الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديسة تاودورا الإسكندرانية التائبة
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم بذكرى القديسة تاودورا الإسكندرانية التائبة، وبهذه المناسبة أطلق إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إن ولدت تاودورا، في الإسكندرية في أوائل القرن الخامس، من أبوين مسيحيين غنيين، وكانت تقية، بديعة الجمال. فاقترنت بشاب شريف، تقي مثلها.
السقوط بالخطيئة
عاشت معه بالقداسة والمحبة المسيحية الصادقة، غير ان عدو الخير قاد أحد الشبان الى الهيام بحبها. فأخذ يراسلها ويراودها عن نفسها، فرفضت اولاً وأبت مطاوعته، لكنها انخدعت اخيراً وسقطت معه بالخطيئة. وما لبثت ان فاقت من غفلتها وظهرت لها فظاعة خيانتها الزوجية ومخالفتها شريعة الله، فندمت ندامة صارمة كادت تودي بها الى قطع الرجاء لولا ايمانها الراسخ، ويروى أن رغبتها في التكفير عن خطيئتها دفعتها الى اقصى مدى حتى تركت بيتها، خفية عن زوجها، وهجرت العالم. وارتدت ملابس الرجال، وانتحلت اسم تاودورا ودخلت أحد الأديرة هناك، وعكفت على التأمل والصلاة وممارسة أقسى التقشفات حتى امتازت بفضائلها ومنحها الله صنع المعجزات.
فأرسلها رئيس الدير، مرة بمهمة خارج الدير، فالتقت بها إحدى البنات الشاردات، فراودتها عن نفسها، فنفرت تاودورا منها ووبختها على عملها. فما كان من هذه الابنة الاثيمة إلا أن ألصقت بها التهمة الشنعاء وشكتها لرئيس الدير، فاضطر ان يخرجها من الدير فلم تبرّئ نفسها، بل استسلمت للإرادة الله وحملت عار التهمة وسكنت كوخاً قريباً من الدير واعتصمت بالصبر، مثابرةً على الصوم والصلاة.
ولما اتوها بالولد المظنون به ابنها قبلته واخذت تغذيه بما كان يجود عليها رعاة المواشي هناك، من حليب، وتربيه على خوف الله وحب الفضيلة. واستمرت على هذه الحال سبع سنوات، إلى أن رأف رئيس الدير بها، وادخلها الدير مع الغلام. فأقامت في قلية منفردة، تواصل جهادها بممارسة الصلوات والتقشفات مدة سنتين، الى ان شعرت بدنو اجلها، فأخذت توصي ذلك الغلام بحفظ وصايا الله وبالسلوك الحسن بين الرهبان وبالطاعة للرئيس والبُعد عن اية خطيّة. ثم استودعته الله ورقدت بسلام سنة 480م.