المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة: اكتشاف جسد الأنبا أنطونيوس تم وقت احتلال الخلقدونيين للدير
شرح المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة، عضو لجنة المصنفات الكنسية، في كُتيب حمل شعار "الجزء الثاني عن اكتشاف جسد الأنبا أنطونيوس ونقله إلى فرنسا"، خص "الدستور" بُنسخة منه، بعض تفاصيل نقل جسد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس إلى فرنسا.
- تفاصيل وفاته
وفي العام التالي حين اخضرت الأرض من جديد حول مغارته شعر القديس أنطونيوس بدنو الساعة التي ستفترق فيها روحه من جسده، فأرسل إلى تلميذيه مكاريوس وأمونيوس، بعد أن شعر بمرض شديد، وخاطبهما قائلا: إنني كما هو مكتوب ذاهب في طريق الآباء، لأنني أرى قد دعيت من الرب، فادعو أولادي للحضور إذا كانوا يرغبون في أن يروني للمرة الأخيرة، فحضر إليه عدد كبير تجاوز ما كان يتوقعه، إذ قد لبى دعوته جميع سكان الصحراء فخرج إليه الزهاد من بين صخورهم، وقد استقل نساك النيل مراكبهم فعبروا النهر المليء بالبردي، كذلك سارع إليه المتوحدون في صحراء نيتريا، والمتوحدون في صحراء الإسقيط وهرع نحوه الجميع صغاراً وكباراً، جاءوا ليحيوا هذا البطل الجليل وينالون بركته المقدسة.
و رقد القديس أنطونيوس في اليوم السابع عشر من يناير عام 356م الموافق الثاني والعشرين من شهر طوبة المبارك، وكان شعره الأبيض يغطى ساقيه النحيلتين، وكان لمعان أسنانه العاجية اللون متبايناً مع سمرة جلده الداكن، وتنيح الأب الناسك أبو أقباط مصر والعالم أجمع.
- اكتشاف جثمانه
وعن حالة الدير عند اكتشاف جسد الأنبا أنطونيوس عام 561م، قال إنه كانت مصر في ذلك العصر تحت حكم الإمبراطور الروماني الخلقيدوني جيستنيان الأول527م -565م]... فكان الدير تحت إشراف الرهبان الملكيين من الشرق الذي استمر خلال القرنين السادس والسابع.
وفي عام 561م وأثناء الاضطهاد الخلقيدوني على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمر الإمبراطور جستنيان الأول قيصر ببناء ثلاثة حصون في الأديرة الآتية:
۱- حصن دير جبل سيناء سانت كاترين.
۲- حصن دير الأنبا بولا أول السواح بالبحر الأحمر.
3- حصن دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر
وكذلك بناء سوراً للدير، مع زيادة مساحة دير الأنبا أنطونيوس عن ثلاثة أفدنة إلى ستة أفدنة، وكل هذا من الأموال المغتصبة من الكنائس القبطية الأرثوذكسية، وأثناء أعمال الحفر لبناء الحصن والأسوار، تم اكتشاف جسد القديس الأنبا أنطونيوس الكبير وقد أمر الإمبراطور الخلقيدوني جستنيان الأول بنقل الجسد إلى الإسكندرية.