في عيد بِرنَردُس.. اللاتينية: تجول في أوروبا ليعيد السلام بالكنيسة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بِرنَردُس الأبَّا ومعلِّم الكنيسة، الذي ولد عام 1090 في جوار مدينة ديجون في فرنسا. انضم إلى الرهبان الكرتوزيين عام 1111 ثم انتخب رئيساً للرهبان في دير كليرفو، أحسن إدارة الدير بمثله وفضائله. تجول في أوروبا ليعيد السلام في الكنيسة بسبب الانشقاقات التي نشأت فيها. كتب الكثير في اللاهوت والنسك. توفي عام 1153.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها "خَرَجَ يسوعُ من هناك وذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا". عندما "صار كلمة الله بشرًا وسكن بيننا" فقد خرج من لدن الآب ليأتي إلى العالم. هو الذي "كان في صورة الله" قد خرج من موطنه لكي "يتجرّد من ذاته، متّخذًا صورة العبد" "في جسد يشبه جسدنا الخاطئ" لكي يجِدَه كلّ من يخرج من بيته في منطقة صور وصيدا... فلتخرج إذًا المرأة الكنعانيّة من داخل موضعها ولتلتقِ، على حدود بلدها، بالطبيب الّذي أتى بملء إرادته، خارجًا بفعل الرّحمة من موضعه الخاصّ به. بكلّ طيبة قلب، قدّم ذاته في موضع غريب، للمريض الّذي ما كان استطاع أن يدنو منه لو بقي في موضعه الخاصّ. كونه إله قدّوس، عادل وجبّار، فقد كان في الأعالي، وكان مُحَرَّمًا على الإنسان البائس الصعود نحوه... وبما أنّه مليء رحمةً، فقد حقّق ما يتلاءم مع الرحمة: لقد أتى إلى الخاطئ...
فلنخرج إذًا، يا إخوة، فليخرج كلّ واحد منّا من موضع ظُلمنا الخاصّ... أبغِض الخطيئة، فتجدْ نفسك خارجها. إن أبغضت الخطيئة، ستلتقي بالرّب يسوع المسيح حيث هو موجود... ولكنّك سوف تقول إنّ ذلك صعب جدًّا بالنسبة إليك، وإنّه، بدون نعمة الله، يستحيل على الإنسان أن يكره الخطيئة وأن يبغي العدالة، وأن يرفض الخطأ ويبغي التوبة. "فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجل رَحمَتِه وعَجائِبِه لِبَني البَشَر!" فإذا كان، بنعمته، قد جعل تواجده منظورًا في منطقة صور وصيدا حيث تمكّنت المرأة من مقابلته، فإنّه بنعمة خاصّة أيضًا قد أخرج سرًّا هذه المرأة من أعماق داخلها...
ترمز هذه المرأة إلى الكنيسة المُعَدّة منذ الأزل، والمدعوّة والمُبرَّرة في الزمن، والمُعدَّة للمجد في نهاية الأزمنة: تصلّي باستمرار لابنتها، أي للمُختارين فردًا فردًا.