اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحيي ذكرى تدشين كنيسة مريم الكبرى بروما
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى تدشين كنيسة مريم الكبرى بروما وبعد مجمع أفسس (431) الذي ثـبَّت لقب "والدة الاله" لسيدتنا مريم العذراء، شيد البابا كزستوس الثالث (432-440) في روما كنيسة لإكرام سيدتنا مريم العذراء والدة الاله، عرفت فيما بعد باسم كنيسة مريم العذراء الكبرى. وهي أقدم كنيسة شيدت في الغرب لإكرام سيدتنا مريم العذراء.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أعدّ يوحنّا طريق الربّ بمولده ونبوءته وعماده ومماته... أيمكننا أن نجد فضيلة واحدة أو نوعًا من أنواع القداسة لم يتحلَّ بها يوحنّا إلى أقصى الحدود؟ فمِن بين النسّاك القدّيسين، مَن الذي فرض على نفسه ألاّ يتناول طعامًا غير العسل البرّي أو ما كان غير صالح للأكل كالجراد! بعضهم تخلّى عن العالم وابتعد عن الناس ليعيش بقداسة لكنّ يوحنّا لم يكن سوى طفل.
عندما غاص في الصحارى واختار أن يعيش بعزلة تامّة. تخلّى عن خلافة أبيه في العمل الكهنوتي من أجل أن يعلن بحريّة عن الكاهن الحقيقي والسامي. تنبّأ الأنبياء مسبقًا بمجيء المخلّص، وشهد الرسل ومعلّمو الكنيسة الآخرون بأنّ ذلك قد تمّ حقيقةً، لكنّ يوحنّا أظهره حاضرًا بين البشر. حافظ كُثُر على عذريّتهم ولم يوسّخوا بياض ثيابهم الناصع (راجع رؤ 14: 4)، لكن يوحنّا تخلّى عن كلّ رفقة بشريّة لكي يقتلع شهوات الجسد من جذورها، وعاش بين الوحوش وملؤه الورع والتقوى الرُّوحيّة.
ترأّس يوحنّا جوقة قافلة الشهداء كما لو كان سيّدهم جميعًا: ناضل ببسالة لأجل الحقيقة ومات لأجلها. وغدا رئيس كلّ المناضلين في سبيل الرّب يسوع المسيح، وأوّلهم جميعًا ذهب ليزرع في السماء راية انتصار وظفر الشهادة.