القضية الفلسطينية.. متى ستحل؟
لا شك أن عروبة القدس التي تضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة "كنيسة القبر المقدس" تمس وجدان كل عربي مسلم أو مسيحي وبغض النظر عن الأحداث التي أدت لاحتلال فلسطين، سواء بالتآمر أو بالخيانة أو ببيع سكانها أراضيهم لليهود أو تقاعس الشعوب العربية لنجدة أهل فلسطين وخسارتهم حربي ٤٨ و٦٧.. ثم معاهدة السلام عقب نصر ٧٣ إلا أن كل ذلك لا ينفي حقيقة واحدة لا يجدي إنكارها.. أن هناك دولة تسمي إسرائيل يعترف ويتعامل معها كل الدول الكبري ومعظم دول العالم.
ومن الآن وحتي يبدل الله أمرًا كان مفعولًا علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع بقليل من الذكاء.
ما فعله حسن نصر الله عام ٢٠٠٦ كان قمة في الغباء، أصر على حرب غير متكافئة تمامًا أكلت الأخضر واليابس وحطمت البنية الأساسية للبنان، أوهم الشعب اللبناني بأنه انتصر وهو في الواقع دمر كل شىء.. بكيت كثيرًا على حال بيروت وشوارعها الممزقة وانقطاع الكهرباء تمامًا أثناء زيارتي لها في ٢٠٠٧ وانهارت لبنان بالتدريج إلى أن قاربت الآن الجلوس على حافة الإفلاس.
أن تستفز الجيش الإسرائيلي دون أن تكون تساويه أو تقاربه في القوة هي حماقة وانتحار، سكان فلسطين الأصليون الذين هاجروا أو الذين تم تهجيرهم عنوة عام ٤٨ وعمرهم ٢٥ عامًا لم يعد باقيًا منهم أحدًا على قيد الحياة.. ولو حتى أطال الله في عمر أحدهم فقد قارب عمره المائة عام وأصيب بألزهايمر.
ما تقوم به حركة حماس وبعض حركات المقاومة "مع افتراض الوطنية وحسن النية" ضرره أكثر من نفعه بكثير.. مقتل جندي أو بضعة جنود إسرائيليين لا يساوي أبدًا ما نراه من اجتياح مدن بالكامل وقتل المئات كما يحدث في غزة وجنين ونابلس وغيرها.. الكفاح مطلوب من أجل تذكير العالم بالقضية الفلسطينية كي لا تموت لكنه ليس الحل.
تذكرت قصيدة هوامش على دفتر النكسة عندما قال الشاعر الراحل نزار قباني "ما دخل اليهود من حدودنا.. لكن تسربوا كالنمل من حدودنا".. هذا ما حدث تمامًا من خيانات استطاعت إسرائيل من خلالها قتل أحمد ياسين، زعيم حركة حماس، وكثيرين غيره آخرهم الشهيدان حمزة مقبول وخيري شاهين، اللذان قتلتهما القوات الإسرائيلية أمس في نابلس.
عندما يصبح هناك نظام عالمي أكثر عدلًا وانصافًا للقضايا العربية وتتحد الفصائل الفلسطينية وتنبذ خلافاتها وتتخلص من الخونة، حينها فقط ستتحرر فلسطين وستعود القدس عربية.. عدا ذلك "طق حنك" على رأي إخوتنا الشوام.