كيف أنقذت ثورة 30 يونيو العرب من مخطط الإخوان لنشر الإرهاب؟
كشف منير أديب، الباحث المتخصص في شئون الحركات الإرهابية، كيف أنقذت ثورة 30 يونيو العرب والعالم من مخطط الإخوان لنشر الإرهاب.
وقال خلال مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار، إن تنظيم الإخوان بات عمره الآن أكثر من 95 عامًا منذ نشأته في ربيع عام 1928، وسقوط حكمه على مدار عام واحد، يدل على أنه تنظيم متطرف، وأن الأفكار التي يدعيها والشعارات التي يرفعها مزيفة، حيث تعامل بدهاء شديد في تخبئة صورته الحقيقية المنحازة للعنف، أو الشعارات التي يدعي أنها قيم يصدرها للناس وهو أول من يكفر بالقيم.
وأكد أن الباحثين لم يستغربوا قيام الثورة، وكانوا يرون حتمية اندلاعها ليس فقط ضد حكم الإخوان، وإنما ضد تنظيم، مردفًا: "ثورة 30 يونيو كانت حَكمًا حقيقيًا على أداء التنظيم، وبداية الانهيار الحقيقي له، حيث انهار في العديد من العواصم العربية بعدما انهار في مصر".
وأشار إلى أنهم راهنوا على وعي المصريين الذين سيدافعون عن الهوية المصرية ولن يقبلوا العبث بها، ورغم وجود الإخوان في السلطة خرجت أصوات في الإعلام تنتقد هذه الحركة المتطرفة، ربما تعريها في صورة كبيرة، وهذه الأصوات عرضت نفسها للمخاطر.
وأوضح أن سقوط الإخوان لم يكن سقوطًا للحكم، أو لنظام سياسي، وإنما هو سقوط أخلاقي، أتبعه انهيارات شديدة داخل التنظيم، الذي انشق على نفسه، وخرجت جبهتان، كل جبهة تدعي أنها تمثل التنظيم، ما يدل على انهيار الفكرة التي أسس عليها الجماعة.
وأكد أنه خلال سنوات قليلة سوف يكون الإخوان مجرد سطر في كتب التاريخ، لافتًا إلى أن التنظيم يحاول إعادة إنتاج نفسه ولملمة جراحه، لكن ما حدث أن الصراع مع الإخوان لم يكن سياسيًا، وإنما كان صراعًا بين مشروع الدولة الوطنية وأفكار انحازت للعنف وهدفها اغتيال الهوية المصرية.
وأرجع السقوط المدوي لجماعة الإخوان إلى استراتيجية الدولة في التعامل مع التنظيم التي لم تكن قائمة على المواجهة العسكرية والأمنية فقط، وإنما على المواجهة الفكرية أيضًا، حتى باتت الأفكار المؤسسة للتنظيم ضعيفة، وفي طريقها للانهيار، وسيكون مثله مثل بعض الفرق الضالة التي نقرأ عنها في التاريخ الإسلامي.
وأردف: "مصر كانت وما زالت تواجه الإرهاب نيابة عن العالم، القاهرة كانت أول من وجه ضربة حقيقية للتنظيم المتطرف الموجود في أكثر من 80 دولة، وتحملت القاهرة كثيرًا ليس فقط حفاظًا على أمنها القومي، وإنما حفاظًا على أمن المنطقة العربية وأمن العالم، بل الأمن الإنساني".
وأوضح أن مصر لم تواجه الإخوان من باب الخصومة السياسية، وإنما من باب أثر التنظيم على العالم، لافتًا إلى أنه كانت وما زالت بعض الدول تدافع عن الإخوان وتستخدمهم سياسيًا، ما جعل العبء كبيرًا على القاهرة التي واجهت التنظيم والدول الداعمة له والتي وفرت ملاذات آمنة لقياداته، ونجحت الدولة المصرية في تلك المواجهة.
وختم: "التنظيم الآن بات عجوزًا يسير على عكازين، غير قادر على الحركة ولا التنفس الطبيعي".