الإصرار على النجاح
ازدانت مصر في معظم محافظاتها بالرايات الحمراء بعد الفوز العريض لنادي الأهلي علي نادي الزمالك باربعة أهداف مقابل هدف واحد.
الفرحة العارمة ليست للفوز الأخير فقط، لكنه مشوار طويل أدى في نهايته لحصد خمس بطولات كبرى محلية وإفريقية في الشهور العشرة الأخيرة، وهو رقم لا ينافسه فيه فريق في العالم حتى الآن.
بدأت الطفرة بعد إخفاق نادي الأهلي في الفوز ببطولتين للدوري العام علي التوالي العامين الماضيين نظرًا للإرهاق الشديد للفريق واشتراكه في بطولة إفريقيا وبطولة كأس العالم للأندية، فكان القرار الحكيم من الإدارة بإراحة جميع اللاعبين واستكمال بطولات العام الماضي بالأشبال والاحتياطيين، والاستعداد بقوة للعام الجديد بفريق اكتسب الراحة الكاملة، فكان له ما أراد وفاز بكل البطولات التي شارك فيها حتى الآن.
تعثر الفريق في بدايات بطولة أبطال دوري إفريقيا لكنه تعلم من أخطائه واكتسح كل منافسيه حتى فاز بالبطولة عن جدارة في المغرب.
بلا شك يحق لكل مصري «بعيدًا عن التعصب المقيت» أن يفخر بما حققه نادي الأهلي من انتصارات وبطولات رفعت اسم مصر في المحافل الدولية، ولتكن إدارته الناجحة نموذجًا يحتذى به ليس من أنديتنا الأخرى فقط، بل من كل مؤسسات الدولة التي تفتقر لإدارات ناجحة.
طبيعي أن يظهر أعداء النجاح بأحقادهم لتشويه ما تحقق وإحباط كل مؤسسة ناجحة.. لكن بالإخلاص في العمل والاصرار على استكمال طريق النجاح تحدث المعجزات وتنال حب واحترام الجميع.
لكن مع كل الفرحة التي صاحبت الانتصارات والإنجازات إلا أن هناك غصّة في الحلق تتمثل في السلوك العدائي للجماهير، وهو ما يسمي حديثا بالتحفيل.. فبدلًا من أن تسود الروح الرياضية بين جمهور الناديين ويتبادلان الكلمتين «هارد لك وجود لك» اللتين تعودنا على سماعهما منذ طفولتنا.. وجدنا للأسف على مواقع التواصل الاجتماعي التراشق بالألفاظ النابية، وربما تصل إلى السب بالأم وهي ظاهرة جديدة على شبابنا ومجتمعنا ابتدعها أحد رؤساء النوادي، وانتشرت كالنار في الهشيم، وتمثل خطورة على أجيال بأكملها، وبالتالي تفشل الغرض الأساسي من الرياضة كوسيلة لتهذيب الروح والأخلاق.
المناوشات بين الجماهير في حدود الأدب لا مانع منها.. لكن التجاوز مرفوض تمامًا ويؤدي دائمًا لنتائج عكسية.