"دانيال" تدمر ليبيا وتخلف آلاف الضحايا وتمحى مناطق كاملة (صور وفيديو)
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن ليبيا تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تجاوز عدد ضحايا العاصفة دانيال الـ2000 شخص، بينما الآلاف في عداد المفقودين، مع توقعات أن يكون العدد الحقيقي للوفيات يصل إلى عدة آلاف.
وأكد المسئولون أن العاصفة تسببت في اختفاء الأحياء بسكانها والضحايا بالآلاف، حيث فقدت العاصفة قوتها الهائلة بعد وصولها مصر أمس الإثنين، عقب مرورها من الأراضى القاحلة في ليبيا.
وتابعت أن العاصفة دانيال وصلت إلى اليابسة في ليبيا يوم الأحد الماضي، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، حيث فُقد سبعة من أفراد الجيش الليبي خلال جهود الإنقاذ، وفرض المسئولون في الشرق حظر التجول، في حين أمرت المدارس والمحلات التجارية بإغلاق أبوابها.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
وأوضحت الإذاعة البريطانية أن انهيار السدود في مدينة درنة الليبية، والتي يسكنها قرابة 100 ألف شخص، أدى إلى غرق جزء كبير من المدينة وسكانها، وبناء على ذلك أعلنت السلطات درنة "مدينة منكوبة".
وقال رئيس وزراء الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان، أسامة حماد: "المفقودون بالآلاف، وعدد القتلى يتجاوز 2000 قتيل، وأحياء بأكملها في درنة اختفت مع سكانها فقد جرفتها المياه".
وتابعت الإذاعة البريطانية أنه إلى جانب مناطق في الشرق، كانت مدينة مصراتة في غرب البلاد من بين المناطق التي تضررت من الفيضانات، حيث تم تداول مقاطع فيديو للعاصفة، بما في ذلك مقطع يظهر سيولًا من مياه الفيضانات وهي تجتاح السكان، وتظهر لقطات أخرى السائقين محاصرين على أسطح سياراتهم، حيث احتموا بها خوفًا من انجراف مياه الفيضانات.
وبينما كانت الإدارة، التي تتخذ من بنغازي مقرًا لها تتعامل مع الأمور في شرق البلاد، كانت حكومة الوحدة المعترف بها دوليًا في العاصمة طرابلس متورطة أيضًا في الأمر.
وأوضحت الإذاعة البريطانية أن العاصفة وصلت مصر، صباح أمس الإثنين، حيث استعدت السلطات برفع حالة الطوارئ القصوى، حيث تضاعفت السحب الممطرة على الساحل الشمالي الغربي، مع سقوط قوي للأمطار في مرسى مطروح وواحة سيوة والإسكندرية والساحل الشمالي.
وحذر علماء المناخ من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعني تبخر المزيد من المياه خلال فصل الصيف، مما يؤدي إلى عواصف أكثر شدة.
شهادات صادمة للسكان
بينما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العاصفة القوية تسببت في فيضانات شديدة لتدمر القرى والمدن الليبية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما تسبب في أضرار واسعة النطاق وعدد غير معروف من الوفيات، لا سيما في مدينة درنة الساحلية.
وقالت أسمهان بلعون، النائبة الليبية التي تعيش عائلتها في المدينة: "درنة مأساة، كارثة"، مضيفة أن المياه جرفت الشوارع والمباني، وأنها لا تعرف ما إذا كان أفراد عائلتها قد نجوا أم لا.
وتابعت: "كل ما أعرفه هو أن مبانيهم اختفت"، مضيفة أن هناك حاجة إلى طائرات هليكوبتر "لإنقاذ ما تبقى لإنقاذه" في المدينة.
وقالت بلعون ومسئولون آخرون إن شبكات الاتصالات تعطلت في درنة يوم الإثنين، ما يجعل من الصعب تقييم عدد القتلى والمدى الحقيقي للأضرار.
وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد مروعة لمدينة مغمورة بالمياه، وقال مسئول محلي بالهلال الأحمر الليبي إن ما لا يقل عن 150 شخصًا قتلوا في درنة نتيجة العاصفة، وهو إعصار يشبه العاصفة الاستوائية اسمه دانيال، مضيفًا أن المنظمة تتوقع ارتفاع عدد القتلى.
وأوضحت الصحيفة أن درنة تواجه كارثة كبرى، فالسكان معزولون تمامًا عن العالم لقطع الاتصالات كافة، وفرق الإنقاذ تصل بصعوبة بالغة للمتضررين.
وكانت آخر حالة من الفيضانات واسعة النطاق في ليبيا في عام 2019، عندما توفي أربعة أشخاص في جنوب غرب البلاد، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه بعد أن تسبب في فيضانات شديدة في اليونان، تحول دانيال إلى ما يعرف باسم "الإعصار الطبي"، أو الإعصار الشبيه بالمدار الذي يتشكل أحيانًا فوق البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت العاصفة أقوى، لأنها استمدت طاقتها من المياه الدافئة بشكل غير طبيعي، وهي عملية تفاقمت بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، قبل أن تنجرف نحو الجنوب وتسقط الأمطار الغزيرة على شمال شرق ليبيا.
وتابعت أنه من المتوقع أن تؤدي العاصفة إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات في شمال مصر بداية من اليوم الثلاثاء قبل أن تتبدد في القاهرة، حيث حذرت هيئة الأرصاد الجوية المصرية سكان منطقة القاهرة الكبرى من الاستعداد لهطول أمطار غزيرة، لكن المسئولين قالوا أيضًا إن العاصفة فقدت معظم طاقتها فوق الأراضي القاحلة في ليبيا، لذا تراجعت شدتها.
لقطاع مفزعة لفيضانات ليبيا