محمد سلماوى: مُنفِّذ محاولة اغتيال نجيب محفوظ برر جريمته بقوله: «بيهاجم الإسلام».. وأديب نوبل قال لى «غسلوا عقله وأنا مسامحه»
- دخلت على «نجيب» فى المستشفى فرأيته يضحك وقال لى: «أهلًا وسهلًا»
- أديب نوبل قال لى: «كنت حاسس إن وحش أنشب أظافره فى رقبتى ولقيت الدم طالع والولد جرى»
- المنفذ ذهب إلى منزل «نجيب» بخنجر ومسدس وبسؤاله عن السبب قال: «حتى أذبحه وأهدد الأسرة بالمسدس لمنع الإمساك بى»
- نجيب تساءل بعد الواقعة: «ماذا فعلت جماعة الإخوان فى شبابنا؟» وقال: «إزاى عملوا للشباب غسيل مخ؟»
كشف الأديب محمد سلماوى عن التفاصيل الكاملة لواقعة محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ أمام منزله على يد أحد المتطرفين، وتبعات هذه المحاولة على أديب نوبل ورد فعله ومشاعره تجاه منفذ المحاولة. وخلال حواره مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، قال «سلماوى»، إنه التقى منفذ محاولة الاغتيال، وسأله: هل قرأت لنجيب محفوظ قبل ذلك؟ ففوجئ برده قائلًا: «أستغفر الله العظيم»، وعندما سأله عن سبب رد فعله، قال: «إن نجيب محفوظ يهاجم الإسلام».
وإلى نص الحوار..
■ بداية.. متى عرفت بمحاولة اغتيال نجيب محفوظ؟
- كنت فى منزلى وكان يوم جمعة، وفوجئت بتليفون من جريدة الأهرام، وقيل لى وقتها إن مساعد رئيس التحرير يريد منك كتابة شىء سريع عن نجيب محفوظ، بسبب حادثة محاولة اغتياله.
وقتها سألت حادثة إيه؟ قالوا لى حدثت محاولة اغتيال لنجيب محفوظ أمام منزله وهو الآن بالمستشفى، ولا نعرف شيئًا آخر، فقلت حالًا هكتب، وأمسكت بالقلم لكن وقتها لم أستطع كتابة شىء.
■ كيف كان الوضع الصحى لنجيب محفوظ حينها؟
- نجيب محفوظ دخل مستشفى الشرطة، وكان فى وضع صعب، ودخل إلى غرفة العمليات فور دخوله المستشفى، وكانت الزيارة ممنوعة عنه.
فى اليوم التالى لمحاولة الاغتيال ذهبت إلى المستشفى، وكانت الزيارة ممنوعة، ولكنى ذهبت لأعرف ماذا حدث، فقابلت مسئول الخدمات الصحية بوزارة الداخلية، وسألته عن حالته، فقال لى إنه سيدخل إليه حالًا ليعرف، وعندما خرج قال لى: «ادخل، نجيب عاوزك لكن لا تجلس معه كثيرًا».
ودخلت فوجدت نجيب محفوظ يضحك، ويقول لى: «أهلًا وسهلًا» وكأنى أذهب إليه فى منزله، وهو فى حالته العادية، وحكى لى ما حدث.
نجيب قال لى إنه كان فى سيارة أمام منزله فى العجوزة يوم الجمعة، وكان معه صديق طبيب، وإنه فوجئ وهو يجلس على الكرسى الذى بجانب السائق، بشخص اعتقد أنه يريد أن يسلم عليه، ولكن فجأة ضربه بخنجر فى رقبته.
من حكمة الله، أن الصديق الموجود بجانب نجيب محفوظ كان طبيبًا، وأن منزله على بُعد خطوات من مستشفى الشرطة، ولذلك خلال أقل من ١٠ دقائق كان نجيب محفوظ فى غرفة العمليات.
■ ماذا قال لك عن محاولة الاغتيال؟
- نجيب محفوظ قال لى: «كنت حاسس إن وحش أنشب أظافره فى رقبتى، ولقيت الدم طالع والولد جرى».
منفذ محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ ذهب إلى منزله قبل تنفيذ محاولة الاغتيال بيوم واحد، ومن حسن الحظ أن «نجيب» لم يكن بالمنزل فخرجت زوجته وقالت لطارق الباب إنه غير موجود، وطلبت من منفذ محاولة الاغتيال أن يأتى له فى اليوم التالى الساعة ٥ مساءً لأن «نجيب» سيكون موجودًا فى هذا الموعد أمام المنزل.
منفذ محاولة الاغتيال ذهب إلى منزل نجيب محفوظ بخنجر ومسدس، وبسؤاله عن السبب قال: «حتى يذبح نجيب محفوظ ويهدد الأسرة بالمسدس لعدم الإمساك به».
وخلال زيارتى له فى المستشفى قال لى إنه ذهب إلى المستشفى بعد محاولة الاغتيال وكان يمشى على قدميه، وطلب أن يصعد السلم بنفسه ولكن رفض العاملون ذلك، وأخذوه إلى غرفة العمليات.
■ لماذا اختار الإرهابيون نجيب محفوظ لاغتياله؟
- «الوضع فى الوقت ده كان شادد على الإخوان»، خاصة بعد عملية اغتيال فرج فودة، ولأن الأمن كان «شادد»، حدث تراجع فى العمليات الإرهابية، ولذلك اختاروا شخص نجيب محفوظ، لأن الوصول إليه سهل، وأن اغتياله سيحدث ضجة عالمية، لأنه كان حاصلًا على جائزة نوبل.
وأرى أن تفكيرهم فى اغتيال نجيب محفوظ يعكس ضعف الجماعات الإرهابية وقتها فى مصر، لأن اغتياله لا يتطلب استعدادات خاصة.
■ لماذا تعاطف أديب نوبل مع من حاول قتله؟
- نجيب محفوظ وقتها كان يتساءل، ماذا فعلت جماعة الإخوان فى شبابنا؟ وقال: «إزاى عملوا للشباب غسيل مخ، وأن القاتل يختار يبقى قاتل وهو شاب فى مقتبل حياته»، وقال لى إنه مشفق على منفذ محاولة الاغتيال، لأنه ضحية، وقال: «أنا مسامحه»، ولكن عندما قلت له: «يعنى إنت مش عاوزه يتحاكم»، فرد قائلًا: «مسامحه، لكن العدالة تأخذ مجراها».
■ ما تفاصيل لقائك مع مُنفذ محاولة الاغتيال.. وماذا قال لك؟
- سعيت إلى الوصول لمنفذ محاولة الاغتيال للحديث معه، ولكى أقول له إن «نجيب» سامحه على هذه الفعلة.
ذهبت للولد وسألته عن زميله الذى كان معه يوم العملية فقال إن زميله استشهد، ووقتها وجدته شابًا «شكله زى أى شاب مصرى لونه قمحى وتقاطيعه مصرية، وليست فظة، وهادئ وساكت، لكن مغيب تمامًا».
سألته: «إنت مش بتقرأ؟» فقال لى: «عشان أدخل الجماعة الإسلامية قرأت ٢٠ كتابًا»، فسألته: «هل قرأت لنجيب محفوظ؟»، فقال: «أستغفر الله العظيم»، فقلت له: «ليه؟» قال: «عشان بيهاجم الإسلام».
قلت له: «مفكرتش إن الكلام اللى وصلك غلط؟»، قال لى: «فى ناس بتفكر وأنا بنفذ، واللى بيفكروا قالوا إن نجيب محفوظ كافر وبيهاجم الإسلام». فقلت له: «إنت عارف نجيب محفوظ اللى حاولت تقتله مسامحك»، فقال لى: «ميهمنيش»، فقلت له: «هو مشغول بيك وإزاى تبقى قاتل»، فقال لى: «أنا بنفذ أوامر أمير الجماعة»، وبعدين سألته: «لو رأيت نجيب محفوظ فماذا تفعل؟»، فقال: «سأحاول تنفيذ المهمة وأقتله»، فقلت له: «ربنا اللى بتعملوا الكلام ده باسمه كان له إرادة أخرى فأفشل إرادتكم».
■ هل نقلت لنجيب محفوظ ما دار بينك والشاب الذى حاول اغتياله؟
- نقلت له تفاصيل اللقاء الذى دار بينى وبين الشاب، ولكن بعد خروجه من المستشفى، ولم أخبره قبلها بأننى سأقابل هذا الشاب، ولكننى عرفت كأديب أن هذا واجبى، خاصة أن نجيب محفوظ رفع اسم مصر عاليًا، لأننى كلما كنت أسافر للخارج والناس تعرف أننى أديب يسألوننى عن نجيب محفوظ.
نجيب محفوظ لم يكن كاتبًا فقط، ولكنه كان رمزًا لوجدان مصر، وكان رمزًا للإنسان المحب للبلد والحارات والأزقة ولتجسيد المصريين، وكان يجسد كل الصفات الحميدة للمصريين فى الاعتزاز بالنفس والأدب وروح الدعابة.
■ ماذا كان تعليق نجيب محفوظ على الحوار؟
- نجيب محفوظ علّق على الحوار الذى دار بينى وبين الشاب بأنه كان متوقعًا، وهو قال لى خلال وجوده بالمستشفى: «عملوا لهم غسيل عقول، وكان هذا الشاب من الممكن أن يكون بطلًا رياضيًا ولكنه ضحية».
■ هل تأثرت عندما قرأت خبر إعدام الشاب؟
- عند قراءتى خبر تنفيذ حكم الإعدام فى الشاب لم أشعر بأى مشاعر تجاهه، لأنه خلال لقائى معه حاولت إثارة مشاعره ولكننى وجدت لديه إصرارًا على تنفيذ الأوامر حول اغتيال نجيب محفوظ.
■ فى عام ١٩٩٥ طرحتَ مسرحية «الجنزير» وهى أول مسرحية تواجه الفكر الإرهابى.. كيف جاءت فكرتها؟
- مسرحية «الجنزير»، كانت تصور عائلة مصرية وشخصًا منتميًا لجماعة من الجماعات الإرهابية يقتحم بيتهم بطريقة ما ويأخذ الأسرة رهينة، وكان فى ذلك نوع من التنبؤ، وهو ما حدث بعد ذلك حينما كانت مصر كلها رهينة فى أيدى الجماعة عندما سيطروا على الحكم لمدة عام.
رأيت أن المثقفين عليهم دور لمواجهة الخطر، لأننا كنا نعيب على الدولة أنها تحارب الإرهاب بالأمن فقط وعندما تحدث جريمة تتدخل أمنيًا وتقبض على الناس، ولكنها لا تواجه هذا الفكر المجرم، وعلى المثقفين القيام بذلك.
ومحاولة اغتيال «محفوظ» هى أول محاولة اغتيال لأديب، فمحاولة اغتيال فرج فودة، ومكرم محمد أحمد، تدخل فى باب الاغتيالات الأدبية السياسية، وفرج فودة كان خصمًا سياسيًا للجماعة، ودخل معارك كثيرة وكون حزبًا سياسيًا، و«مكرم» كان له باع طويل فى التصدى لفكرهم.
نجيب محفوظ كان رجلًا مسالمًا ويمسك قلمه ويكتب روايات، وشعر بأن على الأدباء واجبًا وهو أن يتصدوا لهذا الواقع، والدافع الثانى هو إحساس الكاتب بالتصدى لخطر ماثل أمامه يهدد البلد، والعنصر الثالث أننى شعرت بأنه لم يكتب أحد فى الفكر الإرهابى، فقط لينين الرملى كتب عن الإرهاب فى فيلم «الإرهابى».
■ ألم يتواصل أحد معك لعرض المسرحية؟
- أكثر من مدير فرقة مسرحية طلب حجز مسرحية «الجنزير»، ليفتتح بها الموسم الجديد، وكنت أرسلها لهم ولكنى لا أجد منهم أى رد، وشعرت بأن هناك مقاومة لخروج المسرحية للنور.
أحد المديرين كان صديقى فسألته عن سبب رفض المسرحية أو أنه لا توجد ميزانية لها، فقال لى إنه خائف على المسرح لأنه من الممكن أن يفجروه، ولذا نشرتها، وعندما نشرت أخذت جائزة أفضل مسرحية فى معرض الكتاب، وكان الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك يحضر افتتاح المعرض وكانوا يعلنون اسم الفائز ثم يصعد على المسرح لكى يسلم عليه الرئيس، وعندما صعدت سألنى «مبارك» عن المسرحية فقلت له إنها تعالج الفكر الإرهابى.
عند نزولى من على المسرح كان صفوت الشريف، وفاروق حسنى فى الصف الأول فسألانى «عن ماذا كان يسألك الرئيس؟» فأخبرتهما بأنه مهتم بالمسرحية، فتمت الموافقة على عرضها وحققت نجاحًا كبيرًا على مدار عامين فاق كل توقعاتى، لدرجة أنه كنت لا أجد تذاكر لأصدقائى فأضطر لحجز الصف الأول يوميًا بالمسرحية.
وكان يوجد تأمين عالٍ للمسرح، ولأول مرة وضعت بوابات إلكترونية على باب المسرح، والتف الجمهور حول المسرحية وهو من حماها لأنه كان من الصعب اختراق الجماهير وتنفيذ عمل إرهابى، لأن هذا الإقبال كان تأييدًا للعرض.
■ ماذا عن تلقيك تهديدات بعد عرض المسرحية؟
- قبل تلقينا التهديدات فوجئت بوزير الداخلية يخبرنى بأنه سيرسل لى حراسة خاصة، وعندما أخبرته بأننى لا أحتاجها أصر، فعرفت أن لديه معلومات ولا يريد الحديث عنها، تلقيت خطابات تهديد ولم أهتم بها لأن الحراسة موجودة، وكنت أريد أن أتخفف منها بعد شهر لأنها تمثل عبئًا علىّ، وعندما قررت الاتصال بالوزير وشكره تلقيت خطاب تهديد بأسماء أولادى ومدارسهم ومواعيدها، ووقتها شعرت بأنه حتى لو لم أكن محتاجًا للحراسة، فأولادى يحتاجونها ووصل الأمر لحراسة بيتى.
كنت أحاول التهرب من الحراسة الشخصية، فى بعض الأوقات كنت أفضل الخروج مع زوجتى للعشاء، وبالتالى ليس من المعقول أن أعزم شاب الحراسات معنا، حيث كان لا بد أن يكون معى بصفة مستمرة، وكنا ننتظر عندما ينتهى من ساعات عمله ومن ثم نخرج.
■ الكاتب عندما يتصدى لفكر الإخوان يدفع ضريبة معينة، لكن هناك كتّاب يترددون ويخشون الدخول فى مثل هذه المواجهات.. كيف ترى هؤلاء الكتّاب؟
- الكاتب يتعامل مع وجدان الناس وأرواحهم ومشاعرهم، وهذا بخلاف أن تقرأ مقالًا فى الجرنال، كما أن مسرحية «الجنزير» تم نشرها فى كتاب، وقد كان تأثير العمل المسرحى أكبر.
الفنانون الذين جسدوا شخصيات مسرحية «الجنزير» كانوا فى غاية الترحيب، كما أن المخرج جلال الشرقاوى أخبرنى بأنه منذ سنوات ينتظر مسرحية مثل هذه، وبأنه لأول مرة سيتعامل مع القطاع العام لإخراجها، وكذلك الفنان عبدالمنعم مدبولى، والفنانة ماجدة الخطيب التى كانت المسرحية تعتبر عودة لها بعد سنوات، وكانت المسرحية بمثابة انطلاقة لخالد النبوى.
■ هل سأل نجيب محفوظ عن الضجة التى أحدثتها المسرحية؟
- الأديب نجيب محفوظ كان مهتمًا بشكل كبير بالمسرحية لأنه سمع الكثيرين يتحدثون عنها، وفى أثناء جلساته مع أصدقائه كانوا يحدثونه عن المسرحية، فسألنى «إيه حكاية الجنزير؟»، فرويت له التفاصيل، فسألنى عن نص المسرحية فقرأت له فصلًا كاملًا فى يوم، وفى اليوم التالى قرأت له الفصل الثانى.
ونجيب محفوظ بكى عندما سمع نهاية «المسرحية»، لكنه أصر أن يرسل رسالة تحية لفريقها، وأخبرنى بأنه لا يستطيع الذهاب إلى المسرح، لكن الممثلين الذين جسدوا هذا النص لا بد أن يحييهم، فأملانى كلمة تحية لهم، وعندما ذهبت إلى المسرح ليلًا أخذتها إليهم، فكانوا فى غاية السعادة بهذه التحية، وقالوا لى: «خذ لنا ميعادًا مع الأستاذ نجيب محفوظ لزيارته وشكره على هذه التحية»، وبالفعل ذهبنا له وأخذنا تورتة احتفالًا بالمسرحية ونجاحها، وقد كانت جلسة فى غاية الجمال.
■ تعرضت لتهديد بالقتل كما تم تهديد الأسرة والأستاذ نجيب محفوظ تعرض لمحاولة اغتيال لكنه لم يتأثر بهذه المحاولة واستمر فى المقاومة، لدرجة أنه عاد ليكتب بيده من جديد.. هذه الفكرة المتمثلة فى أن تكون للكاتب روح مقاومة لا تتأثر ولا تتغير.. ماذا تقول عنها؟
- الفن والثقافة والفكر مثل العشب الأخضر الذى كلما تم قصه عاود فى النمو من جديد.
الفكر والثقافة والفن ليس مجرد جيش ينهزم فيمحى من الوجود أو يُباد تمامًا، وبالتالى لا يمكن محو الفكر أو هزيمته ولا يمكن القضاء على الفن أو الموسيقى أو المسرح أو الأدب، «طول ما يوجد إنسان له روح ووجدان فإنه يعود مرة أخرى وينمو».
ونجيب محفوظ أصر بعد واقعة محاولة اغتياله ألا يغير أسلوب حياته، لكنه قال «حرام عليكم أنا عشت طول عمرى وسط الناس، فكيف تطلبون منى عدم الخروج من المنزل وعدم رؤية أحد»، كما أن الدكتور يحيى الرخاوى وهو صديقه وكان عالمًا نفسيًا كبيرًا، نصح بألا يحدث هذا، وأنه يجب على الأستاذ نجيب أن يمارس حياته بشكل عادى، وغير ذلك سيُحدث له نوعًا من النقوص وينغلق على ذاته.
نفس الشىء حدث معى، فى مقابل التهديد والحراسة، فقد كان يوجد حولى إقبال جماهيرى، وكنت أعتبره نوعًا من التأييد لأفكارى، وباعتبارى كاتبًا مسرحيًا فإن أعلى تكريم من الممكن الحصول عليه ويكون له بالغ التأثير هو النجاح الجماهيرى، وهو الذى بدوره صنع نوعًا من الدعم النفسى الكبير فى مواجهة الخطر الذى كان يأتى من التهديدات.
■ ما شهادتك عن شخصيات إخوانية حاولت التقرب من نجيب محفوظ ومنهم عبدالمنعم أبوالفتوح؟
- توجد ثلاث شخصيات محسوبة على الفكر الإسلامى بدرجات مختلفة، تقربوا من نجيب محفوظ وكل واحد منهم كانت له ظروفه الخاصة ولا يمثل جماعة فى تقاربه مع «نجيب»، وأولهم عبدالمنعم أبوالفتوح الذى كان يحاول أن يتمايز عن الإخوان لعمل اتجاه خاص لنفسه، وما كان ينفذه «أبوالفتوح» لم يعبر عن سياسة رسمية للإخوان وإنما كان تلميعًا لشخصيته وإظهار أنه متفتح وقريب للثقافة والأدب، فى وقت كان يتهم هذا المجال بأنه مُعادٍ للفكر والثقافة والأدب.
الشخص الثانى هو الشيخ محمد الغزالى، طوال الوقت كان شيخًا مستنيرًا وابنته كانت متزوجة من نجل إحسان عبدالقدوس، ولا نستطيع حساب تصرفاته على الإخوان، لأنه زار «نجيب» بعد الحادث، وحدث ذلك بعد أن اتصل بى صهره محمد عبدالقدوس، وقال لى إن الشيخ يريد زيارته، وأحضرت مصور الأهرام ونشرت الصور فى الصفحة الأخيرة، والشخص الثالث هو أحمد كمال أبوالمجد، وهو من كتب مقدمة «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ.