الكنيسة اللاتينية تُحيي ذكرى عيد ميلاد العذراء مريم البتول
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى عيد ميلاد العذراء مريم البتول، ويخبر التقليد المنسوب إلى الأناجيل المزيفة ان والدي مريم العذراء لم يكن لهما ولد. استجيبت صلاتهما ونذرا الطفلة للهيكل الى ان خطبت للقديس يوسف. تكرم الكنيسة ولادة المباركة بين النساء لانها تجعل من يوم ولادتها بدءاً لخلاص البشرية بالمسيح المولود منها. واسمها مريم مشتق اما من الاصل الارامي بمعنى "المرتفعة" واما هو كلمة مركبة تعني "سيدة البحر".
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن اليوم ينفتح باب بتولّي؛ من خلاله شاء الربّ، الذي هو فوق كلّ الكائنات، أنّ "يأتي بالجسد الى العالم" حسبما عبّر عنه الكِتَاب المقدّس . اليوم "يَخرُجُ غُصنٌ مِن جذعِ يَسَّى" منه ستعلو، في سبيل العالم، زهرة بطبيعتها متحّدة بالألوهية. اليوم، انطلاقًا من طبيعة الأرض، تكوّنت سماء على الأرض على يدِ مَن جعَل الجَلَد ثابتًا بفَصلِه عن المياه وبرفعه في الأعالي. لكن هذه السماء هي مدهشة أكثر من السماء الأولى إذ قد انبعث هو بذاته من هذه السماء الجديدة شمسًا للبّر ... إنّ النور الأزلي المولود قبل الدّهور من النّور الأزلي، وهو الكائن اللامادّي والّذي لا جسم له، قد أتّخذ جسدًا من هذه المرأة، وانطلق "كالعَريسِ الخارِجِ مِن خِدرِه".
إنّ "ٱبْنَ النَّجَّار" كلمة الله الفاعلة في كلّ مكان، الكلمة الذي عمل بقدرته كلّ شيء، ذراع الإله العلي...، قد صنع له سلمًّا حيًّا، قاعدته مغروزة في الأرض وقمَّته مرتفعة الى السماء. عليه يستند الله وقد تأمَّل يعقوب بصورته؛ ومن خلاله، نَزَل الله الى جمود الإنسان، أو بالأحرى قد انحنى بتنازل، "وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى عَلَى الأَرْضِ وَتَرَدَّدَ بَيْنَ الْبَشَر" إنَّ هذه الرموز تصِف مجيئه على هذه الأرض وتنازُلَه بمنَّة تامة ووجوده على الأرض كما المعرفة الحقيقيّة عن كينونته والتي يعطيها لِمَن هم على الأرض. إنّ السلّم الرُّوحي، أي العذراء، قد زُرِعت في الأرض لأنّها من جذعها من الأرض غير أنّ راسها يرتفع حتى السماء، فبواسطتها وبقدرة الرُّوح القدس "الكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا" وأيضًا بواسطتها وبقدرة الرُّوح القدس يتمّ اتحاد الربّ بِـبَـنّي البشر.