اليوم الجمعة.. الكنيسة المارونية تحيي ذكرى مار روحانا المرتّل أو قبريانوس السائح المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار روحانا المرتّل أو قرياقوس السائح المعترف، وهذا القديس ولد سنة 446 في قورنثية وترهب في فلسطين مسترشداً بحكمة القديس افتيموس. ترأس الدير وأحسن تدبيره وكان قدوة للجميع بتقواه وحكمته وإرشاداته، توفي عن عمر 107 سنوات وكتب سيرته أحد كبار المؤرخين، وقد دُعيَ في بعض الروزنامات المارونية “روحانا المرتل”، وعلى اسمه أديرة وكنائس في لبنان.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لنتأمل فيما حدث لسكان نينوى لنسمع ما فعلوا، بعد الإعلان المخيف الذي أطلقه يونان أمام هذا الشعب الجشع والسكّير، أسرع السكان كعمّال ماهرين الى وضع أسس صلبة لمدينتهم، هذه الأسس الّتي كانت قد زعزعتها أعمالهم الشريرة، فكان الأساس المتين الذي اختاروه هو التوبة.
بعد أن غسلوا دناسة مدينتهم بفيضٍ من الدموع، زيّنوها بصلاتهم، فنالت نينوى التّائبة رضى الرّب الرَّحوم، لأنها وهبت جمال قلبها لمن هو "فاحِص القُلوبِ والكُلى" (مز 7: 10) لقد رجعت نينوى إلى مَن يحبّها، مُبلّلة بزيت الأعمال الحسنة، ومُعطّرة برائحة الصوم فاحتضن توبتها.
إنّ مَلِكها، رجل حكيم، فقد أحضر الحيوانات والقطعان كمن يبغي تقدمتها كمهر، وهو يقول: "أقَدم لك كل شيء، يا إلهي ومخلصي: صالِح فقط وأحِلَّ رضاك على التي زنت، على التي خانت... طهارتك: لأنها الآن بملء حبّها، تقدّم لك كهديّة توبتها.
"إذا كنتُ، أنا الملك ذا سلطان، قد خطئت، فاضربني لوحدي وأشفق على الآخرين. أمّا إذا كنّا قد سقطنا كلّنا، فاسمع صوت الجميع وليحّل عونك علينا فيضمحل كلّ خوف. لم يعد يخيفنا شيء إذا قبلت ما سنقدّمه، أي توبتنا".
"إنّ نينوى، المتمردة، ترتمي تحت قدميكَ، وأنا، الملك الحقير وخادمك الحقير، بما أني لم أعد أستحّق العرش سأجلس على الرماد ولأني شتمت التاج فسأرشّ الرّماد على رأسي. وبما أني لا أستحق الأرجوان فقد ارتديت مِسحًا ورفعت صراخ الندّب. فلا تحتقرني إذاً بل ألقِ نظرك علينا، يا مخلّصي. واقبل توبتنا".
"يا ابن الله الأوحد، أنت مَن يفعل ما يريده محبّيك، احمهم برحمتك، كما رحمت أهل نينوى في الماضي، ارفع اليوم الحكم عمَن ينشدون اجلالاً لكَ. وهبني الغفران مكافأة لاعترافي ليس لدي أعمال تليق بمجدك، يا مخلصي فخلّصني أقلّه من أجل كلمات ندامتي، أنت مَن يحل التوبة."