بيزنطيو مصر يحيون ذكرى النبيّ ميخا معاصر للنبيّ اشعيا
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى النبيّ ميخا معاصر للنبيّ اشعيا. تنبّأ في عهد يوآتام وآحاز وحزقيال ملوك يهوذا (740-693).
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "واعتمد عن يد يوحنّا في الأردن". عظيمةٌ رحمته: ذاك الذي لم يرتكب خطيئةً اعتمد كخاطئ. في معموديّة الربّ غُفِرَت كلّ الخطايا. لكنّها ليست سوى سابقة لمعموديّة المخلّص، لأنّ مغفرة الخطايا الحقيقيّة هي في دم الرّب يسوع المسيح، في سرّ الثالوث.
"وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ". كلّ هذا مكتوب لأجلنا. إذًا قبل نَيل المعموديّة، تكون عيوننا مغلَقة، ونحن لا نرى الحقائق السماويّة.
"والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمامةَ. وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: أنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت". نرى هنا سرّ الثالوث: الرّب يسوع يعتمد، الرُّوح القدس ينزل بشكل حمامة، والآب يتكلّم من أعلى السماء.
"رأى السماوات تنشقّ". تعبير "رأى" يدلّ على أنّ الآخرين لم يروا. لا نتصوّرنَّ السماوات مفتوحة فعلاً بكلّ بساطة: نحن أنفسنا الموجودين الآن في هذا المكان، نرى السماوات مفتوحة أو مغلقة، وفقًا لتنوّع استحقاقاتنا. الإيمان الكلّيّ يرى السماوات مفتوحة، ولكنّ الإيمان الّذي يشكّ يراها مغلَقة.
"رَأَيتُ الرُّوحَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ كأَنَّه حَمامَة فيَستَقِرُّ علَيه" (يو 1: 32). أنظروا ما يقوله الكتاب المقدّس: يستقرّ، أي لا يعود يرحل. على الرّب يسوع المسيح، نزل الرُّوح القدس واستقرّ؛ بينما على البشر، ينزل لكنّه لا يستقرّ. في الواقع، هل فعلاً نأمل أن يستقرّ الرُّوح القدس علينا عندما نبغض أخانا أو تكون لدينا أفكار سيّئة؟ إذًا، إن كانت لدينا أفكارٌ صالحة، فلنَعلَم أنّ الرُّوح القدس يسكن فينا، ولكن إن كانت لنا أفكارٌ سيّئة، فهذه علامة على أنّ الرُّوح القدس قد انسحب منّا. لهذا قيل في المخلِّص: "إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس" (يو 1: 33).