باحثة لـ"الدستور": فرض انضمام مصر لـ البريكس "كبيرة"
قالت رحمة حسن، الباحثة في المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن قمة “بريكس” في جنوب إفريقيا، تأتي في ظل بحث الدول الخمس المؤسسين للمجموعة عن اقتصاد أكثر تعددية في ظل سيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي، والبحث عن بدائل من خلال دور بنك التنمية الجديد.
وأوضحت رحمة حسن، أن مصر انضمت إلى بنك التنمية الجديد بجانب البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، من أجل العمل على توفير عملة موحدة أو إمكانية الحصول على فوائد التبادل التجاري والاستثمار وامكانية استخدام العملات المحلية في التعاملات التجارية، خاصة بعد إخراج واشنطن لموسكو من نظام الدفع العالمي سويفت.
باحثة: اجتماع البريكس يأتي في توقيت حرج
وأوضحت رحمة حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن أهمية التجمع ترجع كذلك إلى كون تجمع البريكس الذي يضم 5 دول تمثل نحو 26 % من حجم الناتج المحلى الإجمالي عام 2021، ومتوقع ان تصل إلى ما يزيد عن 31 % عذا العام، وتمتلك ما يزيد عن 40 % من سكان العالم مما يجعلها سوقا كبيراً، وتسيطر على اكثر من 20 % من حجم التجارة العالمية، وتضم في عضويتها دول تخضع ضمن أقوى 10 اقتصادات عالمياً، وهما الصين المصنفة الثانية كأكبر اقتصاد في الناتج المحلي لعام 2022، والهند المصنفة خامساً.
وتابعت "يأتي الاجتماع الحالي في ظل التوترات التي يشهدها العالم بدايةً من الحرب الروسية الأوكرانية وتاثيرها على ملف الطاقة والغذاء، والاقتصاد المتاثر بتضخم الاقتصاد الأمريكي، والضغوط الاقتصادية والتكنولوجية التى يمارسها الغرب على كل من الصين وروسيا، مما يجعل الغرب المشكل لمجموعة "السبع" والذي يضم دولا ذات ايديولوجيات متشابهة، التخوف من تكوين تحالف جيوسياسي تختلف فيه توجهات تلك الدول، وبالتالي الرغبة في التوسع والنظر في طلبات الدول التي تطلب الانضمام للمجموعة".
وقالت إن نحو 40 دولة، ترغب في الانضمام تقدم منهم نحو 22 دولة بالفعل ومنهم مصر والجزائر والارجنتين وماليزيا والمملكة السعودية وإيران، وبالتالي فإن اختيار التوسع الذي قادته الصين، تتخوف منه كل من الهند والبرازيل ذات التوجهات المختلفة من الغرب، وهو ما ظهر في تصويت البرازيل فقط لصالح قرار الأمم المتحدة لإنهاء الصراع ومطالبة روسيا بالانسحاب، فيما امتنعت الصين والهند عن التصويت، وهو ما يختلف عن موقف روسيا والصين في توسع المجموعة، في ظل تزايد تحوف الغرب من أن يمثل تكتلاً جيوسياسياً ضد مصالح الغرب.
رحمة حسن: حظوظ مصر كبيرة للتواجد ضمن البريكس
وتابعت "تسعى مصر للانضمام للتحالف عبر الادوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية من خلال مشاركتها في بنك التنمية الجديد الذي تم انشاؤه عام 2014، وشاركت مصر في أعمال القمة لعام 2022، وكذلك 2017 بدعوة الصين للرئيس السيسي، عقب اظهار الاقتصاد المصري قدرته على تحمل تبعات كورونا واثبات التزامها بالشراكة الاستثمارية المنتظرة، خاصة وأن مصر احتلت المرتبة 14 من بين افضل الاسواق الناشئة الجذابة والموثوقة في العالم للإستثمارات الأجنبية متفوقة على جنوب إفريقيا، وفقا لتقرير الأونكتاد، وبالتالي فإن حظوظ مصر كبيرة في التواجد ضمن المجموعة مع عدم الإخلال بالعلاقات المصرية وقوى الغرب في ظل سياسة التعددية".