أشرف عامر.. شاعر نسج من "شخبطة" كراسات المدرسة قصائده الشعرية (بروفايل)
فى لقاء صحفي معه قال عن مرحلة طفولته التي نسج فيها من شخبطاته فى كراسات الدراسة أشعارًا، أصبحت فيما بعد دواوين وكتابات شعرية للأطفال حتي تكللت تجربته الإبداعية في رئاسته الهيئة العامة لقصور الثقافة.. إنه الشاعر أشرف عامر ابن شبرا، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق الذى رحل عنا منذ قليل بعد رحلة معاناة مع المرض.
ويقول الشاعر عن نفسه:“منذ المرحلة الأبتدائية تقريبًا وأنا أحب أن أخلو بنفسي لـ”أشخبط” على كراريس المدرسة وكتبها برسومات وحكايات أعبر فيها عن غضبي من الدنيا، وسرعانما تبلورت هذه الشخبطة وأخذت ملامح الشعر، ولكنه كان شعرًا مكتوبًا بالعامية، ولقلة خبرتي وقتها كنت عاجزًا عن الدفاع عن “عاميتي” أمام زملائي الذين كانوا وقتها لا يعتبرون الشعر العامي شعرًا حقيقيًا، وكان من بين هؤلاء صديقي الشاعر عمر الصاوي الذي أصبح بعد ذلك شاعرًا عاميًا معروفًا، وأصبحت أنا أكتب بالفصحى بعد ديواني العامي الأول “شبابيك” كواحدة من مفارقات الحياة. ولقد ظل الأمر كذلك إلى أن أصبحت في الخامسة عشرة من عمري.. أكتب شعرًا بالعامية لنفسي وأقرأ بعضه لأمي وأخوتي وزملاء المدرسة علي خجل".
• أعمال الشاعر الراحل
منذ أن تخرج أشرف عامر في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1981؛ صدر له سبع مجموعات شعرية، صدر منها خمس، وهى: “شبابيك” ، “فاعلات ليلية” ، “هوتقريبًا .. متأكد” ، “كأنه يعيش” ، “اكتشافات الفراشة”، كما صدر له ديوان في نسخ محدودة جدًا وهو “فيما أرى”، وتحت الطبع ثلاثة دواوين، الأول بالعامية “حبة خردة” ، والثاني بعنوان “مزامير التحرير”، والثالث بعنوان ” أذن فان جوخ”. كما صدر له كتابان شعريان للأطفال وهما “اللون والخيال” و “نجارنا الفنان”.
• ترجمات الشاعر الراحل
ترجم له كل من د.محمد أبو العطا ود. عمرو محمد ديوان “هو تقريبًا .. متأكد” إلى اللغة الإسبانية، حيث صدر له في محيط مشاركته في فعاليات مهرجان الشعر العالمى بكولومبيا عام 2008 ، كما أصدرت له جامعة سان خوسيه بكوستاريكا طبعة ثانية بالإسبانية خلال مشاركته في فعاليات المهرجان الشعري الدولي الذي انعقد بكوستاريكا في فبراير 2009 ، كما قام أستاذ الأدب الإنجليزي الدكتور جمال عبد المقصود بترجمة ديوان “هو تقريبًا .. متأكد” إلى اللغة الإنجليزية. كما قامت جريدة الأهرام ابدو مؤخرًا بترجمة عدد من قصائده إلى اللغة الفرنسية، وتقوم الآن دار نشر فرنسية بترجمة بعض أعماله.
• كيف انطلقت تجربة اشرف عامر الإبداعية من سور الأزبكية ؟
نعود لحديث أشرف عامر حيث يقول:"وفي أحد الأيام وأنا عائد من سور الأزبكية، حيث كنت دائم الذهاب إليه كلما “حوشت” مبلغًا من المال وقام أبي _ وفق اتفاق أبرمه معي _ بمضاعفته لأشتري كتبًا ودواوين شعر، في أحد تلك الأيام وأنا عائد من الأزبكية مفلسًا ومحملاً بالكتب عن طريق الأتوبيس النهري الذي يربط بين الساحل والوراق تعرفت على الشاعر محمد كشيك، وكان يكبرني بست سنوات تقريبًا، وهو فارق كبير بالقياس إلى عمرينا وقتها، إلاّ أن الكثافة المبكرة لشاربي، والتوحد تحت مظلة كتابة الشعر، العامي تحديدًا، موّهت علينا تلك السنين. تجاذبنا في “الأوتوبيس النهري” أطراف الحديث وأصبحنا منذ ذلك التاريخ صديقين حميمين، تعرف على أشعاري وذهبت معه للإذاعة لنسجل ببرنامج (مع الأدباء الشبان) الذي كانت تقدمه الأستاذة هدى العجيمي، ثم قام كشيك بعد ذلك بتعريفي بالشاعرين مجدي نجيب وسيد حجاب. بعدها التقينا الشاعر الكبير والدنا جميعًا، فؤاد حداد الذي كان مستمعنا الأهم ومحفزنا الدائم للكتابة، ثم كانت صداقتنا المبكرة بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي غمرنا صداقةً وشعرًا، هذا بالإضافة إلى العبقري صلاح جاهين الذي بذر فينا جميعًا أجمل ما في الشعر، بل وأجمل ما في الدنيا: البساطة العميقة، والعمل الدائم على مصادقة الشعر لحركة الحياة وتفاصيلها الصغيرة النابضة دومًا. وقد كان للشاعر أمل دنقل دور يفوق الجميع في صياغة علاقتي بالشعر وبأهمية دوره ودور الشاعر في الدفاع عن الوجود الإنساني بكل ما تعنيه الكلمة من جمال وعدل وحب وحرية”.
شارك أشرف عامر في عدد من الفعاليات الثقافية العالمية والعربية والمصرية، كان آخرها:مهرجان مديين الشعري العالمي في كولومبيا 2008، يوم الشعر العالمي بالبحرين 2008، مهرجان الشعر في ساقية الصاوي 2008، مهرجان الشعر العالمي بكوستاريكا 2009، وغيرها من الفعاليات.