وأخيرًا.. زار مودى مصر
السنة العاشرة فى رئاسة ناريندرا مودى للحكومة الهندية، بدأت فى ٢٦ مايو الماضى، أى قبل أيام قليلة من بداية السنة العاشرة فى حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى. ورغم الصداقة القوية التى جمعت بين الزعيمين منذ لقائهما الأول فى سبتمبر ٢٠١٥، ورغم العلاقات التاريخية بين البلدين، والتطور غير المسبوق، الذى شهدته خلال السنوات الثمانى الماضية، لم يقم رئيس الوزراء الهندىبزيارة مصر إلا أمس الأول السبت!.
يرافقه الدكتور سوبرامانيام جايشنكار، وزير الشئون الخارجية، وآجيت دوفال، مستشار الأمن القومى، وعدد من كبار المسئولين بمجلس الوزراء ووزارة الخارجية الهندية، وصل «مودى» إلى القاهرة، واستقبله الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، وترأسا معًا مائدة مستديرة، لبحث ملفات التعاون ذات الاهتمام المشترك، ثم استقبله الرئيس السيسى، صباح أمس، بقصر الاتحادية، وعقد الزعيمان جلسة مباحثات على مستوى القمة، انتهت بتوقيعهما على الإعلان المشترك لرفع، أو ترفيع، العلاقات المصرية الهندية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ما عكس، مجددًا، توافر الإرادة المتبادلة بين الزعيمين، والبلدين، للارتقاء بالعلاقات الثنائية.
فى لقائهما الأول، على هامش أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، توقّع الرئيس السيسى أن تشهد الهند طفرة فى التحديث والنمو، تحت قيادة «مودى»، وأعرب عن تفاؤله الكبير إزاء مستقبل العلاقات بين البلدين، وهو التفاؤل الذى تأكد مع كل خطوة على طريق تطوير العلاقات المصرية الهندية، وصولًا إلى توافق رؤى الزعيمين، خلال مباحثات أمس، بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفاقهما على تعزيز التعاون القائم فى مختلف المجالات وتكوين قنوات منتظمة تتيح تبادل الخبرات وتعظيم حجم التبادل التجارى، وتنمية الاستثمارات الهندية فى مصر و... و... وأما طفرة التحديث والنمو، التى توقعها الرئيس، فترجمها وصول «مودى» بالهند إلى المركز الخامس فى قائمة أكبر اقتصادات العالم.
حاليًا، تتولى الهند الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، منذ ديسمبر الماضى، وستستضيف قمتها فى سبتمبر المقبل. وخلال مباحثات، أمس أعرب الرئيس السيسى عن ثقة مصر فى رئاسة هندية نشطة للمجموعة، تسهم فى احتواء التداعيات السلبية للتحديات الدولية على الاقتصاد العالمى، مؤكدًا استعداد مصر الكامل للتعاون مع رئاسة الهند للمجموعة، لدفع المحادثات فى اتجاه بنّاء يتيح التوصل للطرق المثلى فى التعامل مع أزمات الطاقة وتغير المناخ ونقص الغذاء وتيسير حصول الدول النامية على التمويل اللازم للتنمية المستدامة.
بدعوة من الدولة الصديقة، شاركت مصر، ولا تزال، فى اجتماعات مجموعة العشرين، وطرحت، وتطرح، رؤيتها بشأن القضايا المدرجة على أجندة الدورة الحالية، خاصة فى الملفات ذات الأولوية للقارة الإفريقية والدول النامية. وخلال مباحثات أمس، قام «مودى» بتوجيه الدعوة للرئيس السيسى للمشاركة فى أعمال القمة المقبلة للمجموعة، وحال استجابة الرئيس للدعوة، وغالبًا سيستجيب، ستكون تلك هى زيارته الرابعة للهند.
احتفل البلدان، فى أغسطس الماضى، باليوبيل الماسى لبدء علاقاتهما الدبلوماسية. وتلبية لدعوة كريمة من رئيس الوزراء الهندى، زار الرئيس السيسى الهند، فى يناير الماضى، وشارك، كضيف شرف، فى احتفالاتها بذكرى «يوم الجمهورية»، يوم صدور دستور ١٩٥٠، الذى تحولت به الدولة الصديقة إلى جمهورية فيدرالية. وسبقت هذه الزيارة زيارتان إحداهما فى أكتوبر ٢٠١٥، للمشاركة فى «منتدى الهند إفريقيا»، والثانية، فى سبتمبر ٢٠١٦، وتلاهما نشاط ملحوظ فى التعاون الثنائى، جرى تتويجه، خلال الزيارة الثالثة، بالاتفاق على ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو الاتفاق الذى جرى توقيع إعلانه المشترك، أمس، مع قيام الرئيس السيسى بتقليد رئيس الوزراء الهندى قلادة النيل، أرفع الأوسمة المصرية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن ناريندرا مودى، أكد خلال مائدة أمس الأول المستديرة، أن زيارة رئيس «المنطقة الاقتصادية لقناة السويس» الأخيرة للهند، كانت ناجحة، ورأى أنها ستشجع المزيد من الشركات الهندية على الاستثمار فى المنطقة وزيادة مستويات التعاون مع نظيراتها المصرية. كما أشار إلى أن التعاون المتزايد بين البلدين فى مجال الطاقة المتجددة يعكس التزامهما المشترك تجاه حماية البيئة، وشدّد على أننا نمضى قدمًا، وبسرعة، للوصول بحجم التبادل التجارى إلى ١٢ مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.