مخاوف العالم من الذكاء الاصطناعي.. وصلت إلى أين؟
كشفت دراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن المخاوف العالمية من الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي واحتدام المنافسة الدولية به، وتطالب بعض الشركات التكنولوجية العالمية ومطوري الذكاء الاصطناعي بالتوقف الطوعي عن تطوير الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر حتى يتمكنوا من مواكبة القواعد المنظمة له مع تطوراته الكبيرة.
الوفيات البشرية
وأوضحت الدراسة بعنوان " تنظيم الذكاء الاصطناعي: هل ينجح في احتواء المخاوف العالمية؟" أخطر المخاوف العالمية تجاه الذكاء الاصطناعي مثل الوفيات البشرية حيث توفى أحد مستخدمي تطبيقات الدردشة في بلجيكا منتحرًا عقب استخدامه لمنصة (إليزا) أحد أقدم منصات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في تقديم المشورة النفسية للأفراد الذين يحتاجون للحديث عن تجاربهم ومشاعرهم. وقد أمضى هذا الشخص (أحد الباحثين في مجال الأبحاث البيئية) ساعات عديدة على هذه المنصة باحثًا عن إجابات على أسئلته البيئية حتى أدمن استخدام المنصة ووصل به الأمر للخوف المفرط على كوكب الأرض بسبب الكوارث التي تنتظره جراء التغير المناخي مما تسبب في عزلته وانتحاره بعدما تحدث مع المنصة وأخبرته " سنعيش معًا كشخص واحد في الجنة دون أن نفترق".
تسريح العمال
من بين المخاوف العالمية من الذكاء الاصطناعي، هو التأثير السلبي في هيكل الوظائف المختلفة وتحولها إلى الآلية، حيث أشارت الدراسة إلى أن مصرف "جولدمان ساكس" يوضح أن حوالي ثلثي الوظائف الحالية عالميًا قد تصبح آلية بدرجات متفاوتة في المستقبل، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحل محل ما يقرب من ربع المهام العالمية وقد يساهم في أتمتة 300 مليون وظيفة بدوام كامل خاصة الوظائف القانونية والإدارية وهو ما سيزيد من ظاهرة تسريح العمال عالميًا.
انقراض البشرية
تثير الدراسة تخوفًا من التطورات المستقبلية للذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تسفر عن تراجع القدرة البشرية أمام "وحوش" لا يمكن السيطرة عليها، كما أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إلحاق الأذى الجسيم بالإنسانية نظرًا لقدراته على التلاعب بمستخدميه من خلال نشر أخبار كاذبة من ناحية؛ وتجاوز ذكاء البشر من ناحية ثانية؛ وعدم الفهم الكامل من قبل صانعي القرار بالتطورات التكنولوجية وأبعادها من ناحية ثالثة.