في ذكرى رحيله.. كيف تناولت الصحافة المصرية خبر وفاة يوسف إدريس؟
رحل الكاتب يوسف إدريس في الأول من أغسطس عام 1991، بمستشفى «رویال ساری" بلندن، لينقل جثمانه إلى مصر.
“الدستور” يرصد في السطور التالية أبرز تقارير الصحافة المصرية في ليلة رحيل يوسف إدريس..
وصية يوسف إدريس الأخيرة
قالت الكاتبة الصحفية أمال بكير، عبر جريدة “الأهرام" وتحت عنوان"وفقدت مصر يوسف إدريس" ، إن مصروالعالم العربي كله فقد رائدا من رواد القصة والرواية والصحافة العربية برحيل الدكتور يوسف إدريس الكاتب المصري الكبير الذي وافاه الأجل المحتوم في التاسعة والربع من صباح الأول من أغسطس في مستشفى رويال ساری في لندن اثر هبوط حاد في القلب .. بينما كانت الى جواره زوجته رجاء وابنه بهاء وابنته نسمة الذين رافقوه في رحلة العلاج الشاقة في انجلترا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشارت “بكير” إلى أن الدكتور يوسف ادريس: نقل إلى لندن على طائرة خاصة فور الجراحة الدقيقة التي اجريت له، وامضى فترة طويلة حوالى الشهر في غرفة العناية المركزة وكانت حالته الصحية حرجة للغاية.
وتابعت "ثم تجاوب مع العلاج وان كان لم يتمكن من النطق والكلام ثم تخلى عن الاجهزة الطبية وجهاز التنفس الصناعي. وبدا يتكلم وارتفعت حالته المعنوية بصورة ملحوظة طوال الاسابيع الثلاثة الأخيرة .. ولم يكن هناك أى خطورة في حالته الصحية، ولكن حدث تدهور مفاجيء في صحته . استدعى نقله على عجل الى مستشفى «رویال ساری" العلاجي الذي أمضى فيه ٣ ايام داخل غرفة العناية المركزة قبل ان تفيض روحه الى بارئها صباح امس اثر هبوط حاد في القلب .
وختمت بكير "سوف يصل جثمان الدكتور يوسف ادريس من لندن فجر غد على الطائرة المصرية. وتشيع الجنازة من مسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر يوم السبت حيث تقام ليلة العزاء، وسوف يدفن فقيد مصر والعالم العربي في قريته البيروم، مركز فاقوس في محافظة الشرقية حسب وصيته.
تفاصيل التقرير الطبي ليوسف إدريس
قالت الكاتبة نجوان عبد اللطيف “وجود يوسف ادريس في لندن مر بثلاث مراحل علاجية”.
وتابعت "الأولى قضاها في مستشفى" ناشيونال هو سبتال" و امضى فيه حوالى شهرا فى العناية المركزة لمراقبة حالة المخ والأعصاب، عولج خلالها بنظام المعاونة التي تهتم بتنظيم انشطة المخ والأعصاب واجهزة الجسم .
والثانية التي شهدت تطورا ايجابيا كبيرا حتى تخلى عن الأجهزة واصبح عنده ادراك ويتعرف على الزائرين .
وفي المرحلة الثالثة نقل الى مستشفى للعلاج الطبيعي في لندن ليقدرب على تحريك اعضائه ...
ولفتت إلى ان "وطوال مراحل العلاج وقف الرئيس مبارك وقفة عظيمة مع يوسف ادريس والدكتور ذهنى خراج جراح القلب المصرى الأصل العالمي الشهرة قال : أنه بمجرد أن افاق يوسف ادريس من الغيبوبة طلب من زوجته السيدة رجاء أن ترسل برقية شكر الرئيس مبارك على ما قدمه له ..شاءت الأقدار ان يرحل الرجل عن دنيانا وهو بين زوجته وابنته بسمه .. التي احبها كما لم يحب اى انسان آخر في الوجود .
أسامة الباز .. غابت شمس أخرى
تحت عنوان "وغابت شمس اخرى".. كتب المفكر والسياسي الراحل أسامة الباز: “حز في قلوبنا جميعا ان تشهد الأعوام الأخيرة رحيل عديد من الشخصيات العملاقة التي ظلت تحتل مكانة خاصة في وجدان كل مصرى ومصرية طوال نصف قرن”.
وتابع الباز: "المؤسف أن يقترن هذا الشعور بالأسى : لفقد هؤلاء العمالقة في عالم الفكر والعلم والأدب. يشعور جارف ينتابنا جميعا رغما عنا ومؤداه أن هذه الخسارة الكبيرة لمصر وعقلها وضميرها لن تعوض وانه لن تظهر في الافق شخصيات ترقى الى : مستوى هؤلاء العباقرة أو تملا الفراغ الذي نجم عن رحيلهم وانقطاع عطلتهم .
رغم ما نردده جميعا وتحاول ان نعمقه في : نفوسنا من ان مصر ولادة ، ولن الرحم المصرى قادر على إنجاب العباقرة المبدعين في كل العصور .
ومن الإنصاف ان يقرر المرء أن نجوما عديدة قد تلالات بالفعل في سماء الحياة العصرية من الأجيال التالية لجيل طه حسين والعقاد والمازني والزيات وتوفيق الحكيم ولويس عوض وحسين فوزی واحسان عبد القدوس ويوسف ادريس ..
واختتم: "من حق هذه النجوم أن نعطيها فرصتها للابداع ونفتح أمامها المجال واسعا على مصراعيه للتعبير عن قدراتها الخلافة وتحرر عقولها من سطوة العيش في ظلال الشخصيات العملاقة التي توارت عن أرض مصر".