وباء فيروس «كورونا».
كما لا يمكن نسيان التردى الكبير فى كل الملفات، الذى كان يعيشه هذا الوطن بعد ٢٠١١، لكن رغم هذا التحدى وما تلاه وسبق ذكره، سارت سفينة الوطن، بقيادة الرئيس السيسى، رافعة شعار الإصلاح والتنمية والعمل الجاد والبناء المتواصل، وهو ما انعكس فى العديد من النجاحات التى تؤكدها الأرقام.
فى السطور التالية نستعرض بعضًا من هذه الأرقام، لتحكى فصلًا من حكاية وطن، كان يسير فى طريق بلا عودة، لكنه نجا وعاد إلى طريقه الصحيح، بفضل رجال يضعون مصر فى قلوبهم وعقولهم وأمام أعينهم، فى كل قرار يتخذونه.
التخطيط: تحقيق معدل نمو 6.6%.. وتراجع البطالة إلى أدنى مستوى
وصل معدل نمو الاقتصاد الوطنى إلى ٦.٦٪ قبل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، كما تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوى له عند ٧٪، فى الوقت الذى بلغت فيه قيمة الاستثمار الأجنبى المباشر ١٠ مليارات دولار، وارتفع الاحتياطى النقدى إلى ٣٤.٩ مليار دولار.
وزادت الاستثمارات العامة من ١١٠ مليارات جنيه فى ٢٠١٣/٢٠١٤ إلى تريليون و٥٠ مليار جنيه هذا العام، وضاعفت الدولة إنفاقها من هذه الاستثمارات على تحسين الخدمات العامة ورفع مستوى جودة الحياة، بينما زادت الاستثمارات على المستوى المحلى من ٨.٢ مليار إلى ٣٨ مليارًا فى خطة العام الحالى.
ويتواصل مسار النمو الاقتصادى المدفوع بنمو القطاعات الإنتاجية للوصول إلى معدل نمو اقتصادى لا يقل عن ٧٪ إلى ٨٪ معدل نمو مستدام سنويًا، مع النظر إلى هيكل الإنتاج والنمو، والتركيز على قطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعلى زيادة وزنها النسبى فى الاقتصاد من ٢٥٪ إلى ٣٥٪.
وتزامن ذلك كله مع التوجه نحو مزيد من مشاركة القطاع الخاص، والمستهدف الوصول بها إلى ٦٥٪ فى ٢٠٣٠، ورفع كفاءة سوق العمل من خلال زيادة الملتحقين بالتعليم الفنى من ٥٧٪ إلى ٦٥٪.
وعلى صعيد المرافق والخدمات الأساسية، زاد عدد الجامعات إلى ١٠٣ جامعات، وأصبحت هناك جامعة حكومية فى كل محافظة، بجانب إنشاء ٣٤٧٨ فصلًا فى قرى الصعيد المحرومة من التعليم.
كما تمت «ميكنة» ٣٥٠ مركزًا تكنولوجيًا على مستوى محافظات الجمهورية، تقدم أكثر من ٢٥٠ خدمة جماهيرية، إلى جانب التعاون مع وزارتى العدل والداخلية لتوفير ٢٥٠ من المراكز التكنولوجية المتنقلة لخدمة المواطنين، مع استهداف الوصول إلى ١٠٠٠ مركز متنقل خلال الفترة المقبلة.
الصحة: 28 مليون خدمة ضمن «التأمين الصحى الشامل»
تم تقديم ٢٫١ مليون خدمة علاجية، وما يقرب من ١٫٧ مليون إجراء جراحى بتكلفة ١٥٫٨ مليار جنيه، إلى جانب استصدار ١٫٥ مليون قرار علاج على نفقة الدولة فى ٢٠١٤ بإجمالى ٣ مليارات جنيه، قبل أن تصل هذه القرارات إلى ٣٫٥ مليون قرار، بإجمالى تكلفة ١٧ مليار جنيه.
وشهد الملف الصحى أيضًا تغطية أكثر من ٦ ملايين مواطن تحت منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد، وتقديم أكثر من ٢٨ مليون خدمة بإجمالى تكلفة ٥١٫٢ مليار جنيه، وذلك من خلال ٣٦٢ منشأة و٨٦ مركزًا ومستشفى معتمدًا فى محافظات المرحلة الأولى وعددها ٦.
وارتفع عدد المنتفعين بالهيئة العامة للتأمين الصحى من ٥٤ مليونًا فى ٢٠١٤ إلى ٦٩ مليون منتفع فى ٢٠٢٣، بإجمالى تكلفة ١٨٩ مليار جنيه.
وتمتلك مصر ٥٤٠٠ وحدة رعاية أساسية فى كل ربوع الجمهورية، وهى متخصصة فى تقديم الخدمات الأولية، وما زال العمل جاريًا على تطويرها، تمهيدًا لاستكمال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل فى جميع المحافظات.
كما أنه جارٍ العمل على تطوير مدينة النيل الطبية «مشروع تطوير مدينة معهد ناصر الطبية»، بتكلفة مبدئية حوالى ٨ مليارات جنيه، مع تقديرات بوصولها إلى ١٠ مليارات جنيه.
الداخلية: 1194 شهيدًا فى سبيل تحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب
على مستوى الأمن العام، كان هناك ٢٣ ألفًا و٧٤٤ سجينًا هاربًا من السجون فى ٢٠١١، ما بين عناصر إرهابية وجنائية منتشرين فى معظم محافظات الجمهورية، ما سبب ارتفاعًا غير مسبوق فى معدلات الجريمة الجنائية.
وتمكنت وزارة الداخلية من مواجهة الجريمة الجنائية، وإعادة ٩٨.٤٪ من الهاربين من السجون، إلى جانب ضبط أكثر من ١٥ ألف تشكيل عصابى وأكثر من ٢٣٠٠ بؤرة إجرامية، علاوة على أكثر من ٤٠٠ ألف قطعة سلاح.
وانخفضت معدلات ارتكاب جرائم الجنايات بنسبة ٧٣٪ فى الفترة من ٢٠١٣ إلى ٢٠٢٣، وبنسبة ٩٪ مقارنة بعام ٢٠١٠، وهو رقم قياسى، بالتزامن مع ارتفاع معدلات ضبط الجرائم المرتكبة من ٥٧٪ إلى ٩٥٪ خلال الفترة من ٢٠١٣ إلى ٢٠٢٣.
كما انخفضت جرائم الجنح بنسبة ٥٨٪ خلال فترة المقارنة ذاتها، وارتفعت معدلات ضبط هذه الجرائم من ٢٠٪ إلى ٨٠٪، وكان ثمن الوصول إلى هذه الأرقام ثمينًا للغاية، تمثل فى فقد ١١٩٤ شهيدًا و٢٢ ألفًا و٢٠٢ مصاب.
الثقافة: أنشطة فى كل المحافظات.. ورقم قياسى للمسارح
وصل إجمالى عدد المسارح إلى ١٤٨ فى ٢٠٢٣، بالتزامن مع العديد من الافتتاحات المهمة، لعل أهمها افتتاح المسرح القومى بعد توقف قرابة ٦ سنوات. كما تم افتتاح ٥٩ مكتبة مدرسية تم تزويدها بـ١١.٣ ألف كتاب، وتنظيم ٣٤٧ نشاطًا فى إطار مشروع المسارح المتنقلة داخل ٤١ قرية فى ٩ محافظات، علاوة على ١٠٠٠ فعالية فنية وفكرية وإبداعية أقامتها وزارة الثقافة فى ٥٢ قرية ونجعًا وتوابعها بكل من أسيوط وقنا والفيوم. وجرى كذلك تنظيم ١٦٠٠ فعالية خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، وإطلاق «مشروع السعادة» لنزلاء دور الرعاية من كبار السن والأيتام فى عام ٢٠٢٢.
كما تم افتتاح مدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية فى ٢٠٢٠، التى تعد الأولى من نوعها فى مصر، بتكلفة ٢٣١ مليون جنيه.
النقل: 2 تريليون جنيه للمنظومة
تم تخصيص مبلغ ٢ تريليون جنيه لتطوير قطاعات النقل حتى عام ٢٠٢٤، وتم إنشاء ٧ آلاف كم طرق جديدة لترتفع الشبكة الوطنية إلى ٣٠ ألف كم، وتم رفع كفاءة ٤٥ ألف كيلو من الطرق المحلية، وتم إنشاء ٩٤٥ كوبرى على الطرق والمزلقانات منذ ٢٠١٤ حتى الآن.
وجرى التخطيط لإنشاء ٣ خطوط لشبكة القطار الكهربائى السريع تربط مصر ببعضها، إذ تربط البحرين الأبيض والأحمر، وشمال وجنوب مصر، وكل مناطق الصناعة والزراعة.
وفى ٢٠٢٣، وعقب إنفاق ٢٢٥ مليار جنيه على السكك الحديدية، أصبح المرفق يخدم ١.٢ مليون راكب يوميًا، و٥ ملايين طن بضائع سنويًا.
الإسكان: 2 تريليون جنيه للمدن الجديدة وإتاحة 2.7 مليون وحدة
كشفت وزارة الإسكان عن أنه مستهدف زيادة مساحة العمران المصرى إلى ١٤٪ من مساحة الجمهورية، وهو الهدف الأول للمخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية «مصر ٢٠٥٢».
وقالت إنه تم إنشاء ٢٣ مدينة جديدة على ٣ أجيال زمنية خلال ٣٦ عامًا حتى ٢٠١٤، على مساحة ٧٥٠ ألف فدان واستوعبت تلك المدن ٥ ملايين نسمة.
وبلغ إجمالى الاستثمارات بمشروعات الإسكان والمرافق والمدن الجديدة، خلال ٩ سنوات منذ ٢٠١٤، نحو ٢ تريليون جنيه، لإتاحة ٢.٧ مليون وحدة سكنية، وتم إنفاق ١.٣ تريليون جنيه لتنمية ورفع كفاءة المدن الجديدة، و٧٠٠ مليار جنيه لتطوير وتحسين ورفع كفاءة العمران القائم.
ولدينا حاليا ٢١ مدينة جديدة بها مناطق صناعية قائمة بمساحة ٨٠ ألف فدان.
الرى: ٢٦١ مليار جنيه لتنمية الموارد المائية
كشفت وزارة الرى عن أنه تم إنجاز حزمة مشروعات قومية منذ عام ٢٠١٤، بلغت ٢٣٥٣ مشروعًا بقيمة ٢٦١ مليار جنيه.
وتم تنفيذ أعمال إحلال وتأهيل للمنشآت المائية بتكلفة إجمالية ١٢.٢ مليار جنيه منذ عام ٢٠١٤ وحتى اليوم، منها إنشاء قناطر أسيوط الجديدة على نهر النيل بتكلفة ٦٫٥٠ مليار جنيه، وتأهيل قناطر فم الإبراهيمية وقنطرة زفتى وحجز اللاهون وقنطرة جمجرة بتكلفة ٥٠٠ مليون جنيه.
ومنها تأهيل مجموعة قناطر ديروط الجديدة بتكلفة ١٫٣٠ مليار جنيه.
التموين: السلع تكفى 6 أشهر.. و91.6 مليار جنيه لدعم الخبز
كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يكون الاحتياطى الاستراتيجى للسلع ٦ أشهر بدلًا من ٣ أشهر.
وكانت الصوامع فى ٢٠١٤ توفر ١.٢ مليون طن تكفى شهرًا ونصف الشهر ومع الشراء من الخارج كنا نصل لشهرين احتياطى استراتيجى، وتمت زيادة الدعم المباشر من الموازنة العامة للدولة إلى المواطن، لتقليل حجم الضغوط بسبب التضخم الخارجى أو التغيرات الداخلية فى سعر العملة، وتم تخصيص ٩١٫٦ مليار جنيه لدعم الخبز والحفاظ على سعر الرغيف.
التعليم العالى: زيادة الجامعات الحكومية من 19 إلى 28 جامعة
ازداد عدد الجامعات الحكومية خلال ٨ سنوات من ١٩ إلى ٢٨ جامعة، كما تم إنشاء ٢٠ جامعة أهلية تقدم تعليمًا على أعلى مستوى ومطابقًا للمعايير العالمية، مع إنشاء صندوق لدعم المبتكرين والنوابغ لخدمة كل الشباب المصرى، بالإضافة إلى إنشاء الجامعات التكنولوجيا الحديثة، التى يقدر عددها بحوالى ١٠ جامعات، وسط مساعٍ لرفعها لتصبح ٢٧ جامعة تكنولوجية، إلى جانب الجامعات الخاصة التى بلغ عددها ٣٠ جامعة.