موارنة مصر يحتفلون بعيد الطوباويّين الإخوة المسابكيّين الشهداء
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بعيد الطوباويّين الإخوة المسابكيّين، الشهداء، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما يقودنا دليل في بلد غريب خلال الليل، عبر الحقول، سالكين طرق غير مشقوقة، حسب مهارته وبدون استشارة أحد وبدون الإفصاح عن هدفه، هل بوسعنا في هذه الحال أن نختار أيّ حلّ آخر غير الاتّكال عليه؟ ماذا ينفع النظر إلى مكان وجودنا أو طلب المساعدة من المارّة أو حتّى مراجعة الخريطة والمسافرين؟ فإنّ هدف الدليل الذي يريد منّا أن نتّكل عليه يختلف تمامًا عن كلّ ذلك. فهو سوف يستمتع في الخلط بين القلق وبين عدم الثقة اللذين تعاني منهما النفس. فهو يبغي استسلامًا كليًّا له...
إنّ العمل الإلهي بجوهره حسن. إنّه عمل يرفض الدعم والتدقيق، وقد بدأ منذ تكوين العالم وها هو، حتّى هذه اللحظة، ينمّي إثباتات جديدة. لا حدود لعمله وخصوبته لا تنفذ. فقد بدأ بالأمس ويتابع اليوم؛ إنّه العمل نفسه الذي يُطبّق في كلّ حين بمفاعيل متجدّدة على الدوام وسوف يدوم إلى الأبد.
الجدير بالذكر أن الأخوة المَسابِكيون فَهُم ثَلاثَة من آلاف المَوارنَة الذين إستَشهَدوا في سَبيل المَسيح. عُرِفوا بِسيرَتِهم المَسيحيّة الطيّبة. كانَ عُمرث الإخوة الثلاثة فرَنسيس وعَبد المُعطي ورافائيل فَوق السِتين، وكان فرَنسيس وعَبد المُعطي متزوِّجين ولهما أولاد كثر، أما رافائيل فكان أعزب.
تاجَرَ فرَنسيس بالحَرير وعُرِفَ بسيرتِه المَسيحيّة إذ لَم يَكُن يَذهب الى عَمَلِهِ كُلَّ صَباح قَبل أن يَمُرّ في الكَنيسة. امّا عَبد المُعطي فَكانَ قَد تَرَك التِجارَة ليُعلّم في مدرسَة الفرَنسيسكان حيثُ كانَ رافائيل يُساعِد الأخ المُكلّف بالسِكرستيا.
ولا تزال أعضاؤهم مَحفوظة في كنيسَة الموارنة في دمشق. طوبهم البابا بِيوس الحادي عشر في سنة 1926.