وكيل الأزهر: إجراءات رادعة ضد من أخطأ فى تصحيح الامتحانات
افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، المؤتمر الصحفي، الذي نظمه المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر بالترحيب بالحضور من الإعلاميين، مبينًا أنهم كان لهم دور كبير في تغطية أحداث امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، وأسهموا في ظهورها أمام الجميع بهذا المظهر اللائق، مقدمًا خالص الشكر والتقدير لكل العاملين بالأزهر الشريف من معلمين وإداريين وموجهين، ولرجال قطاع المعاهد الأزهرية الذين بذلوا جهودًا مضنية من أجل نجاح عملية الامتحانات وظهورها بهذا المظهر المتميز.
كما تقدم بالشكر والتقدير على الجهود التي قدمتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة والدفاع المدني، مثمنًا تلك الجهود التي أسهمت بشكل كبير في نجاح عملية امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية.
وتابع وكيل الأزهر: "إننا نجتمع اليوم لإعلان نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية وهي في الواقع ليست نتاج أيام، وإنما هي حصاد عام كامل من الجد والتعب للأسرة المصرية بصفة عامة ما بين طلاب وأولياء أمور وقائمين على أمر العملية التعليمية، ففي هذا اليوم نحصد ثمرة الاجتهاد التي جاءت نتيجة سهر وتعب وانضباط وأمل".
وأضاف أن الأزهر الشريف يدرك أهمية الشهادة الثانوية ومكانتها ويوليها اهتمامًا كبيرًا؛ لأنها تُعد مرحلة فاصلة ومهمة في حياة كل طالب، و"لا نبالغ إذا قلنا إن النجاح اليوم ليس نتاج أو حصاد عام واحد؛ بل حصاد أحد عشر عامًا من الجهد والمذاكرة والمثابرة، يبنى عليها مستقبل الطلاب وآمالهم، كما أنها حصاد أسرة كاملة ضحت بالغالي والنفيس من أجل تعليم أبنائها".
وأردف: "حين نجتمع كل عام لنعلن عن الناجحين ونهنئهم، نوقن أن هناك جهودًَا كبيرة بُذلت وما زالت تبذل من أجل راحة أبنائنا الطلاب وبث الطمأنينة في قلوب أسرهم حتى يطمئنوا على مستقبل أبنائهم، هذه الجهود قام بها الأزهر الشريف ورجاله، وخاصة قطاع المعاهد الأزهرية، وما قدمه من سبل لتوفير الراحة لأبنائنا وبناتنا، وهذا واجبنا تجاه أبنائنا، حتى يتمكنوا من أداء امتحاناتهم على أكمل وجه، وهو أقل ما يمكن تقديمه لطلابنا بعد تعب عام كامل سهروا ليله وجدوا واجتهدوا في نهاره".
وأشاد الدكتور الضويني، بطلاب الأزهر، مؤكدًا أنهم ضربوا هذا العام المثل في الانضباط داخل لجان الامتحانات، في ظل ما قام به الأزهر من جهود كبيرة بدأت مع العملية التعليمية وانتهت بأعمال الامتحانات بما يضمن توفير مناخ آمن ومشجع على التعليم والتحصيل والتفوق ويضمن سلاسة وانضباط عملية الامتحانات، وغايتنا من هذه الجهود تحقيق العدالة بين الطلاب، وتوفير فرص متساوية للجميع، وأن يأخذ كل طالب حقه ويعرف مستواه الحقيقي، وتأكيد معنى استمرارية التعليم، لبناء مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة، وقد جاءت امتحانات هذا العام مواكبة للأنظمة الحديثة في الامتحانات كتدريب عملي لهم على المرحلة المقبلة بالجامعة.
وبيّن وكيل الأزهر أنه وضع الأسئلة هذا العام مستشارو المواد التعليمية برئاسة قطاع المعاهد الأزهرية في جميع التخصصات، بمشاركة خبراء من جامعة الأزهر، ومرّت عملية الامتحان بسلام نظرًا للعناية بكل تفاصيلها بدءًا من إعداد الأسئلة والطباعة والتوزيع، وتوخي أعلى معايير الأمانة في هذا كله، وأنه شهد هذا العام لأول مرة تفعيل الخدمة الإلكترونية بشكل كبير من خلال تقدم الطالب للامتحانات من خلال الاستمارة الإلكترونية عبر بوابة الأزهر، حيث يقوم الطالب بملء بياناته كاملة وبصورته الشخصية ويسلمها إلى شئون الطلاب بالمعهد تمهيدًا لإلغاء الاستمارة الورقية من العام المقبل، وكذلك المتقدمون لرئاسة اللجان ومساعدوهم قاموا بالتسجيل على بوابة الأزهر ليختار من بينهم العدد المطلوب للجان، كما تم هذا العام اختيار الملاحظين وتجهيز خطابات الندب بشكل إلكتروني.
واستعرض فضيلته جهود الأزهر في المجال التعليمي، مبينًا أن الأزهر قدم خلال الفترة الأخيرة جهودًا متميزة من أجل نهضة التعليم الأزهري منها ما هو مستمر على مدار العام؛ لرفع مستوى المعلمين والموجهين، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التعليمية التي أسهمت بدور محوري في الارتقاء بشئون التعليم الأزهري قبل الجامعي، واتخاذ كل ما يلزم نحو الإعداد الجيد للمعلمين والموجهين بجميع المعاهد والإدارات، والمناطق الأزهرية حتى يكونوا قادرين على التعامل مع المناهج التعليمية الجديدة والقديمة منها، عبر عقد وتنظيم حزمة من الدورات التدريبية داخل الأزهر وخارجه بالتعاون مع الهيئات المعنية.
ولفت وكيل الأزهر إلى اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ما يزيد على ألف وثلاثمائة معهد أزهري، وأنه سيشهد العام الدراسي القادم تقدم عدد أكبر من المعاهد بمختلف المراحل التعليمية، في ظل السياسة التي ينتهجها الأزهر بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من زيادة الأعداد بشكل تدريجي مع المحافظة على نسب الاعتماد، وهو الأمر الذي يؤكد اهتمام الأزهر بخطط جودة التعليم وتطوير نظم العمل وتطوير البنية التحتية الخاصة بالمعاهد التي يتم إدراجها بخطة الجودة سنويًا لضمان جودة التعليم والاعتماد مع الحفاظ على تحقيق نسب اعتماد متميزة.
واستكمل فضيلته جهود الأزهر في المجال التعليمي، مبينًا أن قطاع المعاهد الأزهرية نفذ عددًا من المشروعات لطلابه ومعلميه وموجهيه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، فمن مشروعات الطلاب: (نحلة الأزهر القومية للتهجي في اللغة الإنجليزية، والمترجم الناشئ، وفارس المتون، والأسبوع العربي للبرمجة، والخوارزمي الصغير، والأزهر يبرمج، والتقييم الوطني في اللغة العربية والرياضيات) وذلك بالتعاون مع المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، وفيما يخص المعلمين فقد نفذ القطاع برنامج (علم- تفاعل- كُن ملهمًا)، مع المجلس الثقافي البريطاني، وكذا برنامج تنمية مهارات معلمات رياض الأطفال لمعاهد اللغات، وبرنامج تنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية، وأعد للموجهين برنامج المرشد الأكاديمي في اللغة الإنجليزية، وسيشهد العام المقبل إطلاق عدد أكبر من المشروعات منها نحلة الإعراب في اللغة العربية، ونحلة الأحكام الشرعية في العلوم الشرعية، جنبًا إلى جنب مع نحلة الأزهر القومية للتهجي في اللغة الإنجليزية.
واختتم وكيل الأزهر كلمته في المؤتمر الصحفي أنه استمرارًا في التيسير على أبنائنا طلاب وطالبات الشهادة الثانوية الأزهرية سيتاح للمناطق الأزهرية إمكانية طباعة مستخرجات النجاح أو الرسوب فور اعتماد النتيجة، أما في حال رغبة الطالب في الحصول على اعتماد وزارة الخارجية، فعليه أن يتوجه إلى الإدارة المركزية للامتحانات بالقاهرة، وبالنسبة لقاعدة البيانات فسيتم تحديثها دوريًا وفق التعديلات الطارئة ونتائج الطعون بالتنسيق الدائم بين الجهات المختصة بالأزهر، وفيما يخص فتح باب التظلمات على النتيجة، فسيتم ذلك اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 30/7/2023م، وستفعل منظومة التظلمات الإلكترونية بكافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، بحيث يقدم الطالب الطعن بالمنطقة ويدفع الرسوم المقررة ويطلع على ورقة إجابته ونموذج إجابة المادة المتظلم فيها، ويبدي ملاحظاته ثم تظهر النتيجة إلكترونيًا على بوابة الأزهر بعد خمسة عشر يومًا من يوم التعارف، وأنه تبلغ قيمة رسوم الطعن على المادة الواحدة مائة جنيه، وتعلن نتيجة الطعون على بوابة الأزهر، ويحق للطالب استرداد الرسوم التي دفعها في حال تعديل الدرجات لصالحه، وسيتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد من يثبت أنه أخطأ في حق أي طالب في التصحيح، مهنئًا الناجحين ومتمنيًا لهم دوام التفوق والتميز.