مع ارتفاع أسعارها واختفاء أنواعها.. هل تصبح بدائل السجائر هي الحل؟
لم تصمد ميزانية عمرو. طارق، 34 عامًا، أمام الارتفاع المتكرر الذي لاحق السجائر بأنواعها كافة، إذ كل شهر ترتفع الميزانية المخصصة لها من راتبه، إذ حاول النزول بجودتها وتغيير الأنواع أكثر من مرة إلا أن الارتفاع أصاب الأنواع كلهم تقريبًا.
لدى عمرو فتاتان في مراحل تعليم مختلفة يحتجن مصاريف ضخمة إلى جانب بنود المعيشة الأخرى، لذا أصبحت السجائر رفاهية بالنسبة له، فبات يبحث عن بدائل أخرى، ربما لن تكون آمنة عليه أو تساعده على الإقلاع.
16.8% من إجمالي سكان مصر 15 سنة فأكثر مدخنين، وهو ما يمثل حوالي 18 مليون نسمة ، وتبلغ نسبة المدخنين من الذكور 33.8%، مقابل 0.3٪ فقط بين الإناث.
المصدر - النتائج الأولية لمسح الدخل والإنفاق والاستهلاك 2021/2022
عانى عمرو لكونه مدخنًا شرهة، يحتاج إلى ثلاث أو أربع علب سجائر في اليوم الواحد وربما أكثر، ما جعل للسجائر ميزانية خاصة مختلفة عن ميزانية المنزل، وهو ما لم يصدم أمامه الشاب واتجه إلى البدائل.
البديل الذي لجأ إليه عمرو هو سيجارة إلكترونية بسعر 200 جنيه، تشتريها مرة واحدة وتغنيك عن السجائر الأخرى والتدخين: «تصورتها أن الأمر حقيقي، إلا أنه وهمي ولم تسد حاجتي إلى التدخين».
يوضح أنه بدأ يشعر بصداع مستمر مع استخدام السجائر الإلكترونية وهو الضرر الذي تطور إلى آلام في المعدة، لذلك اتجه إلى السجائر الفرط ومحاولة التقليل منها تدريجيًا: «الفرط والتقليل من عدد مرات التدخين قللوا التكاليف».
عمرو ضمن 18 مليون مدخن في مصر، أصابت ميزانيته الارتفاع المتتالي للسجائر خلال الفترة الأخيرة، ودفعته للبحث عن بدائل أو التفكير في عملية الإقلاع التام عنها توفيرًا للنفقات التي يتكبدونها من أجل «الكيف».
عالميًا كل عام يموت أكثر من 8 ملايين شخص بسبب تعاطي التبغ، وتحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ارتفاع أسعار السجائر
واتساقًا مع ذلك، تراوحت الزيادة التي أعلنتها شركة فيليب موريس مصر، المنتجة لعدة أصناف من السجائر ذات الجودة العالية، بين 3 و5 جنيهات في أسعار سجائر إل إم وميريت ومارلبورو.
ورفعت أسعار سجائر "ميريت" بأنواعها من 59 إلى 64 جنيهًا للعبوة (20 سيجارة)، وسجائر "مارلبورو أحمر وجولد" من 54 إلى 59 جنيهًا، و"مارلبورو كرافت" بأنواعها من 44 إلى 49 جنيهًا، و"إل إم" بأنواعها من 39 إلى 42 جنيهًا.
بينما رمضان محمود، يدخن منذ 14 عامًا، اتخذ قرار مع الزيادة قبل الأخيرة للسجائر في مصر بالإقلاع التام عن التدخين، إلا أنه في كل مرة بدون مساعدة داخلية يعود مجددًا لكونه مدخناًا شرهًَا ولا يستطيع الإقلاع.
يقول: «بدأت البحث عن مساعدة من خلال أدوية الإقلاع عن التدخين ووجدت أنواع عديدة لأدوية تساعد المدخن على الإقلاع، استمريت لفترة طويلة على تلك الأدوية إلا أنها لم تساعدني على الإقلاع».
عاد محمود للتدخين بعدما جرب تلك الأدوية، ثم انتقل لتجرية علكة السجائر التي تعطي شعورًا بالتدخين دون أن تدخين والتي تسمى علكة النيكوتين، فيتم إعطاء الجسم المادة المطلوبة دون تدخين.
فشلت تجربة محمود الثانية للإقلاع مع تلك العلكة، والتي لم تعطيه الشعور المطلوب، بل بدأ يشعر بأعراض لم يتحملها مثل الغثيان والصداع والإرهاق الدائم، فعاد مجددًا للتدخين إلا أنه بدأ في التقليل منها بشكل تدريجي.
أعلى نسبة مدخنين في مصر في الفئة العمرية "35-44 سنة" حيث تبلغ النسبة بينهم 22.1% يليها الفئة العمرية "45-54 سنة" 21.6 ثم الفئة "25-34 سنة" حوالي 19.9%، وفق مسح الدخل والإنفاق والاستهلاك 2021/2022.