"الضرب مش تربية".. المخاطر النفسية لضرب الأطفال وكيفية العقاب بشكل سليم
تعد رعاية وتربية الأطفال من أهم المسئوليات التي يتحملها الآباء والمربون في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية والجسدية، ومن أجل تحقيق التربية الصحيحة، يجب على الآباء أن يكونوا مدركين لأهمية العقاب السليم والصحيح في توجيه سلوكيات الأطفال وتعديلها.
كثيرًا ما نسمع عبارة "الضرب مش تربية"، وهي تعبر عن الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة استخدام العقاب بشكل عنيف وعنيد، بما في ذلك ضرب الأطفال.
في هذا الصدد أوضحت الكاتبة وخبيرة الإرشاد التربوي والنفسي ميادة عابدين، أن ضرب الأطفال من أشكال العقاب القديمة التي لم تعد مقبولة في العديد من الثقافات والمجتمعات التي تعتمد على حقوق الطفل وحمايته.
أوضحت "عابدين" أنه قد أظهرت الأبحاث والدراسات العلمية أن ضرب الأطفال له آثار نفسية خطيرة يمكن أن تترك أثرًا سلبيًا على صحتهم النفسية ونموهم.
الآثار الجانبية لضرب الأطفال
أضافت خبيرة الإرشاد التربوي، أن ضرب الأطفال خاصة من الأب والأم يتسبب في الكثير من الأضرار أولها الضرر الجسدي خاصة عند ضرب الطفل على منطقة الرأس والوجه، لأن هذه المناطق مرتبطة بالأعصاب الحساسة والتي من الممكن أن تصيب الطفل بأمراض عصبية.
كما أن لضرب الأطفال الكثير من الأضرار النفسية، والذي يجعل الطفل خائفًا طوال الوقت وتجعله يفقد الثقة بوالديه، فالطفل يشعر أنه غير محبوب من أهله عند ضربهم له.
نوهت "عابدين" إلى أن ضرب الأطفال يسبب أضرارًا نفسية خطيرة قد تستمر طوال فترة الطفولة، وتؤثر على نموهم الشخصي والعاطفي، فمن بين الآثار الجانبية التي قد يعاني منها الأطفال الذين يتعرضون للضرب، انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالذنب والخجل المستمر.
كما يؤثر ضرب الأطفال في زيادة الإصابة باضطرابات النوم والقلق والاكتئاب، بالإضافة إلي صعوبة في التعامل مع العلاقات الاجتماعية وتطوير المهارات الاجتماعية وزيادة احتمالية استخدام العنف كوسيلة لحل المشكلات في المستقبل.
كيفية عقاب الأطفال بشكل سليم وصحي؟
أكدت "عابدين" أن الأمر يتعلق بوضع قواعد وحدود واضحة للأطفال وتعليمهم المفاهيم الصحيحة للسلوك المقبول وغير المقبول، ولكن يجب أن يتم ذلك بأساليب تعزز الانضباط والتنمية الإيجابية للطفل دون استخدام العنف أو العقاب الجسدي، وفيما يلي بعض النصائح لتطبيق العقاب بشكل سليم:
التواصل الفعّال: يجب أن يتم التواصل مع الطفل بشكل فعّال لفهم أسباب سلوكه السلبي ولتوضيح التوقعات والقيم الصحيحة.
الإشادة والمكافأة: عندما يقدم الطفل سلوكًا إيجابيًا، ينبغي أن تتم مكافأته وتحفيزه بإشادة وثناء، مما سيعزز سلوكه الصحيح.
العقاب البديل: ينبغي أن يتم استخدام العقاب البديل مثل سحب بعض الامتيازات لفترة مؤقتة أو تحديد وقت للخروج من غرفة اللعب، كبديل عن العقاب الجسدي.
التوجيه والتعليم: يجب أن يتم توجيه الأطفال وتعليمهم السلوك الصحيح بدلًا من توجيه الانتباه فقط إلى السلوك السلبي.