آرثر كونان دويل.. طبيب عيون أصبح علامة على الأدب البوليسى
آرثر كونان دويل، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1930، والذي درس الطب- تحديدا طب العيون- وصار علامة مضيئة في سماء الأدب البوليسي، وتعد شخصية "شيرلوك هولمز" والتي ابتكرها، من أشهر الشخصيات في مجال الأدب البوليسي حول العالم حتي يومنا هذا.
عقب تخرجه في كلية الطب بجامعة أدنبرة الإسكتلندية، افتتح آرثر كونان دويل، عيادته الخاصة، إلا أن المرضى لم يقبلوا عليه في أيامها الأولى، وخلال هذا الوقت من الانتظار، بدأ "دويل" في الكتابة.
وعلى الرغم من أن قصص آرثر كونان دويل الأولى لم تلق النجاح المنتظر، إلا أن أولى قصصه المعنونة بـ"اللون القرمزي"، والتي قدم فيها شخصية شيرلوك هولمز لأول مرة، لاقت نجاحا منقطع النظير وذاعت شهرتها.
ــ أصل شخصية شيرلوك هولمز
نسج آرثر كونان دويل شخصيته الأشهر، والتي جلبت له الشهرة، ألا وهي شخصية المحقق في الجرائم "شيرلوك هولمز" والتي كان "دويل" قد اعتمد في رسمها على واحد من مدرسيه بكلية الطب، ألا وهو الدكتور "جوزيف بيل"، الذي كان شديد الذكاء لا في تشخيص الأمراض فقط، ولكنه كان بارع الذكاء أيضًا في دراسة مظهر مرضاه، وخلفيات شخصياتهم، بل وعاداتهم أيضًا.
استعار آرثر كونان دويل، صفات أستاذه، ونسج من خلال هذه المهارات العظيمة في قوة الملاحظة ودقة التخمين لكي يخلعها على شخصية بطل أعماله ومغامراته البوليسية، شيرلوك هولمز، والتي ابتدعها خياله، إلى حد جعل فيه ذلك المخبر السري العظيم يصغي بكل اهتمام وانتباه إلى الحكايات الغريبة والغامضة والعارضة عفو الخاطر لقرائه؛ لكي يستخلص منها المعاني والحقائق الكامنة وراءها.
ــ دكتور جون واطسون
وتظهر شخصية شيرلوك هولمز، وصديقه ومساعده دكتور جون واطسون في 56 قصة من القصص القصيرة، وفي أربع روايات طويلة، كتبها آرثر كونان دويل.
وبمجرد أن أصبح شيرلوك هولمز أسطورة واسعة الانتشار في العالم، أصبح آرثر كونان دويل أيضًا خبيرًا في حل معضلات الجرائم. لدرجة أن عرضت عليه قضايا حقيقية في الواقع، والتي استعانت به الشرطة في حلها. كما تم الاعتماد على "دويل"، في إثبات براءة كثير من الناس الذين كانوا قد سجنوا ظلما في قضايا غامضة حيرت المحققين فيها.
ويذهب مؤرخو الأدب ونقاده إلى أن آرثر كونان دويل"، أي مؤلف أو كاتب آخر للقصص والروايات، لم يستطع أن يبدع أو يبتكر شخصية خيالية في القصص والروايات، بحيث تبدو كما لو كانت شخصية حقيقية، كما فعل آرثر كونان دويل، بالنسبة إلى شخصية شيرلوك هولمز.