الروم الملكيين يحيون ذكرى القديس الشهيد أغاثونيكوس ورفاقه
تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بذكرى القديس الشهيد أغاثونيكوس ورفاقه، الذي استشهد في مقاطعة البوسفور في عهد الملك مكسيميانوس مع أمير كان قد هداه إلى الإيمان المسيحيّ وعدد كبير من تلاميذه.
احتفالات الكنيسة بهذه الذكرى اشتملت على عظة احتفالية، قالت الكنيسة خلالها: إنّ الله "يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ"، أي معرفة الرّب يسوع المسيح. فيجب إذًا أن يُبشَّرَ جميع الشعوب وجميع البشر بالرّب يسوع المسيح، وأن يصل هكذا الوحي إلى أقاصي العالم... "المسيح الرّب الذي فيه يكتمل كلُّ وحي الله العلي، بعد أن حقّق في حياته وأعلن بلسانه الإنجيل الذي مهّد له الأنبياء بمواعيدهم، أمر رسُلَه أن يبشّروا الناس أجمعين بهذا الإنجيل، منبعًا لكلّ حقيقة خلاصيّة، لكلّ نظام خلُقي، ويسبغوا هكذا على الجميع المواهب الإلهيّة".
نقلُ الإنجيل، وفقًا لأمر الربّ، جرى على وجهين: شفهيًّا، "على لسان الرُّسل الذين نقلوا، عن طريق بشارتهم الشفهيّة، أو سيرتهم النموذجيّة، أو تنظيمهم القانوني، كلّ ما تسلّموه من الرّب يسوع المسيح من كلامٍ سمعوه، أو عيشٍ ألِفوه، أو أعمال عاينوها. كما نقلوا أيضًا كلّ ما تلقّنوه من وحي الرُّوح القدس. وكتابةً، "على يد هؤلاء الرّسل ومعاونيهم الذين دوّنوا بشارة الخلاص هذه، بإلهامٍ من الرُّوح القدس عينه".
"لكي تحافظ بشارة الإنجيل على نقاوتها وحيويّتها بلا انقطاع، سلّم الرُّسل رسالتهم لأساقفة خلفوهم، "وسلَّموهم مكانتهم التعليميّة. وهكذا، ترتّب على الكرازة الرسوليّة التي تعبّر عنها بنوع خاصّ الأسفار الملهمة، أن تُحفظ سالمة، بتعاقبٍ غير منقطع حتّى منتهى الدهر". هذا النقل الحيّ، الذي يتمّ في الرُّوح القدس، يُدعى التقليد في كونه متميّزًا من الكتاب المقدس، وإن كان وثيق الارتباط به. و"هكذا فإنّ الكنيسة، بتعليمها وحياتها وطقوسها، تُخَلِّدُ وتنقل للأجيالِ بأسرها كلَّ ما هي عليه وكلَّ ما تؤمن به". إنّ تعليم الآباء القدّيسين يشهد على حضور هذا التقليد حضورًا مُحييًا: فهو يتحوّل بثروته كلّها إلى عملٍ وحياةٍ في الكنيسة، عند ممارستها الإيمان وإقامتها الصلاة. وهكذا، فالمكاشفة التي كشف فيها الآب عن ذاته، بكلمته، في الرُّوح القدس، هذه المكاشفة لا تزال حاضرةً وفاعلةً في الكنيسة.