وجهة مشرفة.. قصة تحويل العلمين من مدينة ألغام إلى أرض الأحلام
مدينة العلمين، التي شهدت واحدة من أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور عام 1942، والتي خلفت آلاف الألغام التي عطلت التنمية في تلك المنطقة لعقود طويلة، تشهد الآن تحولاً كبيراً من مدينة ألغام إلى مدينة سياحية عالمية تضم مشروعات كبرى في مختلف المجالات.
وكان لاهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير منطقة العلمين والتخلص من الألغام والتوجيه بوضع مخطط كامل لتطويرها نقطة تحول مهمة حولت المدينة من مدينة تعاني من قلة التنمية إلى مدينة متكاملة تحظى بأفضل الخدمات.
ودشن الرئيس السيسي مدينة العلمين الجديدة في شهر مارس من عام 2018 لإعلان إنشاء مدينة ذات خدمات متكاملة وحولها إلى قبلة سياحية على البحر المتوسط.
ومنذ ذلك التاريخ، تشهد المدينة عمليات إنشاء واسعة لم يوقفها أي شيء، حتى فيروس كورونا، للاستمرار في تحقيق الحلم لتحول العلمين إلى مزار مميز بعد أن انهكتها ألغام الحرب.
من بين المشروعات المهمة التي تحتوي عليها مدينة العلمين الجديدة:
- كورنيش العلمين الجديد، الذي يمثل عملاً معماريًا مذهلاً يستقطب إليه الكثير من المواطنين للتمتع بالكورنيش السياحي المميز الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا، بالإضافة إلى المنطقة البحرية ذات المياه النقية التي تم فتحها للجميع مجانًا.
- المدينة التراثية، والتي تضم مجموعة من المباني التراثية والثقافية والتجارية المختلفة، وتشمل البحيرة الرئيسية، والحديقة المركزية، والمسجد، والكنيسة، والأوبرا، والمتحف، والمباني التجارية والفندقية في الحى القديم، ومجمع السينمات، والمسرح المكشوف، والحى الاستثماري، ومباني الإسكان الفاخر.
- جامعة العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا، التي تعد أول جامعة خاصة في مصر تحصل على اعتماد دولي من هيئة التعليم العالي في بريطانيا، وتحوي سبع كليات هي: الهندسة، والطب، والصيدلة، والحاسبات والذكاء الاصطناعي، والإدارة والأعمال، والقانون، والتربية.
- مجمع أبراج العلمين، الذي يحتوى على 38 برجًا سكنيًا وإداريًا بأقل ارتفاع 22 طابقًا، وبأعلى ارتفاع 44 طابقًا، ويلفت أنظاره برج "البوابة الرئيسية"، الذى يكون ثانى أضخم برج على ساحل البحر المتوسط بعد إسبانیا.
- إنشاء محطة تحلية میاه الشرب، تستخرج 150 ألف متر مکعب یومیًا، وخزان میاه لإغذاء قرى الساحل الشمالى بـ60 ألف متر مکعب في الیوم الواحد.
- محطة تحويل الطاقة الکھربائیة التي تولد 500 میجابایت.
- إنشاء مونوريل لربط المدينة بالقاهرة والإسكندرية، وإنشاء محطة رکاب على مساحة 10 آلاف متر مربع.
وتعد مدينة العلمين نموذجًا فريدًا للتطور والتحديث في مصر، حيث تجمع بين الموروث التاريخي والثقافي لهذه المدينة التي شهدت حدثًا عالميًا هامًا، وبين التصاميم المعمارية والخدمات المتطورة التي تضعها في مصاف المدن السياحية المتميزة على خارطة العالم.
وفي عام 2023، أصبحت العلمين مدينة سياحية بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة المصرية والشركات المنفذة للمشروعات الضخمة التي غيرت وجه المدينة وجعلتها مقصدًا محببًا للزوار من داخل وخارج مصر.
هناك عوامل عديدة ساهمت في تحويل العلمين إلى مدينة سياحية، وأبرزها:
- التخلص من الألغام التي كانت تشكل عائقًا أمام التنمية والاستثمار في المدينة، والتي تمت إزالتها بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
- الحفاظ على التراث التاريخي للمدينة، الذي يجذب السياح المهتمين بالحروب العالمية والثقافات المختلفة، وإبرازه بطرق مبتكرة، مثل إنشاء المدينة التراثية، والمتحف، والأوبرا، والمسجد، والكنيسة.
- توفير الخدمات المتطورة والمتكاملة للسكان والزوار، مثل إنشاء كورنيش العلمين الجديد، وجامعة العلمين الدولية، ومجمع أبراج العلمين، ومحطة تحلية مياه الشرب، ومحطة تحويل الطاقة الكهربائية، ومونوريل، وأكبر مدينة أوليمبية.
- تقديم فرص عمل لآلاف العاملين في قطاعات مختلفة، مثل البناء، والسياحة، والتعليم، والصحة، والرياضة، والثقافة، مما يساهم في رفع مستوى المعيشة للسكان المحليين.
- ترويج للمدينة بطرق فعالة عبر وسائل الإعلام المختلفة، مثل التليفزيون، والإنترنت، والصحف، والإذاعات، لجذب اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم بالجوانب المختلفة للمدينة.