خالد محجوب: تلقيت تهديدات بالقتل بسبب قضية اقتحام السجون مفادها «خلى بالك من ولادك»
أهل الإسماعيلية كانوا الدرع الحامية لى فى قضية «وادى النطرون»
هناك محامون قدموا «سيديهات» تثبت تورط مرسى والإخوان فى اقتحام السجن
الشهيد محمد مبروك كان له دور كبير.. وضباط الداخلية دافعوا دفاعًا مستميتًا عن السجون
الأسلحة التى استخدمت باقتحام السجون كانت إسرائيلية
قال المستشار الدكتور خالد محجوب، القاضى فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون، إن عددًا كبيرًا من المحامين قدموا «سيديهات» تثبت تورط الرئيس المعزول محمد مرسى، وقيادات الإخوان، فى التخطيط والتنفيذ لعملية الاقتحام «شبه العسكرية».
وأضاف «محجوب»، خلال الجزء الثانى من حواره التليفزيونى، مع الدكتور محمد الباز، ببرنامج «الشاهد»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن الأسلحة المستخدمة فى اقتحام السجون كانت إسرائيلية الصنع، مؤكدًا أن رجال الشرطة دافعوا باستماتة عن السجون، وأنه جرى اكتشاف جثث مدفونة.
وأكد أن الشهيد هشام بركات كان له دور كبير فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون، وأن ما يثبت وجود مؤامرة لاقتحام سجن وادى النطرون، هو أنه السجن الوحيد الذى لم يجر تصوير اقتحامه، مشددًا على أن القضاة مستقلون ويحكمون بما يمليه عليهم ضميرهم.
■ لماذا لم تتحقق طلبات المحكمة فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون.. وماذا فعلت؟
- طلبات المحكمة فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون خلال حكم محمد مرسى لم تتحقق، لأن المنوط به تنفيذ الطلبات فى النيابة العامة كان يرفض ذلك، وطلب غلق هذه القضية.
من جهتى، لجأت إلى قانون الإجراءات الجنائية، الذى رغم أنه صدر منذ فترة طويلة، فإنه يواكب حتى الآن ما يطرأ من مستجدات واقعية.
كانت هناك طريقتان لتحقيق طلبات المحكمة وتفعيل القانون، الأولى أن أكلف النيابة العامة بتنفيذ طلباتى كمحكمة، وهذا غير مجد، لأن الذى يدير النيابة تابع لهذا التنظيم، والدليل أنه طلب غلق القضية عند هذا الحد.
الطريقة الثانية، التى سلكناها، كانت اللجوء لمأمور الضبط القضائى، لأنه موظف عام ولا يستطيع الامتناع عن تنفيذ قرار المحكمة، لذلك استدعيت- آنذاك- قائد حرس المحكمة، وطلبت منه أن تكون الجلسات طبيعية، ولو لم يتحقق ذلك سنوقع جزاءات، نظرًا لتعطيل عمل المحكمة.
حضر رئيس حرس المحكمة، وأبلغناه بما نريد من مأمور الضبط القضائى المسئول عن القسم الذى يتبع الدائرة المختصة بالقضية، وطلب هو وقتها أن يجرى توجيه خطاب من المحكمة لرئيسه فى العمل «مساعد وزير الداخلية»، وبالفعل سلمناه الطلبات التى نريدها، فى ورقة رسمية.
حينها واجهنا عقبة، وهى أن الأوراق يجب أن تكون ممهورة بختم النياية العامة، التى كانت تريد غلق القضية، ولذلك لجأنا إلى القانون الذى يمنحنا الحق فى أنه «فى حالة رفض النيابة وضع الختم على الأوراق من حق المحكمة أن تقدم طلباتها دون الختم».
آنذاك، استكملنا سماع الشهود، وطلبنا حضور وزير الداخلية وقتها اللواء محمود وجدى، وحضر بالفعل، ورأينا ملحمة قانونية من محامى مصر.
وجدنا حشودًا من المحامين جاءوا، ومن بينهم بعض المحامين الذين جرى منحهم توكيلات من أسر الشهداء الذين قتلوا فى ثورة ٢٥ يناير، وكان على رأسهم المحاميان أمير سالم ومحمد عبدالوهاب.
■ متى ظهر اسم محمد مرسى، لأول مرة، كمتورط فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون؟
- النيابة العامة طلبت وقت حكم محمد مرسى غلق قضية اقتحام سجن وادى النطرون، ومن ناحيتنا بدأنا فى سماع الشهود، وقدم بعضهم «سيديهات» تثبت تورط آخرين فى القضية، ووقتها كان هؤلاء المتهمون المتورطون فى اقتحام السجن يحكمون مصر.. الشعب كله رأى محمد مرسى وهو يتحدث لقناة الجزيرة، ويسرد ما حدث فى اقتحام السجن.
أحد المحامين، ويدعى ياسر عبدالقادر، قدم «سى دى» يخص هروب محمد مرسى من سجن وادى النطرون، واتهم عدد من المحامين مرسى بأنه متورط فى التخطيط للهروب، وفى هذه اللحظة جرى وضع اسم محمد مرسى فى القضية.
أضفنا فى محضر الجلسة كل طلبات المحامين، ومن بينها استدعاء محمد مرسى للمحكمة، وكذلك قيادات كبيرة فى الأجهزة السيادية، وقيادات مثل حمدى بدين فى القوات المسلحة واللواء محمود وجدى، وزير الداخلية، فى فترة ٢٠١١، لأن شهادته تكمل صورة المخطط، وشهد بها فى قضية قتل المتظاهرين.
وقتها حققت قدر المستطاع طلبات المحامين، لأن المحكمة من حقها أن تحدد من له علاقة بالقضية التى تنظرها، والمحكمة ليست فى خصومة سياسية مع أحد.
■ لماذا تعرضت لاتهام بأنك تقود ثورة مضادة ضد محمد مرسى؟
- قيل فى هذا الوقت إن المحكمة غير مختصة بنظر القضية، وإنها تقود ثورة مضادة بمساعدة نظام مبارك، وإن القضية حصلت فى وادى النطرون، وكان من حق الناس أن تسأل: لماذا رغم حدوث الواقعة فى سجن وادى النطرون التابع لمدينة السادات، تحكم فيها محكمة تابعة للإسماعيلية؟
كان ردى حينها أن المواطن من حقه أن يستغرب، وقلت إن اختصاص المحكمة المحلى لهذه القضية فى توافر معيار من نص المادة ٢١٧ من قانون الإجراءات الجنائية، والمعنى بمكان ضبط المتهم، لأن من تم القبض عليهم انتقلوا جميعًا إلى ناحية الشريط الحدودى، وتم ضبطهم فى القنطرة غرب، ودى تتبع اختصاصى فى محكمة تابعة للإسماعيلية.
حينما مثل أمامى محمد مرسى، كنت وقتها أحقق كمحكمة جنح، وهذا من فضل ربى، لأنها لو كانت محكمة جنايات كان سيكون لها سيناريو آخر واتهامات أخرى، لكن محكمة الجنح فى النهاية ستقول للنائب العام هذه هى القضية، ونطالب بالقبض على هذا المتهم.
فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون، كان هناك متهمون كثر، على رأسهم محمد مرسى وقيادات إخوانية، مثل سعد الكتاتنى وعصام العريان، وكانت القائمة تضم مجموعة من ٣٤ شخصًا، ووصلت الاتهامات إلى أن هؤلاء الأشخاص هربوا من السجون واتفقوا وارتكبوا جرائم فى حق الدولة.
السجن الوحيد الذى لم يتم تصويره وقتها هو سجن وادى النطرون، لكن فوجئنا بأن المقدم محمد أبوالأسرار، قدم للمحكمة ١٣٤ صورة من داخل السجن ترصد الأحداث، وأكدت تلك الصور أنه كان مخططًا متفقًا عليه لاقتحام السجن، وهذا المقدم استشهد بعد فى الأحداث التى تلت فض رابعة.
■ ما دور المقدم الشهيد محمد أبوالأسرار فى كشف اقتحام سجن وادى النطرون؟
- المقدم محمد أبوالأسرار استشهد بعد فض اعتصام رابعة، والسجن الوحيد الذى لم يتم تصويره- كما ذكرت- خلال الاقتحام هو وادى النطرون، فسجنا أبوزعبل والمرج جرى تصويرهما، وهذا الشهيد قدم ١٣٤ صورة للأحداث التى تمت داخل سجن وادى النطرون.
الصور كشفت عن أن الأحداث التى وقعت كانت كبيرة ومخططة، وكان المقدم «أبوالأسرار» يقدم هذه الصور لأول مرة، ومجهوده لم يذهب، وجرى تفريغه فى المحكمة، واستشهد هو بعد ذلك.
لا أستطيع القول إن هناك ارتباطًا بين شهادته واستشهاده، لكنه من الشهداء الأبرار الذين قدموا شهادتهم للوطن.
■ هل هناك شهود قدموا شهادة فارقة بالقضية دون استدعاء؟
- نعم.. أحد الشهود الذين تقدموا للشهادة فى اقتحام السجون دون طلب، العميد خالد عكاشة، وكان يعمل فى سيناء، وعند سؤاله اعتقدت أن كلامه به ضغينة أو خلاف، لأننى وقتها طلبت شهودًا طبقًا لقانون الإجراءات الجنائية، الذى يعطى حق استدعاء أى شخص حتى لو بقرار ضبط وإحضار، وفعلت ذلك، ولكن بعد تطبيق فكرة الاستدعاء.
العميد خالد عكاشة، كان يعمل فى سيناء، وهناك جرى التعدى على الأكمنة وتدمير سجون وأقسام، وكان العميد قد خرج على المعاش، ولكنه جاء إلى المحكمة ليشهد، وسألته: «هل تدرك خطورة الكلام الذى تقوله؟»، لأنه جاء من تلقاء نفسه بعد أن حلف القسم، وقلت له: «أنت متأكد من هذه المعلومات؟»، فقال: «شكّل لجنة وتنتقل وتشوف»، وذلك لأنه كان شاهد عيان على من دخلوا لسيناء ونفذوا اقتحام السجون.
كمحكمة اكتشفنا جريمة، وليس أى جريمة، فهى التعدى على سيادة الدولة، وهذا يعد عملًا شبه عسكرى.
■ ماذا عن شهادة العقيد محمد مبروك وتفاصيل العثور على مساجين مدفونين بعد اقتحام سجن وادى النطرون؟
- الشهيد محمد مبروك كان بطلًا من أبطال مصر، وأدلى بشهادته أمام قاضى التحقيق بناء على الحكم الصادر من محكمة الإسماعيلية، لأن محكمتنا لا بد من أن تكون معلنة، لأننا نحكم باسم الشعب.
وما شهدته، من خلال التحقيقات، أن ضباط الداخلية فى ذلك الوقت دافعوا دفاعًا مستميتًا عن السجون، والبعض منهم استشهد.
أحد الزملاء كان يتحدث معى، وقال لى: «إحنا هانوصل»، فأخبرته بأننا سنصل للسائق الذى اقتحم سجن وادى النطرون، وكسر السور ودفن المساجين تحت التراب، لأنهم وجدوا ١٤ سجينًا مدفونين، وتم الوصول له بالفعل.
■ الطاعن قال لك إن القيادات الإخوانية ضالعة فى قضية اقتحام السجون.. ما تفسيرك لذلك؟
- حفاظًا على قانون الإجراءات الجنائية ولعدم مخالفته، كنا لا نتصدى للأسماء، طبقًا للمادة ١١، وكنا نستمع للشهادة ونوثقها ولا نحقق فيها، ولم يتم توجيه اتهام لأحد، ولم يُستدع أحد، ولكن تم توثيق ما ثبت بالأدلة أن هؤلاء ضالعون فى ارتكاب الجرائم.
أحد الشهود فى سجن أبوزعبل قال إنه عثر على طلقات وصناديق ليست من الأسلحة التى تستخدم فى مصر، وهو سلاح إسرائيلى مكتوب عليه بالعبرى، وهذا يدل على أن المخطط كان أكبر من الإخوان.
■ هل جرى استدعاء محمد مرسى؟
- لا.. لم يتم استدعاء محمد مرسى، لأننا لا نتعرض للأسماء الموجودة بمحضر الجلسة، لكن يتم تنفيذ قانون الإجراءات الجنائية، وبعدها تعود للنائب العام ليحيلها للجهات المختصة.
■ ما تفاصيل جلسات القضية وعددها؟
- جرى عقد ٢٦ جلسة، أى أكثر من ١٢٠ ساعة، بعضها كان يمتد لليل، وجرى إطفاء الأنوار علينا وقت شهادة اللواء الراحل عاطف شريف سليمان، وكان مساعد الوزير لمصلحة السجون، ووقع الاقتحام خلال وجوده فى منصبه، وفى هذا الوقت اتهموا الشرطة بأنها هى من فتحت السجون.
أؤكد مجددًا أننا لم نكن نحقق فى قضية جنايات، لكن فى قضية دفاع، واللواء عاطف قدم ما يفيد باستغاثته كمساعد وزير، بوزير الداخلية حبيب العادلى وقتها، والمسئولين بقطاع الأمن العام والجيش، وإبلاغهم بأن السجون تتعرض لاقتحام من عناصر مجهولة، وطلب التدعيم لأن الشائعة التى كان مخططًا لها هى ضرب مؤسسة من مؤسسات الدولة.
جرى العمل على الكاميرات، وثبت أن هناك عملية كبيرة أكدت براءة المتهم السيد عطية محمد عطية.
■ ماذا لو تغيب السيد عطية عن الجلسات؟
- المتهم الطاعن فى قضية اقتحام السجون السيد عطية محمد عطية، كان يحضر كل الجلسات، ولو تغيب جلسة واحدة كان سيجرى غلق القضية، ورغم أنه مسجل، استغاث بالمحكمة وقال إنه يُضغط عليه، فقد كان الإخوان يدرسون القضية وطلبوا إحالتى للتقاعد من على المنصة.
المتهم الطاعن هو إنسان وطنى، ورفض أن يتخلف جلسة واحدة أو أن ينسحب، وكانت هناك أوقات نشفق عليه لأنه مريض، وجرى إخلاء سبيله مؤقتًا، لأنه كان سيقضى العقوبة وهو على ذمة القضية، ووصفته بالمتقاضى الوطنى.
هل كان للشهيد هشام بركات دور فى هذه القضية؟
- نعم، كان للشهيد هشام بركات، الذى كان يتولى منصب رئيس المكتب الفنى الخاص بمحكمة استئناف الإسماعيلية، دور كبير فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون، إذ كان هو الشخص الذى أحال القضية لمحكمة الجنايات، وهو أيضًا الذى تسلم القضية فى ٣٠ يونيو، كما أنه تواصل معى سريعًا بعد تلقيه قضية الرد، ليقول لى: «ربنا يكون فى عونك وحافظ على نفسك».
■ متى وصلت الأحداث للذروة؟
- قبل الضبط والإحضار، تعرضت المحكمة لضغوط غير طبيعية، وفوجئت يوم الجمعة بحارس العقار يعطينى رسالة مكتوبًا فيها تهديد صريح، جاء فيه: «بالله عليك، لتخاف على نفسك وعلى عيالك».
كنت أرى أولادى ٣ أيام فقط أسبوعيًا، وأذهب إلى الإسماعيلية لمتابعة القضية، وكان لا بد من أن أخفى عنهم قصة أن هناك تهديدات، وتواصلت مع مديرية الأمن وكانت على قدر المسئولية.
■ كيف نفذت الخداع الاستراتيجى فى جلسة «وادى النطرون»؟
- الخداع الاستراتيجى حدث فى الجلسة الأخيرة من قضية وادى النطرون، حين تظاهرت مع القضاة القائمين على هذه القضية، بأنه لن يكون بها حكم فى النهاية، وذلك بسبب التهديدات الكثيرة التى تلقيناها آنذاك.
■ ماذا طلب نقيب المحامين بالتل الكبير من مرسى فى أثناء القضية؟
- خلال عملى بعد ٣٠ يونيو، علمت بوصول أحد المتهمين الإخوان، الذى كان فى منصب نقيب المحامين، فى التل الكبير، وهو هارب حاليًا، ويمكن القول إنه لا يوجد مواطن أو مسئول أو محام أو قاض شريف يحب وطنه يمكن أن يفعل ما فعله هذا الشخص، إذ أرسل إيميل لمحمد مرسى يطلب فيه ضرورة التخلص من خالد محجوب سريعًا قبل النطق بالحكم فى القضية.
■ ما حيل الإخوان لإقناعك بترك القضية؟
- بدأ الإخوان يقتحمون دائرة أصدقائى والمقربين كى يؤثروا عليهم، لإقناعى بترك قضية وادى النطرون، أو الانضمام لصفوفهم، ولم تقتصر الضغوطات على أصدقائى داخل مصر، بل وصل الأمر إلى دائرة أصدقائى فى فرنسا، التى تكونت خلال فترة بقائى مع والدتى لتلقى العلاج فى الخارج.
وفى ٢٠٠٨، كنت عضو المكتب الفنى لوزير العدل ممدوح مرعى، وكنت مسئولًا عن غرفة أزمات وزارة العدل، وجرى ترشيحى من قبل أحد الأصدقاء بعرض توقيع مصر على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، وجرى اختيارى لحضور هذا المؤتمر، بسبب أننى كانت لدىّ قضية تعذيب وأنا قاضٍ جزئى فى محكمة إمبابة، وكان الرأى بالرفض لهذا الطرح.
صديقى الذى رشحنى للقضية عاود الاتصال بى مرة أخرى فى أواخر عام ٢٠١٣، وأخبرنى بأننى مُرشح لمنصب كبير، وطلب منى إرسال جواز السفر الخاص بى على الإيميل، وكان من الصعب تنفيذ طلبه، وقال لى: «المحكمة الجنائية الدولية تريد قاضيًا محترفًا»، وشعرت فى حديثه بأن هناك أمرًا خفيًا، وبالفعل كان هدف الاتصال تكوين لجنة خاصة بسوريا مرتبطة بالإعلان الذى يخص قطع العلاقات مع سوريا، وكانوا يريدون قاضيًا يستطيع جمع الأدلة ضد النظام السورى ليكون بجانب الجيش الحر.
قال لى إن هذا الملف سيجرى تقديمه للمحكمة، وإننى سوف أكون رئيس الوفد الذى سيقدم هذا الملف، وبعد ذلك سيقوم الوفد الذى أعمل معه بلقاء الرئيس محمد مرسى، ومقابل تولى هذا الملف سوف يتم تعيينى فى منصب دولى مهم وليس محليًا.
على الفور قطعت علاقتى بهذا الشخص، لأننى علمت بأن الإخوان أثروا عليه بكل الطرق، وأنه وسيلة وحلقة وصل بينى وبينهم.
■ هل كنت تخشى أن تكون قضية وادى النطرون بحوزتك؟
- لا، بل كنت حريصًا كل الحرص على أن تكون قضية وادى النطرون بحوزتى، بالرغم من أن عددًا كبيرًا من القضاة كانوا يخشون حمل هذه القضية، بسبب تهديدات الإخوان المستمرة، لذا يمكن القول بكل شفافية إن قضية وادى النطرون كانت بحوزتى كاملة بأدلتها، وكنت أسافر بها الإسماعيلية أسبوعيًا دون خوف أو قلق.
■ ماذا كانت حيلة الإخوان الأخيرة لعزلك؟
- الإخوان اتفقوا مع كوادرهم على رفع قضية الرد، التى تمت فى مكتب الحرية والعدالة بالحزب، مع أحد من «قضاة من أجل مصر».
رفع محام فى محافظة دمياط القضية بالفعل، وقال إننى قاض، وكان والدى وزير أوقاف، ووالد زوجتى مناصرًا لأحمد شفيق.
كان ردى على محكمة الاستئناف بنفى تلك الادعاءات بالأدلة الموثقة، واستطعت إثبات فشل الإخوان فى إبعادى عن قضية وادى النطرون.
■ لماذا يمتلك شعب الإسماعيلية مكانة خاصة لديك؟
- عند الحديث عن قضية وادى النطرون لا أستطيع نكران جميل شعب الإسماعيلية، الذى كان الدرع الحامية لى بعد الله سبحانه وتعالى، إذ كانوا يقفون خارج المحكمة لحمايتى من بطش الإخوان.
كما أن عددًا كبيرًا من محامى الإسماعيلية طلب منهم الإخوان إحداث شغب فى الجلسة، وأن يسعوا لرد القاضى، ولكن رفضوا هذه المغريات الإخوانية دون تردد أو تفكير.