الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديسة تريزا كوديرك
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم الأربعاء، بذكرى القديسة تريزا كوديرك.
وبهذه المناسبة، اطلق الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها، إنه ولدت ماريا فيتوريا كوديرك في اليوم الأول من شهر فبراير عام 1805م ،الرابعة من بين أبناء كلود ميشيل وآن ميري الاثني عشر، أمضت ماري فيكتوار كوديرك طفولتها في قريتها الأصلية لو ماس، وهي قرية صغيرة تابعة لسابليير، في الأرديش بفرنسا ، في عائلة من المزارعين .احتفلت بالمناولة الأولي في 15 مايو 1815م.
تعلمها للقراءة
لم يتمكن الفلاحون الذين لديهم موارد قليلة من توفير التعليم لها. لكنها استطاعت تعلم القراءة ، تعلمت من والديها الحياة المسيحية الحقة . والتحقت، في السابعة عشرة، بكلية ليه فان، التي تديرها رهبنة راهبات القديس يوسف . فكانت لديها الرغبة في الأنضمام الى جماعة رهبانية لإعادة الفلاحين إلى الإيمان.
لم يوافق والدها على الفكرة، لكنه سمح لها بالذهاب والأنضمام ، بكلية ليه فان، التي تديرها رهبنة راهبات القديس يوسف بعد ثلاث سنوات، في عام 1825، عادت إلى سابليير لمتابعة الرسالة التي بشر بها الأب جان بيير إتيان تيرمي، الراعي السابق لآبس ومؤسس راهبات القديس فرانسيس ريجيس المكرسة لتعليم الأطفال الفقراء، والذي أصبح مرشدها الروحي ،قامت بالتدريس في مدرسة الرعية في أبس،تغلبت ماريا فيتوريا في نهاية المطاف على مقاومة والدها، وفي يناير 1826 كانت من أوائل الذين انضموا إلى الجماعة الجديدة، واتخذت اسم تيريزا.
وفي العام التالي، عندما كان عمرها 23 عامًا فقط، تم نقلها مع راهبتين أخريين وبعض الكهنة إلى لالوفسك لتنظيم وإدارة الملجأ الذي أسسه الأب نفسه هنا. وبيوت للحجاج الذين يزورون قبر القديس فرنسيس ريجيس ، وهو مقصد حج شعبي ونشاط تبشيري بين المزارعين. في لالوفيسك، أقنعت الأخت تريزا الأب تيرمي بإعطاء نهج أكثر روحانية لمبادرته المتمثلة في الاستقبال المادي للحجاج، وتحويل مشروعه إلى بيوت للصلاة والرياضات الروحية التي تتم على نموذج القديس إغناطيوس دي لويولا: لقد كان الأول من نوعه. بذرة "العلية".
فكان المشروع يرحب في الصيف بالنساء والفتيات أثناء رحلة الحج لقبر القديس فرانسيس ريجيس. وكانت تبقي هناك حتى الشتاء مع مجموعة الأخوات الصغيرة، تعلم الأطفال، وتساعد الكهنة عندما يكونون هناك، وتحل محلهم في الإرشاد والصلاة. «في بعض الأحيان يكون الثلج عميقًا جدًا بحيث لا يمكنك حتى دخول الكنيسة، فكانت تحفر نفق في الجليد وتذهب لتري ما إذا كان المصباح الذي بجوار بيت القربان ما يزال مضاءه.
ولكن في 12 ديسمبر، توفي جان بيير إتيان تيرمي. شكلت وفاته ضربة قاسية جدًا للجماعة الرهبانية، وخاصة لتريزا، التي لم تفقد صديقًا ومستشارًا ثمينًا فحسب، بل فقدت أيضًا الوصي على أموال الجماعة. في عام 1834، بعد وفاة الأب تيرمي، وضعت تيريزا نفسها تحت إشراف الأب فرانسوا رينو، الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية، الذي فصل في عام 1836 راهبات القديس فرانسيس ريجيس عن راهبات سيدة الخلوة إلى العلية، وغيروا نشاط الضيافة بنشاط تعليمي ، لذا انسحبت اثنتا عشرة راهبة، بقيادة تيريزا، من بنات القديس ريجيس، لتشكيل جماعة متميزة، ذات قاعدة وعادات جديدة، والتي أصبحت تعرف باسم راهبات ( العلية)الخلوة حسب قانون القديس أغناطيوس دي لويولا . في عام 1836، وافق أسقف فيفييه على قواعد "سيدات الخلوة".
ظلت الأم تيريزا رئيسة "سيدات الخلوة" في لا لوفسك، حيث أعلنت نذورها الرسمية في 6 يناير 1837؛ في الخامس عشر من أغسطس، أرادت أن تقدم تكريسًا كاملاً لسيدة آي، وعينت رئيسة الجماعة الجديدة ،فبدأت ببناء مبني جديد وكنيسة ، سارت الأمور على ما يرام حتى نفدت الموارد المالية للجماعة لهذا الغرض وغيره من الأنشطة، مما ترك الراهبات وعليهن ديون هائلة ولا توجد وسيلة لسدادها. في أكتوبر 1837، استمع رينو بكلام إحدي الجماعة الرهبانية التى بالغت في حجم الدين، وأذلت تيريزا بإعطائها حزمة من الفواتير لدفعها على شكل باقة في يوم عيدها.
ولومت نفسها على ما حدث وتقبلت الإهانة، وانسحبت تيريزا من دور الأم الرئيسة، وبموافقة أسقف فيفييه، وتم تهميشها ،فأنحنت الأم تريزا رأسها دون اعتراض وبكل تواضع، مخلصة لنذر الطاعة. وكشفت عن طبيعتها الصوفية بنفسها قائلة: "عندما يريد ربنا أن يستخدم نفسًا لمجده، يجعلها أولاً تمر باختبار الآلام والذل والتعب. لا يمكنك أن تكون أداة مفيدة بدون هذا". عين رينو مكانها أرملة ثرية هي كونتيسة دي لا فيليورنوي، التي تم إعلانها " الرئيسة العامة للجماعة الرهبانية" على الرغم من دخولها الجماعة قبل أقل من شهر. وقادت كونتيسة لافيليورنوي "الرئيسة" الجماعةإلى الخراب ثم تقاعدت.
تمت إعادة التقييم مع الأم الجديدة دي لاروشينجلي، التي أبدت احترامًا متزايدًا لها، وفي هذه الأثناء تم افتتاح منازل أخرى في فورفيير وباريس. ففي 7 مارس 1855، تم إرسال الأم تريزا إلى بيت باريس، بقيت كوديرك في باريس حتى 24 نوفمبر 1856، ثم كانت حياتها عبارة عن تناوب للمسؤوليات كرئيسة لمنازل مختلفة في تورناي، ولا لوفسك، وليون، ومونبلييه، حتى عام 1867.
منذ ذلك العام فصاعدًا عاشت في فورفيير، تعيش زاهدة، مقدمة نفسها لله، بنية "الالتزام بكل شيء، وقبول كل شيء، والخضوع لكل شيء" لم تطلب أبدًا من الله أن تتحرر من آلامها، بل "فقط القوة على تحمل المعاناة ومحبة الصليب. مع مرور الوقت، انتشرت جماعة «سيدة العلية» في جميع أنحاء العالم. توفيت بعطر القداسة في 26 سبتمبر عام 1885م . تم تطويبها في 4 نوفمبر 1951 من قبل البابا بيوس الثاني عشر، وتم إعلان قداستها في 10 مايو 1970 من قبل البابا بولس السادس. جسدها محفوظ في جرة في علية لالوفسك.