يحتفل الأقباط الكاثوليك بها.. من هي القديسة راديغوند ملكة فرنسا؟
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم بذكرى القديسة راديغوند ملكة فرنسا، وعلى خلفية الاحتفالات قال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في نشرة تعريفية له، إن راديغوند ولدت سنة 519م في إحدى مدن ألمانيا وتعرف اليوم ببلاد طورنجة. وكان أبوها اسمه برثاريوس أحد موالي فرنسا متملكاً على البلاد المذكورة.
وفى سنة 529م حدث أنه غلب في حرب شبت بينه وبين ملكى فرنسا واسم أحدهما الملك ثياري الأول والآخر كلوتاريوس الأول. فوقعت إذ ذاك هذه الأبنة غنيمة للناهبين المظفرين وسبيت إلى فرنسا مع أخ لها كانت توده موده شديدة.. فهام في حبها كلا الملكين ثياري وكلوتاريوس، ورام كل منهما أن يتخذها خطيبة له. وأخيراً اختصها له كلوتاريوس.
وكان هذا الملك فظاً قاسيا.. فأرسلها إلى إحدى مدنه وأمر أن تهذ تهذيباً محكماً.. وبذل جل همته بتثقيفها في إتقان الآداب والبيان قاصداً بذلك أن تكون امرأته يوما. فانعكفت على الدرس والمطالعة ورغبت جداً في التقوى ولم يمل قط قلبها ولا انعطف إلى الملذات الدنيوية ولا تأقت نفسها إلى الاشتراك في العرش الملوكي مع الظافر الباغي. بل بقيت وتبين لرفيقاتها الدارسات ما قد استولى على قلبها من مزيد الحب للاستشهاد.
ولم تكف من أن تتذكر المقتلة العظيمة وما شاهدته من خراب مملكة أبيها بعد أن مر على ذلك ثلاثون سنة ما قد أرعب صبوتها وأقلقها على الدوام وجعلها تذرف الدموع الغزيرة وتندب حظها ثم رحلت إلى مدينة بواتييه.. وشيدت ديرا فىها لتنفرد فيه عن العالم وانفردت فيها لتعيش في عزلة فانعكفت على التقشف والحياة النسكية ملازمة خدمة الفقراء والمرضى بمختلف العلل.
واهتمت أيضا بإنشاء دير للرهبان محاذياً لديرها، لكى يقوم هؤلاء بتدبير ديرها ويوزعوا على الراهبات الأسرار المقدسة. ولم تبرح رادغنده تجهد نفسها في المطبخ وتوقد الأثافي والتنور وتستقى الماء وتحمل أحمال الخشب وتغسل الأواني وتكنس الأرض وتنظف أحذية الراهبات وكانت تنفرد في قلايتها مدة أيام الصوم الكبير وتحبس ذاتها فيها وتقتات من بقول وعروق نباتات مطبوخة. مع قراءة الكتب المقدسة وسير القديسين.
وعندما عقد المجمع الثاني في تورس طلبت راديغوند من الأساقفة الملتئمين هناك أن يثبتوا قانوناً لديرها في شأن الخلوة المؤبدة حسب قانون القديس قيساريوس. وسعت بجلب جزء من عود الصليب المقدس ووضعته في الدير بكل توقير ولقبت ديرها باسم الصليب المقدس.
ورقدت القديسة راديغوند في الرب بعد حياة مملؤة بالقداسة والمحبة في 13 أغسطس سنة 587م. فكان وجهها في التابوت يزاد بهاء وجمالا وهي محتاطة بمائتي راهبة وهم يرتلن أناشيد الوداع.