من استعادة التاريخ لخلق المدينة.. عودة الكاتب صاحب المشروع الإبداعي
هناك العديد من الكتاب أسسوا لفكرة الكاتب المشروع، بمعنى الملتزم في إطار كتابته برؤية معينة لا يحيد عنها، عن الإنسان، أو الخلود، أو الموت، وكان منهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، وكانت فكرة كتابته في مشروعه عن الحارة المصرية وناقشت قضايا جوهرية عن الحياة والموت وسر وجودنا، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت أصوات إبداعية أشارت إلى أن هناك مشروعا إبداعيا يشغل أعمالها وتعمل عليه وأعلنت عنه عبر صيغ سردية متعددة، عن عودة الكاتب صاحب المشروع الإبداعي يدور التقرير التالي:
طارق إمام: مشروع كتابة وخلق المدينة
هناك تيمات أساسية يركن إليها المشروع السردى للروائي طارق، أبرزها محاولة استعادة فكرة «ألف ليلة وليلة» تلك التيمة لم تغب عن مشروع طارق إمام القائم في الأساس على صناعة مدينته الجامعة بين المتخيل والواقعي يظهر هذا في «طعم النوم» و«ماكيت القاهرة» ورواية «طعم النوم» والتي جاءت بوصفها «رواية معارضة» لم تبعد عن «ألف ليلة وليلة فقد جاء مدخلها بجملة من «ألف ليلة وليلة».
أما «ماكيت القاهرة» فيصفها طارق إماما بأنها رواية عمر، كتبت المقطع الأول فيها عام ٢٠١١، وواصلت العمل فيها تسع سنوات، وهى مختلفة عن كل ما كتبت، لأنها تعبر بأقصى صيغة عن طارق إمام ابن هذا الواقع وابن هذا الجيل، وتعبر عن الفترة من ٢٠١١ حتى اليوم بالأسئلة الشائكة على كل المستويات، وكانت الرواية التى شككت كثيرًا فى أننى سأنهيها، وكلما كنت أظن أنها شارفت على الاكتمال، تفاجئني أنها لم تكتمل، أو لم تكتب بعد.
وتضمنت أيضًا أسئلتي عن الفن، حاولت أن أكتب عنها من الهامش، وكان أبطالها فنانين وفيهم جزء كبير يشبهني.. وهى تكاد تكون ٣ روايات متداخلة، حيث كل شخصية من شخصياتها الثلاث رواية فى حد ذاتها.
ربم بسيوني: مشروع كتابة تاريخ مصر من تاني
أصدرت الكاتبة الروائية الدكتورة ريم بسيوني العديد من الروايات التاريخية، منها رواية “أولاد الناس” ومن ثم جاءت" القطائع.. ثلاثية ابن طولون ..الحلواني ثلاثية الفاطميين" ، وقد سبقت صدور تلك الأعمال روايات أخرى بعيدة إلى حد عن مسار المشروع التي حددته ريم بسيوني ، والذي ينطوي قراءة وكشف التاريخ الإنساني للمصريين في فترات حكم المماليك والفاطميين.
ترجمة ريم بسيوني اهتمامها لكتابة الرواية التاريخية إلى عملها الأكاديمي المتعلق بالبحث العلمي، والمرتبط بقراءة ونقد الأدب والتاريخ ، ولهذا كانت الرواية التاريخية ليس فقط مجرد تسريب لأشواقها للبحث العلمي والأكاديمي في صورة سرد بل تجاوز هذا ليقدم طرح رؤى مختلفة حول الشخصيات التاريخية ومن جوانب مختلفة.
فمثلا "في كتابتي لرواية أحمد بن طولون حكاية الثانية من القطائع "حلم أحمد" قدمت ثلاث رؤى مختلفة عن أحمد ابن طولون رؤية زوجته المصرية ، ووجهة نظر الحاجب ، ونظر أحد الكارهين له، لذا ستجد ان الموضوعية هي جزء أساس في الكتابة التاريخية التي اقدمها .
رشا عدلي: مشروعها استعادة التاريخ وربطه باللحظة الراهنة
ترصد الكاتبة الروائية رشا عدلي صورة مصر الحديثة، فروايتها يمكن وصفها بالرواية التاريخية، في بعض من أعمالها عملت على تحويل التاريخ ليوميات أدبية تقرأ وتنقد مصر الحديثة في ضوء التراث.
فى روايتها "شغف" استعادة زمن نابليون ، وفي روايتها "أخر أيام الباشا " استعادة تاريخ محمد علي، وفي روايتها "أنت تشرق أنت تضيء " تسرد تاريخ نضال المرأة المصرية في الحياة وتكشف المنسي والمجهول من تاريخ مصر عبر صبغة روائية.