حكاية وطن.. ماذا يحتاج المصريون من الرئيس؟
بنبرة مليئة بالحزن على عدم تقدير بعض المصريين لمجهودات الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث الرئيس خلال مؤتمر «حكاية وطن» على ما تم إنجازه خلال عهد ولايتيه منذ عام 2014 حتى الآن، مقدما كشف حساب مليئًا بالتحديات والإنجازات.
عزيزى القارئ، دعنى آخذك معى إلى بداية الحكاية، ماذا حدث فى مصر عام 2011.
يتذكر المصريون كيف كان عهد الرئيس الراحل مبارك، نعم كانت هناك طفرة فى الاقتصاد خلال الفترة ما قبل عام 2011، وبالأخص سنوات من 2007 إلى 2010، ولكن كان يصاحب هذه الطفرة إهمال فى تطوير المستشفيات الحكومية والمدارس الحكومية، وكان الشعب يعانى من ذلك، بخلاف أزمة الإسكان، نعم كان هناك دعم للسلع التموينية التى كانت تفتح بابًا للفساد ولا تصل إلى مستحقيها، وكانت هذه الأسباب- مع فتح الباب لجماعة الإخوان المسلمين إلى دخول الحياة السياسة، وتقديم الرشاوى فى الانتخابات، مع ظهور وريث للرئيس مبارك، وتخطيط من دول معادية لمصر- السبب في ثورة 2011 التى كانت سببًا فى أن تتولى جماعة الإخوان المسلمين قيادة البلاد عام 2012، فسقطت مصر عبر الفوضى فى 2011 حتى جاءت ثورة تصحيح المسار 30 يونيو عام 2013.. وظهر المشير عبدالفتاح السيسى، الابن البار لمصر والقوات المسلحة المصرية.
ربما نسى المصريون الفوضى التى حصلت خلال الفترة من 2011 حتى عام 2013 إلى أن استقر الحال فى البلاد عام 2014 بتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة البلاد، هنا فقط بدأت مصر تتنفس الاستقرار عقب سقوطها، فقد انهارت الدولة تمامًا خلال هذه الفترة السيئة، حتى استطاع الرئيس السيسى- وبتفويض من الشعب المصرى العظيم- إنقاذ الوطن، بعد أن التف الشعب حول زعيمه.
أتذكر عندما كنت فى فترة التجنيد فى القوات المسلحة، كان يلقب الرئيس السيسى وقت أن كان وزيرًا للدفاع بعاشق الوطن، فلقد استطاع تطوير القوات المسلحة وقام بإجراءات هامة من أجل تعزيز قوة الجيش المصرى العظيم، فعندما تولى قيادة البلاد كانت مرحلة البناء الاقتصادى والعسكرى، فدون القوة لن نستطيع بناء مصر والحفاظ على حقل ظهر العظيم، بخلاف التصدى للمؤامرات من الدول المعادية التى كانت تدعم وتمول الإرهاب فى سيناء، والذى دفع أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية- وهم من أبناء الشعب المصرى العظيم- ثمنه، للحفاظ على الوطن وأراضيه ومكتساباته، بعد أن روت دماؤهم أرض سيناء العظيمة، وكنا فى حرب عظيمة، حرب عسكرية ضد الإرهاب، وحرب اقتصادية من أجل البناء، ولقد تحمل المصريون ذلك بسبب معرفتهم بما قدمه الرئيس السيسى العاشق لهذا الوطن من أجل بناء بلده، تحمل الرئيس الكثير من الإهانات والشائعات المغرضة، وتم الخوض فى شرفه وإهانته والاستهزاء بما يفعله من خلال أهل الشر الذين باعوا وطنهم، وتحالفوا مع الدول المعادية من أجل إسقاط مصر، التى لن تسقط، لأن الله حاميها من شرور المعتدين.
الرئيس السيسى لم يستلم مصر واقتصادها قوي، ولكن استلمها شبه دولة، حقيقة كادت تسقط وتقسم وفقًا لما خطط له أهل الشر وإخوان الشيطان، من أجل أن تركع وتسقط مصر، فجاء الرئيس الذى سخره الله من أجل حماية هذا الوطن الغالي، وبناء مصر الجديدة فكانت التنمية العمرانية والبنية التحتية والمبادرات العظيمة لبناء الوطن، لم يكن الاستثمار يأتى مصر وهى غير مستقرة سياسًيا.. ولايوجد بها بنية تحتية من طرق وكبارى وكهرباء وغاز واتصالات، لقد تم توفير ذلك خلال عهد الرئيس.
نعم يعانى المصريون من التضخم فى أسعار السلع، ولكن هذا التضخم جاء نتيجة الأزمات الاقتصادية التى ضربت العالم، مثل أزمة كورونا، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، بخلاف غياب ثقافة الإنتاج ووجود ثقافة الاستهلاك والزيادة السكانية.
لقد أعلنها الرئيس السيسى مباشرة خلال مؤتمر «حكاية وطن»: هذا ما قدمناه، وأمامكم فرصة للتغيير خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، ويرى المصريون أن الحكومة الحالية لا تتماشى مع أفكار الرئيس للتنمية، فقد فَقَدَ بعض الوزراء الثقة لدى الشعب، لذا فإن تغيير الحكومة أمر هام، واختيار مجموعة اقتصادية لديها الفكر والقدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص العمل واتخاذ قرارات اقتصادية غير تقليدية أمر هام أيضًا، من أجل تخطى خطر التضخم الموجود، والذى يعانى منه الشعب، بالإضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة للشباب، وتهيئة المناخ الاستثمارى لإقامة المشروعات الصغيرة والكبرى وتنشيط السياحة، وزيادة الإنتاج الزراعى والصناعى فى فترة قصيرة أمر هام، وهو ما يرغب فيه الشعب الذى يريد الاستقرار، ويريد وجود الرئيس السيسى فى قيادة البلاد، لاستكمال خطة التنمية.
وجود الرئيس السيسى أمر حتمى، وهو مطلب شعبى، مع تغيير المجموعة الاقتصادية الحالية من الوزراء، وإعطاء الفرصة لمن يمتلكون خطة حقيقية للتنمية، فالشعب يريد الرئيس السيسى فى قيادة البلاد، ولكن يرغب فى تغيير حكومى على مستوى الوزراء، خاصة المجموعة الاقتصادية على أن يكون لديهم حلول قابلة للتنفيذ، واتخاذ قرارات حقيقية، لتحفيز الصناعة والاستثمار لمواجهة التضخم، وارتفاع أسعار السلع، فمصر تستحق الرئيس السيسى، والرئيس السيسى يستحق أن يكمل مشوار التنمية، وأن تعود مصر لمكانتها الاقتصادية التى تستحقها، على الرغم من التحديات الموجودة.