بعد تجديد الثقة.. أبرز الملفات والقضايا على طاولة مفتى الجمهورية
تعمل دار الإفتاء المصرية في الوقت الحالي على تنفيذ خطتها الاستراتيجية الخمسية التي تهدف فى المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور والتيسير عليهم؛ للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.
وتسعى الإفتاء بقيادة د.شوقي علام، مفتي الجمهورية، لافتتاح فروع جديدة لها فى المحافظات، والذى يأتى فى إطار جهود الدار لتطوير أدائها ونشر خدماتها فى مختلف محافظات الجمهورية، وضبط بوصلة الإفتاء عن طريق بيان صحيح الفتوى، ومواجهة الفتاوى الشاذة والمتشددة، ومحاربة الفكر المتطرف.
وتتخذ الدار عدةَ تدابير وقائية من أجل تحصين بناء الأسرة، فأطلقت فى الأعوام الأخيرة عدة دورات وبرامج متخصصة فى هذا الشأن، مثل برنامج «تأهيل المقبلين على الزواج» يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج، وكذلك إنشاء وحدة متخصصة للإرشاد الأسرى والزواجى، تُحال إليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، وكذلك إدارة فض المنازعات الأسرية.
ويتمُّ فى جلسات الإرشاد الأسرى بحث مسائل الطلاق، بحضور ممثل شرعى من دار الإفتاء، إلى جانب متخصصين فى علم النفس والاجتماع، فضلًا عن رصد أهم المشكلات والمستجدات المتعلقة بالأسرة خاصة الطلاق، لدراستها والعمل على حلِّها بإيجاد معالجة شرعية، من خلال اعتماد اختيارات فقهية تعدُّ مخارجَ شرعية لكثير من حالات الطلاق، مراعاةً لأحوال الناس، وتحقيقًا لمصلحة بقاء العلاقة الزوجية.
وتبذل دار الإفتاء قصارى جهدها للاستمرار في العمل على تحقيق الريادة الإفتائية في الداخل والخارج، وتسهيل الحصول على الخدمات الإفتائية المختلفة، وأنها وضعت لذلك خطَّة استراتيجية ستعمل على تنفيذها خلال العام الجديد.
وفي تصريحات سابقة للدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أوضح أن هذه خطة دار الإفتاء تقوم على عدَّة محاور رئيسية يأتي على رأسها استكمال منظومة التطوير التي تقوم عليها الدار أفقيًّا ورأسيًّا، وذلك من خلال زيادة كفاءة إداراتها واستحداث إدارات جديدة تلبِّي حاجات الناس الشرعية للحصول على المزيد من الخدمات الإفتائية والشرعية والمجتمعية التي تواكب العصر، وتُسهم في إيصال الرسالة الإفتائية الصحيحة لجميع المسلمين في الشرق والغرب مثلما فعلت العام الماضي عندما استحدثت إدارات «الإرشاد الزواجي» و«نبض الشارع» والمحاكم«ووحدة حوار» وغيرها من الإدارات استجابةً للواقع المتغير وتحدياته.
أشار إلى أنَّ خطَّة الدار للعام الجديد تستهدف كذلك توسُّعَها رأسيًّا من خلال إنشاء فروع جديدة لنشر خدماتها في مختلف محافظات مصر، حيث تعتزم الدار افتتاح أفرع جديدة جارٍ العمل على تنفيذها في كلٍّ من محافظات: الدقهلية، والغربية، والسويس، تتبعها أفرع في محافظات أخرى، وذلك بعد افتتاح فرعين جديدين هذا العام في جامعة بني سويف ومحافظة مرسى مطروح؛ استكمالًا لخطَّتها الخمسية التي أعلنت عنها الدار من قبلُ وبدأت في تنفيذها.
أما عن الفضاء الإلكتروني، فأوضح مستشار مفتي الجمهورية أنَّ الدار مستمرة خلال العام الجديد في الاستفادة من جميع منصات التواصل التي تشهد إقبالًا كبيرًا لما لها من تأثير على المتابعين من أعمار مختلفة، خاصة الشباب لذا فإن الدار حريصة على أن تكون على تواصل مع مستخدمي المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي وتقديم خدماتها الإفتائية والمجتمعية المتنوعة من خلالها تيسيرًا على الناس، وللوصول إلى قطاع كبير منهم في سهولة ويسر، وذلك من خلال آليات عدَّة منها المعلومات الإفتائية والشرعية الميسرة، وإطلاق حملات إلكترونية جديدة لبناء الوعي تشتبك بشكل سريع مع القضايا المعاصرة التي تبرز على الساحة، وتخصيص عدد من اللقاءات المرئية مع علماء الدار من خلال خدمة البثِّ المباشر على صفحة الدار الرسمية لزيادة الوعي الإفتائي، والإجابة عن تساؤلات الناس.
أضاف مستشار المفتي أن الدار تؤمن بأهمية التدريب والتأهيل الإفتائي للعاملين في مجال الفتوى من أجل ضبط بوصلة الإفتاء وإنشاء مرجعيات إفتائية وفق منهجية علمية منضبطة تدرك الواقع إدراكًا جيدًا وتتفاعل مع القضايا المعاصرة، وتقدِّم رؤية علمية مستنيرة، لذا فإنَّ الدار خلال هذا العام ستعمل على التوسُّع في عقد برامجها التدريبية للمفتين، سواء المباشرة أو عن بُعد لنشر المعارف الإفتائية عبر إدارة التدريب بالدار.
واستكمالًا لتفعيل منظومة الذكاء الاصطناعي والتحوُّل الرَّقمي بدار الإفتاء وتعظيم الاستفادة منها على سيرورة العمل الإلكترونية بالدار سيتم تطوير العمل بتطبيق فتوى برو ليشمل لغاتٍ جديدةً، إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، بجانب استحداث خدمات جديدة تيسِّر وتسهِّل حصول المستفتي على خدمات التطبيق، وتحسِّن من جودة الخدمة المقدمة لمستخدمي التطبيق.