الروم الملكيين يحتفلون بذكرى القديس العظيم في الشهداء بندلايمون
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون الذي ولد في نيقوميذية من والد وثني وأم مسيحيّة. تتلمذ للقديس هرمولاوس الذي احتفلنا البارحة بعيده تعلّم الطبّ ومارسه بمهارة. وكان جميل الخلق فغرّه الشيطان. إلاَّ إن معلّمه القدّيس بقي يلاحقه بمحبته ويرشده، حتى عاد به إلى الطريق القويم. وفي أحد الأيام فتح عيني أعمى بإشارة الصليب. فقُبض عليه، وقضى شهيداً سنة 305 للمسيح.
بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بانتقالنا من عدم الإيمان إلى الإيمان فإنّنا "ننتقل من الموتِ الى الحياة"، فلا نُفاجأ حينئذٍ إن كرِهَنا العالم. لأنّ كلّ الذين لم ينتقلوا من الموتِ إلى الحياة، بل بقوا في الموت، لا يمكنُهم أن يحبّوا أولئكَ الذين انتقَلوا من مسكنِ الموتِ المظلم... إلى “بيوتٍ روحيّة مصنوعة من الحجارةِ الحيَّة”، حيث يخيِّمُ نور الحياة...
بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين، فقد حانَ الوقت لنَفتَخِر، لأنّه قيل: "نحن نفتَخِرُ بشَدائدِنا نفسِها لِعِلمِنا أنّ الشدَّةَ تَلِدُ الثّباتَ والثّباتَ يَلِدُ فضيلةَ الاختبار وفضيلةَ الاختبار تَلِدُ الرّجاءَ والرّجاءَ لا يُخيِّبُ صاحِبَه؛ لأنّ محبّةَ الله أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الدي وُهِبَ لنا".
"فكَما تَفيضُ علينا آلامُ المسيح، فكذلك بالمسيحِ يَفيضُ عَزاؤنا أيضًا" إذًا، فلنستَقبِل بحرارة كبيرة آلام الرّب يسوع المسيح؛ فلتُمنَحْ لنا بسخاء إن أرَدْنا الحصول على التعزية بسخاء، "فطوبى للمَحزونين، فإنّهم يُعَزَّون"، أولئكَ الذين يُشاركون في الآلام سيُشاركون أيضًا في العزاء على مقدار الآلام التي تجعلَهم مُشاركين في الرّب يسوع المسيح. اعلَموا ذلك من الرسول الذي قال بكلِّ ثقة: "نحن نعلَمُ أنّكم تُشارِكونَنا في العزاءِ كما تُشارِكونَنا في الآلام".