محمد سلماوى: نشأتى فى مناخ ثورة يوليو ساهمت فى تكوين شخصيتى وفكرى
قال الدكتور محمد سلماوى: بعض الناس برعوا في اتجاهم وتخصصهم ولم يحيدوا عنه مثل: أحمد زويل، ومجدي يعقوب ومحمد غنيم ونجيب محفوظ، والبعض يكون لهم أكثر من دور في الحياة، وكنت من النوع الثاني، حيث كنت أجيد العملين الصحفي والأدبي، واستطعت تحقيق إنجاز في أكثر من مجال.
وأشار إلى أنه اتجه للعمل النقابي وانتسب لعضوية نقابة الصحفيين، لوفاء الدين لأقرانه الذين كتبوا ونشروا وتحدثوا عنه، لذا كان يشعر بأنه لا بد من رد هذا الدين من خلال العمل النقابي في خدمة أولاد مهنته، ليستطيع أن يوفي ما ينتظرونه منه.
جاء ذلك الندوة التي نظمتها مكتبة الإسكندرية، مساء اليوم، للكاتب الكبير محمد سلماوي، تحت عنوان "سيرة وإبداع وتاريخ" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي بمعرض الكتاب في دورته الثامنة، وإدارها منير عتيبة، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.
وأوضح أنه بحكم عمله في الصحافة والحياة الثقافية عاصر الأنشطة والتحولات القومية الكبرى في بعض الأحيان تأثر بها وبعضها شارك في صنعها، وأحيانًا أخرى كان ضحية لها للأحداث الكبرى.
وأوضح: الإنسان يبحث عن انتمائه الحقيقي، وساعدني في تكوين شخصيتي وفكري الفترة الزمنية التي ولدت فيها، حيث قامت ثورة يوليو وأنا في السابعة من عمري، وعاصرت القومية العربية وتحرير فلسطين والوحدة مع سوريا وبناء السد العالي والتحرر من الاستعمار، فالمناخ حولي كان يسوده الوطنية.
وأشار إلى أن عبدالحليم حافظ نتاج لثورة يوليو وكذلك يوسف إدريس فهما من عبرا عن الثورة، وبعض الفنانين كانوا أكثر تعبيرا عن الثورة بمواقفهم الوطنية مثل أم كلثوم، التي كانت تتبرع بأجرها في حفلاتها للمجهود الحربي وكنت شاهدا على أحد حفلاتها في فرنسا.
وتطرق إلى تحوله للكتابة باللغة العربية، مشيرًا إلى أنه برغم حبه للأدب الإنجليزي الذي درسه في جامعة القاهرة، وبعد كتابته مسرحية باللغة الإنجليزية، عرضت في مسرح الجامعة الأمريكية، وشاهدها ناقد إنجليزي وقال له حينها إنه سيكون له شأن، اتخذ قرارا بأن يكتب باللغة العربية، وتكون أول وآخر مسرحية يكتبها باللغة الإنجليزية، متذكرًا إجابته للغة العربية برغم المدرسة الإنجليزية التي درس بها، بسبب أن والده أحضر شيخًا ليعلمه القرآن الكريم بالمنزل فكانت لغته العربية قوية بخلاف زملائه في المدرسة.
وتابع أن أول مسرحية كتبها باللغة العربية كانت "فوت علينا بكرة" وأخرجها الفنان سعد أردش وحققت نجاحا كبيرا وهي من وضعته على الساحة، وتوالت المسرحيات عقب ذلك وكانت البدايات مع الكتابة، لافتًا إلى أنه كان يشعر في البداية بأنه كاتب مسرحي فقط وسوف يتخصص في ذلك، ليجد نفسه يلجأ لكتابة الرواية حتى أنه انصرف عن المسرح، وانجذب للرواية، والصحافة والشعر أيضًا.