مخاطر تناول العقاقير غير الستيرويدية والأسبرين بعد انتشار حمى الضنك
حذرت وزارة الصحة والسكان على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك من تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين دون وصفة طبية من الطبيب، بسبب تعارضها مع الجسم ويمكنها أن تسبب النزيف الداخلي في الجسم تزامنا مع الانتشار المحدود لحمى الضنك.
وبحسب موقع Hindustan times فإن جمعيات الكيميائيين في العالم ورئيس هيئة مراقبة الأدوية بمنظمة الصحة العالمية أفادوا بأن هناك بعض الأمراض التي سوف تنتشر في الأسابيع المقبلة بسبب الارتفاعات الشديدة في درجات الحرارة التي تشهدها معظم دول العالم.
وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة مراقبة الدواء إنه يمكن أن تمنع مسكنات الألم، وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية صفائح الدم من تكوين جلطات دموية ويمكن أن تسبب نزيف داخلي ويمكن أن تكون مميتة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المنقولة بالنواقل مثل حمى الضنك التى بدأت في الانتشار المحدود ببعض الدول.
وأضاف: "أن تناول مسكنات الألم، وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وهى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين ، والأيبوبروفين ، والنابروكسين ، يمكن أن يكون خطيرًا على الأفراد المصابين بالأمراض المنقولة بالنواقل مثل حمى الضنك، ويرتبط السبب في ذلك بالطريقة التي تؤثر بها هذه الأدوية على تخثر الدم ووظيفة الصفائح الدموية".
ما هي حمى الضنك؟
حمى الضنك هي مرض ينقله البعوض يمكن أن تختلف أعراض حمى الضنك من خفيفة إلى شديدة ، ويمكن أن تشمل الحمى والصداع وآلام العضلات والتعب والغثيان والقيء والطفح الجلدي.
وفي بعض الحالات يمكن أن تتطور حمى الضنك إلى شكل أكثر خطورة يسمى حمى الضنك النزفية لذا إذا ظهرت أعراض خفيفة على اى شخص يجب زيارة الطبيب على الفور.
كيف تتسبب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في تخثر الدم؟
حمى الضنك هي عدوى فيروسية ومثل ما وضحنا أنها تسبب أعراضًا مثل الحمى والصداع وآلام المفاصل والعضلات، وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى حالة تسمى حمى الضنك النزفية (DHF) أو متلازمة صدمة حمى الضنك (DSS).
وتتميز تلك الحالات DHF وDSS بالنزيف الشديد وانخفاض عدد الصفائح الدموية وتهديد تسرب البلازما ، والذي يمكن أن يتداخل مع تسرب الدم بالبلازما، وتسبب أيضا تثبيط إنزيم يسمى انزيمات الأكسدة الحلقية، يمكن أن يؤدي هذا التثبيط إلى انخفاض تراكم الصفائح الدموية ، مما يجعل من الصعب على الجسم تكوين جلطات دموية ، وهو أمر ضروري لوقف النزيف.
وفي عدوى حمى الضنك، يؤثر الفيروس نفسه على الصفائح الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض عددها ووظائفها، ويمكن أن يؤدي هذا إلى جانب التأثير المثبط للصفائح الدموية لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إلى تفاقم نزيف مرضى حمى الضنك وزيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة، وقد يؤدي إلى نزيف مطول أو نزيف داخلي أو نزيف في الأعضاء، مما يؤدي إلى زيادة تعقيد حالة المريض.
وأضاف رئيس هيئة مراقبة الأدوية: "يمكن أن تسبب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تلفًا في الكلى، ويمكن أن تضر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أيضًا بطانة المعدة وتسبب عدم ارتياح في الجهاز الهضمي، وقد يتسبب هذا في حدوث نزيف معدي معوي خطير وتفاقم صحة المريض عندما يكون مصابًا بحمى الضنك، كما تؤدي حمى الضنك أيضًا إلى الجفاف، وكثيرًا ما يستخدم المرضى مسكنات الألم لتقليل الحمى وعلاج الأعراض وهذا يؤثر بالفعل على الكلى".
واستكمل: يعد الخلل الوظيفي الكبدي الخفيف الذي يسمى التهاب الترانساميني من الاضطرابات المختبرية الشائعة الأخرى أثناء أمراض مثل حمى الضنك، ويرتبط استخدام الأسبرين والأسيتامينوفين وما إلى ذلك أثناء هذه الأمراض بتفاقم ضعف الكبد وتطور مرض قاتل مثل اعتلال الدماغ خاصة عند المرضى الأطفال، لذلك يجب أن نكون حذرين وأن نستشير الأطباء دائمًا قبل استخدام أي من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
ونظرًا لهذه المخاطر يوصى بأن يتجنب الأفراد المشتبه في إصابتهم بحمى الضنك أو ثبت إصابتهم بتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وبدلاً من ذلك استخدام عقار الاسيتامينوفين وهو الباراسيتامول، لتسكين الآلام والحمى ، حيث أنه لا يحتوي على نفس التأثيرات المضادة للصفائح الدموية، ومع ذلك حتى مع عقار الاسيتامينوفين ، من الضروري اتباع إرشادات الجرعة المناسبة واستشارة الطبيب.