"مصيدة".. ميلان كونديرا يتحدث عن "كائن لا تحتمل خفته"

وصف الروائي ميلان كونديرا - الذي رحل عن عالمنا منذ قليل- روايته الأشهر" كائن لا تحتمل خفته" بأنها مصيدة وذلك في حوار ترجم ونشر بمجلة إبداع عام 1998.

يقول كونديرا: "كلنا نعرف أن الحياة مصيدة، ولدنا من دون أن نستشار، ووضعنا في جسد لم نختره، ومنذورون للموت من ناحية أخرى، كأن اتساع العالم يوفر إمكانية دائمة للهروب، كأن الجندي يستطيع الهرب من الجيش، وبدء حياة أخرى في بلد مجاور، انغلق علينا العالم، في هذا القرن، وكانتا للحظة الحاسمة في تحول العالم إلى مصيدة حرب 1914، التي سميت لأول مرة في التاريخ بالحرب العالمية، وعلى الرغم من أنها تسمية خاطئة، فهي لم تشمل سوى أوروبا وحتى ليس كلها، إلا أن صفة عالمية، أكثر ملائمة للتعبير عن معنى الرعب أمام حقيقة أن لا شيء يحدث على الكوكب يمكن أن يكون مجرد مسألة محلية، وبالتالي أصبحنا أكثر وأكثر محكومين بشروط خارجية بمواقف لا يمكن أن يهرب منها أحد، مما جعلنا جميعا نتشابه بدرجة كبيرة".

ويضيف كونديرا: "وأنا إذا وضعت نفسي خارج الرواية السيكولوجية فذلك لا يعني أنني أرغب في تجريد شخصياتي من الحياة الداخلية، بل يعني أن هناك ألغازًا أخرى، أسئلة مغايرة تتبعها رواياتي بالمقام الأول، كما لا يعني أيضًا أني أرفض الروايات المغرمة بعلم النفس، إن التغير في الموقف الروائي منذ "مارسيل بروست" يجعلني أحن إلى الماضي، كان هناك جمال هائل، مع بروست، بدأ يتحرك مبتعدا عن أيدينا للأبد ولا يمكن استرجاعه.