مناقشة كتاب "مقهى ريش عين على مصر" بمكتبة الإسكندرية (صور)
شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم، ندوة ثقافية عن كتاب "مقهى ريش عين على مصر" للشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر، وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته الثامنة عشر.
جاء ذلك بحضور كلا من الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور هيثم علي الحاج؛ الرئيس السابق لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب والروائية ميسون صقر، والكاتب والشاعر؛ شعبان يوسف وأدارتها الكاتبة الصحفية؛ نشوى الحوفي.
افتتح الندوة الدكتور أحمد زايد بتعبيره عن أهمية تلك الندوة في المكتبة وفي الإطار الثقافي المصري، موضحًا أن الكاتبة تعتبر أديبة عربية ومصرية في نفس الوقت فهي متفردة في كتاباتها ولها إسهامات فكرية وثقافية وروائية، ولها أعمال في مجال السينما ومجال الطفولة ومشهود لها العمل بإخلاص شديد وبأصالة وصدق مع النفس وحب شديد في المجتمعات التي تكتب عنها.
وأشار إلى أن الكتاب الذي نحن بصدده له أهمية خاصة فهو كتاب عن "مكان“ فيما يمكن أن نطلق عليه انثروبولوجيا المكان، مشيرًا إلى أن من أحدث دراسات المكان في العلوم الاجتماعية تعتبر المكان موضوعًا للبحث وكيف أن المكان يصنع لنفسه خلودًا فعندما نتأمل مقهى "ريش" سنجد أنه مكان أصبح قويًا برواده وله قوة هائلة وله حضور أيضًا فهو يدخله أفراد بعينهم مثل المثقفون والمفكرون وكل المهتمون بالثقافة وبالرغم من تغيير الثقافة عبر الزمن إلا أن المكان يبقى له تلك الصبغة.
وأوضح أن الكتاب لا يؤرخ لمقهى "ريش" فقط ولكنه يؤرخ لمصر وتاريخ الثقافة بها فبمجرد ظهوره حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب.
وأعربت الكاتبة نشوى الحوفي؛ عن فخرها بتواجدها في مكتبة الإسكندرية وتواجدها مع الدكتور أحمد زايد، مشيرة إلى أنها تعلمت في كتبه قبل أن تراه.
وأضافت أن الحديث عن “ميسون” هو حديث متصل طوال الوقت بفكرة الانتماء "فإلى من تنتمي هذه العربية القادمة من الشارقة في الإمارات" فقد عاشت في مصر مع أسرتها في ستينيات القرن الماضي حيثُ كانت تقول دون مواربة أن مصر هي من منحتنا القيمة فهي موثقة للتاريخ وموثقة للعروبة فهي تتحدث عن مصر أكثر مما يتحدث عنها أبنائُها.
وقالت الكاتبة ميسون صقر، إني لم أنشئ في الإمارات ولكني نشأت هنا في القاهرة وتعلمت منذ طفولتي كيف أحبها وكيف أتعامل مع كل صغيرة وكبيرة داخل هذا المجتمع.
وأوضحت أن كتاب "مقهى ريش عين على مصر" أعاد لي نظرتي مرة أخرى للقاهرة ليست مكتوبة وليست معاشه ولكنها في وثائق وحكايات وسير، مؤكدة أن من كثرة التاريخ المزدحم داخل مصر نغض النظر عن أشياء صغيرة وتفاصيل كثيرة.
وأكدت أن هناك تناثر للقوة الوطنية في كل بقاع القاهرة فعلى سبيل المثال نجد تمثال سعد زغلول في مكان وتمثال محمد فريد في مكان وتمثال مصطفى كامل في مكان آخر وكأن الوطنية متناثرة ومجتمعة في كل تفصيلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة ومع ذلك تظل الوطنية المصرية هي الأساس.
وأشارت أن "مقهى ريش" كان المدخل لهذه القاهرة وجعلت الكتابة مثل الطائر المحلق كلما نظر من الأعلى وجد المدينة وكلما نزل إلى الأسفل وجد المقهى ولكنه يعد مقهى الوطنية المصرية وليس السلطة المصرية مثل “جروبي”.
وقال الكاتب شعبان يوسف؛ كيف غاب عن أعين الباحثين والمؤرخين الحديث عن مقهى "ريش" الثقافي علمًا بأني من أنصار أن الكتابة التي ليس بها معلومة لا يعول عليها وبالرغم من أنى متمرس في البحث والتوثيق إلا أنني وجدت كمية معلومات بهذا الكتاب كنت أجهل بها فالكاتبة استطاعت أن تخرج من هذا المكان الضيق "ريش" إلى مصر، مشيرًا إلى أن الكتاب يعتبر مغامرة فكرية وأدبية واجتماعية فهو بمثابة درس وطني لنا نحن كمصريين فيه تعريف جامع لأشياء كثيرة فقد مهدت للقارئ في البداية عن القاهرة وشوارعها ثم التماثيل والميادين ثم الثورات فأستطيع أن أقول إن هذا الكتاب مكتوب بعين عاشقة.
وقال الدكتور هيثم علي الحاج؛ إن مقهى ريش عند إنشائه كان يراد به استقطاب الطبقة العليا من الشعب "الباشوات والأجانب" ولكن ما حدث أنه أصبح مقهى مفضل للطبقة الوسطى معبرًا عن اتجاهات وثقافة تلك الطبقة ولذلك نجد مثقفي الطبقة الوسطى أو النخبة الثقافية التي كانت تحرك ثورات ومعارضات يرتادون مقهى ريش، مشيرًا إلى أن ذلك المقهى شهد 4 ثورات وهم ثورة 1919 ثم 1952 ثم 25 يناير 2011 وأخيرا ثورة 30 يونيو 2013.