هل تنجح تركيا فى إعادة روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب؟
تحاول تركيا إعادة إحياء اتفاقية تصدير الحبوب التي توقفت في يوليو 2023 بعد انسحاب روسيا من الاتفاقية أو بالأدق إعلانها عدم تمديد الاتفاقية؛ لأنها لم تستفد منها على عكس الجانب الأوكراني، وكانت تركيا نجحت في يوليو 2022 من إقناع روسيا بتوقيع اتفاق لتصدير الحبوب، ووقع على الاتفاقية روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، فهل يمكنها أن تعيد الكرّة مرة أخرى، خلال اللقاء المقترب بين الرئيس التركي رجب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة سوتشي؟
متخصص فى الشأن الروسى: الغرب يتهم "موسكو" ويفتعل أزمة غذائية عالمية
ورأى سمير أيوب، المتخصص في الشئون الروسية، أن أزمة الغذاء العالمية، مفتعلة من جانب الغرب، الذي يصيح أن روسيا تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا، بينما الغرب يضع العراقيل أمام روسيا مما يحول دون تصديرها الحبوب والتي تقدر بـ3 أضعاف ما يخرج من أوكرانيا، منوهًا بأن ما تطلبه روسيا إما أن تصدر الحبوب من الدولتين أو لا تصدر".
وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" المذاع على "القاهرة الإخبارية"، إن موسكو لا تفرض شروطًا للعودة إلى اتفاقية الحبوب، بل تريد تطبيق كل بنود الاتفاقية، لأن ما يطبق منها هو ما تستفيد منه أوكرانيا والغرب فقط، كما أنهم يستغلونها لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا، أما ما يخص روسيا لم يُطبق، فلم يصدر الأمونيوم ولم ترفع العقوبات عن البنوك الزراعية الروسية، ومازالت الشركات الغربية تفرض على شركات التأمين قيودًا تمنعها من التعامل مع السفن الروسية.
وعن اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث إمكانية استئناف اتفاقية الحبوب، قال أيوب إن تركبا المستفيد الأول من اتفاقية الحبوب وتصدير النفط والغاز الروسي عبر أراضيها، وإذا أصرت أن تعود روسيا للاتفاقية عليها تقديم ضمانات، وإذا نجح أردوغان في إقناع بوتين بالعودة لاتفاقية الحبوب، فهذا يعني أن هناك ملامح غربية يمكن أن توافق على المطالب الروسية.
مدير «أكساد»: انفراجة في أزمة «اتفاقية الحبوب».. وقمح روسى بالمجان لإفريقيا
نصر الدين العبيد مدير مركز أكساد، أعرب عن تفاؤله وتوقعه بقرب عودة روسيا لـ اتفاقية الحبوب، وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن روسيا أكبر مصدر للقمح والحبوب في العالم، مشيرًا إلى أن الصين تنتج أكثر من 134 مليون طن، ولا تصدر منها شيئًا، والهند تنتج 105 ملايين طن ولا تصدر منها شيئا، بينما روسيا تنتج 90 مليون طن، وهى المُصدر الأول للقمح، في حين تُصدر أوكرانيا بين 20 لـ25 مليون طن.
أوضح العبيد أن إفريقيا تستورد 93% من القمح من روسيا ثم أوكرانيا، والدول العربية تستورد أكثر من 60% من القمح من روسيا وأوكرانيا، ولابد أن يتم التصدير ليس من أوكرانيا فقط، وإنما من روسيا، منوهًا أن مخازن روسيا ممتلئة بالحبوب، ومعظم الدول الإفريقية والعربية صديقة لروسيا وأوكرانيا.
وأردف: "تمديد اتفاق الحبوب سيتم حتى لو هناك تنازلات، لأن الأمن الغذائي جزء أساسي من الأمن البشري، وأكثر الدول المستوردة هي الدول الفقيرة، كما أن روسيا أعلنت أنها ستصدر 50 ألف طن مجانا، إلى دول إفريقية، لأنها تريد أن يذهب القمح إلى الدول الفقيرة".
محلل سياسى: عدم تمديد اتفاقية الحبوب يضر تركيا
قال المحلل السياسي طه عودة أوغلو إن تركيا الدولة الوحيدة التي لعبت دور الوساطة في الأزمة الروسية والأوكرانية ونجحت في التوصل لاتفاقية الحبوب، لذا عدم تمديد الاتفاقية يضر تركيا، ولفت إلى أن زيارة وزير خارجية تركيا قبل يومين لموسكو قطعت نصف الطريق، وهناك بعض المقترحات الأممية فيما يتعلق بصيغة جديدة للاتفاقية.
أضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي أن الحكومة التركية الجديدة تريد البناء على الإنجازات التي حققتها مؤخرًا من الناحية الاستراتيجية والإقليمية، وتراهن وتعول على تمديد الاتفاقية.
أنقرة أكدت أن روسيا محقة في مطالبها لتمديد اتفاقية الحبوب
وأشار إلى أن أنقرة تحدثت أكثر من مرة بأن روسيا على حق في مطالبها، خاصة أن توزيع الحبوب، خلال السنة الماضية لم تذهب إلى الطريق الصحيح، وإنما ذهبت إلى الدول الأوروبية الغنية، ولم تذهب إلى إفريقيا، لذا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة سوتشي، يمكن أن يضعا خريطة جديدة لاتفاقية يتم العمل عليها من جديد.