علاء فرغلي: تغريبة القافر صورة بانورامية للقرية العمانية

ناقش الصحفي والروائي علاء فرغلي رواية "تغريبة القافر" الرواية الحائزة على جائزة البوكر العربية ، للروائي العماني زهران القاسمي بحضور الكاتب مستهلا حديثه بقراءة للخطوط الأساسية بالرواية.

جاء ذلك بمكتبة الميكروفون في الدقي مساء اليوم، التي أقامت الأمسية الأخيرة لمناقشة وتوقيع رواية "تغريبة القافر" للروائي العماني زهران القاسمي، والتي فازت بجائزة البوكر العربية 2023. 

مشهد البداية

قال فرغلي إن أول ما يلفت النظر بالرواية هو مشهد البداية المحتدم والذي يؤسس لصيرورة الرواية فيما بعد موضحا أن الكاتب العماني قد كتبه بمهارة شديدة ليقدم مشهدًا بانوراميًا يعطي صورة لمجتمع القرية ككل.

وأشار فرغلي إلى أن المشهد الأول الذي يقدم حادثة العثور على غريقة ببئر نعرف من خلاله طبيعة الشخصيات والجغرافيا وطبيعة الزمن الذي نعرفه رغم عدم تحديده بشكل قاطع. 

وأوضح فرغلي في مناقشته أن كثيرا من الروايات اعتمدت على المشهد الابتدائي التأسيسي وذكر منها رواية "عرس الزين". 

عدة مسارات 

قال فرغلي في تحليله لرواية "تغريبة القافر" إن  الرواية منذ المشهد الاستهلالي تمضي في عدة مسارات وفروع وكل فرع يمثل قصة، ومن ثم فهذا المشهد يمكن أن يطلق عليه براعة الاستهلال لأنه يحقق الكثير من عناصر الكشف بالرواية.

وبين الكاتب أن مما يكشف عنه المشهد الأول  السمات النفسية والاجتماعية للشخصيات التي تتضح معالمها منذ الصفحات الأولى، كما أن المشهد الأول يحمل سمة الأسطورة من خلال ولادة الطفل من أحشاء امرأة ماتت للتو لتصير ولادة الطفل إرهاصا لما سيدور مستقبلا.

اللغة السردية

أشار علاء فرغلي في تحليله إلى عدم اتفاقه مع كثير من الكتابات التي اعتبرت لغة القاسمي بالرواية شعرية ولكنه في المقابل يرجح تحقق اللغة الواقعية السردية بالرواية،  متحدثا عن قدرة الكاتب على ضبط الإيقاع عن طريق التكثيف والاختزال واهتمامه الأساسي بفكرة نقل العالم.

الراوي العليم

وقال فرغلي في حديثه عن الراوي  بالرواية إنه كلي المعرفة يعرف حاضر الشخصية وماضيها لكنه من داخل العالم الروائي ويختار لغة هي لغة الشخصيات فهو راو من داخل بيئة النص وعناصره.
أما الصورة الفنية فهي مستقاة من عناصر البيئة،  تحشد كل عناصرها للوصول لتأثير مضاعف فالكاتب يقدم صورا موحية ومكثفة وموجزة.

جدير بالذكر أن هذه المناقشة هي الأخيرة للقاسمي الذي بدأ جولة أدبية منذ السبت الماضي في القاهرة، بتنظيم من "دار صفصافة للنشر"، التي حازت حقوق نشر الطبعة المصرية من الرواية.
شملت جولات القاسمي بمصر ثلاث حفلات توقيع، في مكتبة تنمية بالمعادي ومكتبة ديوان الزمالك ثم أخيرًا مكتبة الميكروفون، أما الندوات فقد كانت إحداها في مكتبة الإسكندرية والأخرى في ضيافة نادي القصة بالمنصورة