اليوم.. ذكرى استشهاد القدّيس يوحنّا المعمدان في كنيسة اللاتين
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى، استشهاد القدّيس يوحنّا المعمدان، وأمر هيرودس رئيس الرُّبع بسجن يوحنا المعمدان لأنه كان يؤنبه اتخاذه هيروديا زوجة أخيه زوجةً له. ثم أمر بقطع رأسه بناءً على طلب ابنة هيروديا. ويشهد المؤرِّخ يوسيفوس في كتابه "العاديات"، أن يوحنا المعمدان استشهد في قلعة المكاور في الأردن، الواقعة جنوب مادبا اليوم. ولهذا يُعتبر يوحنا المعمدان شفيع الأردن.
عظة الكنيسة الاحتفالية في هذه المناسبة:
هذا وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: من بين صفات التعظيم التي أعطيت للطوباوي والقدّيس يوحنّا المعمدان، الذي نحتفل بعيده اليوم، لا أعلم أي صفة أفضلها للدلالة عليه: ولادته العجائبيّة أو طريقة موته التي تعتبر أكثر عجائبيّة من تلك. فولادته حملت نبوءة، وموته أظهر الحقيقة؛ ولادته أعلنت ولادة المخلّص، وموته أدان علاقة هيرودس غير الشرعيّة بزوجة أخيه. يوحنّا المعمدان، الرجل القدّيس... استحقّ في نظر الله أن يغادر هذا العالم بطريقة مختلفة عن بقيّة الناس: لقد ترك الجسد الذي وهبه إيّاه الربّ وهو ينطق معترفًا به. لقد حقّق يوحنّا مشيئة الله في كلّ شيء، لأنّ حياته مثل موته يتطابقان مع مخطّطات الربّ...
اقرأ أيضًا
في ذكرى العذراء.. "اللاتينية": محبة المال والغنى أصلاً للشرور
كان يوحنّا لا يزال في رحم أمّه عندما احتفل بقدوم الربّ من خلال حركاته الفَرحة إذ لم يكن بإمكانه القيام بذلك من خلال صوته، حينها قالت أليصابات للقدّيسة مريم: "فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني" .. فَرِحَ يوحنّا قبل أن يولد وقبل أن ترى عينيه كيف يبدو العالم، لأنّ عقله أدرك من هو سَيِّدُ هذا العالم. وأعتقدُ أنَّ هذا هو معنى عبارة النبي: “قَبلَ أَن أُصَوِّرَكَ في البَطنِ عَرَفتُكَ وقَبلَ أن تَخرُجَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّستُكَ وجَعلتُكَ نَبيّاً لِلأُمَم”.. علينا ألاّ نتعجَّب بعد ذلك، إذا ما رأيناه، بالرغم من وجوده في السجن الّذي أودعه فيه هيرودس، يواصل التبشير بالربّ يسوع المسيح من خلال تلاميذه ، لأنّه منذ أن كان في الحشا، بَشَّر بقدوم الربّ من خلال ارتكاضه في بطن أمّه.