خطة توطين صناعة النقل: 7 مصانع لعربات القطارات وأنظمة الإشارة
تولى وزارة النقل أهمية كبرى لتوطين صناعة عربات القطار والمترو وأنظمة الإشارة، لتغطية الطلب المحلى، وإيجاد فائض يسمح بالتصدير إلى باقى أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، مع التحول إلى مركز إقليمى لصناعة وسائل النقل النظيف وقطع الغيار، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال وتفريعاته، ما يقلل فاتورة الاستيراد، ويخفف الطلب على العملة الصعبة، وينعش الاقتصاد الوطنى، من خلال توفير فرص عمل وتأهيل العمالة المصرية لتصبح قادرة على مواكبة أحدث التغييرات فى مجال الصيانة والتصنيع.
مجمع صناعى متخصص فى برج العرب.. وتعاون مع كبرى الشركات العالمية
قال مصدر خاص فى وزارة النقل إنه يجرى حاليًا العمل على إنشاء ٧ مصانع، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والوطنية المتخصصة، من أجل توفير احتياجات قطاع النقل من عربات القطار والمترو وأنظمة الإشارة والقضبان بدلًا من استيرادها من الخارج.
وأضاف: «من المخطط إنشاء مجمع صناعى بمدينة برج العرب بالإسكندرية؛ لتوطين كل صناعات السكك الحديدية، وهو ما سيكون له مردود كبير على توفير العملة الصعبة، وتوفير الوقت الذى يستغرقه توريد الوحدات المتحركة للسكة الحديد ويعود بالرخاء على المرفق ورفع كفاءته بصورة أعلى».
وأشار إلى أن شركة «ألستوم»، الفرنسية، ستشارك فى إنشاء مصنعين، الأول خاص بإنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية، والثانى لإنتاج كل أنواع الوحدات المتحركة، سواء قطارات سكة حديد، أو مترو أو مونوريل أو ترام.
ولفت إلى أن التعاون يشمل شركة «تالجو»، الإسبانية العالمية، فى إنشاء مصنع بمنطقة كوم أبوراضى، لتصنيع عربات ركاب قطارات السكك الحديدية، إضافة إلى التعاون مع شركة «Colway»، الإسبانية، لإنشاء مصنع لإنتاج المكونات الداخلية لقطارات السكك الحديدية ووسائل النقل الجماعى فى مصر.
وذكر أن التعاون مع «تالجو»، الإسبانية، سيتمم خطة مصر فى توطين الصناعة، وبدلًا من استيراد العربات من الخارج سيتم تصنيع الوحدات المتحركة داخل مصر، وهو ما سيزيد من فرص تصنيع المزيد ويختصر الوقت بشكل كبير، ويقلل التكلفة.
واستكمل أنه سيجرى التعاون مع شركة «لينزا إيجيبت» لإنشاء مصنع لإنتاج قطع غيار السكك الحديدية، فضلًا عن التعاون مع الشركة الكورية «هيونداى روتيم» لإنتاج عربات المترو فى مصنع «نيرك» بشرق بورسعيد، ومن المفترض أن يتم تصنيع ٤٠ قطار مترو جديدًا.
وتابع: «يوجد تعاون مع (جانز مافاج)، المجرية، لإنتاج عربات السكك الحديدية فى مصنع (نيرك)، كما تتعاون وزارة النقل مع (فويست البين) النمساوية لإنتاج مفاتيح السكك الحديدية بالعباسية بإنشاء خط جديد بالكامل وتحديث الخط القائم، إضافة إلى التعاون القائم مع الشركة المصرية العامة لمهمات السكك الحديدية (سيماف)».
وشدد المصدر على أن توطين صناعة عربات القطار والمترو يسهم بشكل كبير فى توفير العملة الصعبة التى تحتاجها الدولة فى الوقت الراهن، إلى جانب التوسع فى تأهيل وتدريب العمالة المصرية على أعلى مستوى.
تدريب المهندسين فى الخارج.. وتوفير 400 ألف فرصة عمل
تعمل وزارة النقل منذ فترة على رفع كفاءة العامل المصرى، من خلال التأكيد على توفير التدريبات اللازمة للعمال والفنيين والمهندسين ضمن صفقات السكك الحديدية.
وتتضمن العقود الأخيرة الخاصة بمشروعات السكك الحديدية توفير تدريب العمال المصريين، وعلى رأسها صفقة جرارات «جنرال إليكتريك»، حيث جرى تدريب عدد من المهندسين ضمن العقد.
وأشار مصدر آخر بالوزارة إلى أن المهندس المصرى عقب سفره لتلقى التدريبات خارج مصر يعود ليدرب زملاءه وكذلك يدرب الفنيين والعمال، وهو ما ينعكس على قدرة العمالة المصرية على مواكبة كل ما هو جديد.
وقال: «المهندس المصرى لديه قدرة كبيرة على العمل بشكل احترافى، وعندما يسافر خارج مصر يحصد الإشادات، وفى كثير من الأحيان يتلقى عروضًا للاستمرار بدلًا من العودة إلى مصر نظرًا لكفاءته وحرفيته فى العمل، وهو ما شجع الدول الأجنبية على تدريب المزيد من المهندسين المصريين للاختيار منهم حتى يستكملوا مسيرتهم المهنية لديها وإرسال عدد منهم لمصر».
وأوضح المصدر أن توطين صناعة النقل الثقيل فى مصر سيكون له مردود كبير على توفير مزيد من فرص العمل للشباب، وهو هدف من ضمن الأهداف الاستراتيجية، حيث من المتوقع توفير ما يقرب من ١٠٠ ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وبذلك سيكون قد أتاح الفرصة لتوفير حياة كريمة لما يقرب من ٤٠٠ ألف فرصة، وذلك بناءً على أن ١٠٠ ألف فرصة عمل لدى كل منهم ٤ أفراد تحت وصايته.
وأضاف أن توطين صناعة النقل الثقيل يساعد بصورة كبيرة فى تسريع التحول التدريجى للطاقة النظيفة للمشروعات الخضراء، كما سيسهم فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى كبير لتصنيع وسائل النقل النظيفة داخل المنطقتين العربية والإفريقية.
خبراء: مصر فى مرحلة فارقة للتحول من الاستهلاك إلى التصنيع
أكد أستاذ النقل بجامعة القاهرة، الدكتور مجدى صلاح، أن مصر أمام فرصة تاريخية مهمة جدًا للتحول من دولة مستهلكة إلى دولة مصنعة فى مجالات عدة، من أهمها تصنيع عربات المترو والقطارات بمواصفات عالمية بالتعاون مع الشركات المصنعة لهذه النوعية من الصناعات، ليتم إنتاجها محليًا، وهو ما يوفر العملة الصعبة المستخدمة فى استيرادها، وكذلك التحول لتصدير هذه الصناعات لدول إفريقيا والشرق الأوسط، بعد الاكتفاء محليًا.
وأضاف أن توطين الصناعة خطوة مهمة جدًا وفارقة فى مصر، خاصة فى الوقت الحالى؛ نظرًا لحاجة مصر لتوفير تلك الصناعات الثقيلة لتخدم مشروعاتها الضخمة التى تقوم بها فى الوقت الحالى، والعمل على ذلك يعتبر إنجارًا كبيرًا يحسب للدولة.
وأشار خبير النقل إلى أن توطين الصناعة يساعد فى توفير نحو ٦ مليارات دولار للدولة، وإنعاش الاقتصاد، لافتًا إلى أن مصر قادرة على تنفيذ ذلك بفضل مؤسساتها القوية التى لا تفكر فقط فى الوقت الحالى ولكن تنظر نظرة بعيدة إلى المستقبل، وتتعمد تنفيذ مشروعات ضخمة حاليًا خشية تضاعف تكلفة التنفيذ خلال سنوات قليلة.
من جهته، قال أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، الدكتور حسن مهدى، إن توجه الدولة المصرية فى الوقت الحالى لتوطين صناعات النقل يساعد فى تعظيم المنتج المحلى من خلال تصنيع عربات قطارات السكك الحديدية ومترو الأنفاق وأنظمة الإشارات والنقل الذكى على الطرق والكبارى بدلًا من استيرادها من الخارج.
وتابع: «مصر قادرة على توطين صناعة النقل الثقيل وإعادة أمجادها فى هذا المجال، فقد سبق لها أن كانت دولة منتجة للسيارات وعدد من وسائل النقل الأخرى، وإعادة إحياء ذلك ممكن بفضل القيادة السياسية الواعية والطموح لأن تكون مصر رائدة من رواد الصناعات الثقيلة وأن تصل إلى مرحلة التصدير».