بعد ارتفاع إيرادات قناة السويس.. كيف يدعم الاقتصاد الوطني فى تعزيز العملات الأجنبية؟
منذ افتتاحها عام 1869، وتشكل قناة السويس أحد أهم الموارد التي تمد مصر بالعملة الأجنبية، فهي حلقة الوصل الأهم بين البحرين الأحمر والمتوسط، وبعد حالة التضخم الاقتصادي الذي يشهده العالم، تعاظم دور القناة وأهميتها.
بحلول 30 يونيو2023، تنتهي السنة المالية، وقبلها بأيام قليلة، أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، عن بلوغ إيرادات القناة لأعلى معدل منذ إنشائها بواقع 9.4 مليار دولار، بفارق 2.4 مليار عن العام الماضي الذي سجل 7 مليارات دولارات.
ويقول شريف الدمرداش، خبير اقتصادي، إن هناك فجوة كبيرة بين الاحتياج للدولار والمتوفر منه لدى مصر، لذلك فإن ما تقدمه قناة السويس من زيادة جديدة، يساهم في سد الفجوة، بشكل أفضل من العام الماضي، والذي يصل إلى 5%.
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"الدستور"، أن هذه الخطوة تشكل أمرا إيجابيًا في طريق مصر نحو الحصول على احتاجتها من العملات الأجنبية خلال الفترة القادمة، مع ضرورة الاعتماد على سبل أخرى من شأنها تقليل الفارق، منها، تقليل الاستيراد والاعتماد بشكل أكبر على الانتاج للسوق المحلي، مما يحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات التي تسعى الدولة لاستيرادها بشكل دائم من الخارج، وكذلك دعم تعزيز صادرات مصر في الخارج.
25887 سفينة عبرت القناة منذ بداية السنة المالية الحالية، بفارق ملحوظ عن العام الماضي والذي سجل حوالي 23800 سفينة.
وتابع “الدسوقي”،: يمكن الاستفادة من انخفاض قيمة العملة، والذي يمنح ميزة كبيرة عند التصدير، ومع الالتزام بتصدير كميات أكبر من المنتجات التي تذهب للخارج، يمكن توفير العملات الأجنبية، كذلك العمل الجاد على سد الفجوة بين حجم الدين وفوائده.
سجلت القناة أعلى معدل عبور يومي في تاريخها، يوم 13 مارس الماضي، بلغ 107 سفن، بحمولة 6.3 مليون طن، كما أعلنت "قناة السويس" إن إيراداتها سجلت 802 مليون دولار في يناير 2023، محققة أعلى إيراد شهري في تاريخها.
وأوضح، الدمرداش، أن قناة السويس واحدة من أهم أربع موارد لتوفير العملة الأجنبية في مصر بعد السياحة، وتحويلات المصرين من الخارج، وكذلك قيمة الصادرات.
تعتمد قناة السويس في تقيم قيمة مرور السفين ليس بأعدادها وإنما بما تحمله، وفي العام المالي الجاري، شهدت مرور أكبر حمولات صافية سنوية حيث بلغت 1.5 مليار طن، وبلغت الزيادة التي قررتها إدارة قناة السويس على السفن، من 10% إلى 15% عن العام الماضي والذي تمت الزيادة فيه مرتين متتاليين أيضًا، هذا بحسب ما ذكره رئيس هيئة قناة السويس.
وعن أكبر الدول التي تعتمد على قناة السويس في توصيل تجارتها، يقول الدمرداش:، الصين أكبر مستخدم لقناة السويس لتعدد تجارتها بين أسيا وإفريقيا وأوروبا، والمعتمدون على طريق رأس الرجاء الصالح أقل بكثير من أولئك الذين يعبرون قناة السويس، الأكثر آمنا لتوصيل تجارتهم بين الشرق والغرب.
آخر أرقام أعلنتها قناة السويس، حول إرادتها، سجلت ارتفاعا بنحو 35% في الربع الأول من 2023، إلى 2.3 مليار دولار، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وفقا للمستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وأضاف الدمرداش، أنه رغم معاناة دول العالم من الركود الاقتصادي والتضخم، إلا إن الارتفاع الذي شهده العالم في أسعار البترول انعكس بالإيجاب على قناة السويس، التي رفعت رسوم المرور بها أكثر من مرة خلال العام الجاري.