في يوم اللاجئ العالمي .. إطلالة على أبرز 5 روايات تناولته
يحتفل العالم اليوم 20 يوينو بيوم اللاجئ العالمي، وهو اليوم الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للإلقاء الضوء على حقوق اللاجئين وقضاياهم ومعاناتهم.
وتناول الأدب -خاصة السرد الروائي- قضايا اللاجئين وأحلامهم ومآسيهم الإنسانية العابرة للحدود، والأثر الذي يخلفه رحيلهم عن أوطانهم، وفي هذا التقرير نرصد لكم أبرز 5 روايات تناولت هذه القضية.
ــ كقطة تعبر الطريق
والرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، للكاتب حاتم حافظ، لتلك الفئة من الروايات التي لا تعتمد على المشهد السوري المأساوي٬ أو يحاول كاتبها أن يبتذل شخوصه بعرضهم كضحايا للشتات والتشريد الذي فرضته عليهم تلك الحرب أو بسرد وقائع وحشية تعرضوا لها والإسهاب في وصفها، بل اختار الاختيار الأصعب والأكثر مصداقية٬ فخلق شخصيات حقيقية تكاد تلمسها وتتشاجر معها حينما لا يعجبك موقف أو سلوك معين صدر منها.
تحمل رواية كقطة تعبر الطريق الكثير من الأسئلة أكثر ما تحمل من إجابات٬ وتثير الكثير من الأفكار والقضايا الإنسانية الكبرى عن الاغتراب عن الذات والاغتراب عن الأرض. وتفجر الكثير من علامات الاستفهام٬ فمن خلال شخصية "سهيلة" ذات الجذور الفلسطينية من ناحية جدتها التي عاشت في الأردن٬ والمرأة التي يهابها الجميع حتي "فرنسيس" اليهودي مدير دار النشر التي تمتلكها٬ وهي مفارقة شديدة السخرية والمرارة في آن.
ــ سنوات التيه
والرواية صادرة عن دار مصر المحروسة، للكاتب الناقد دكتور محمد سليم شوشة. وتتناول قضية الملايين الذين شردوا من بيوتهم ونزحوا عن أماكن طفولتهم وصباهم وشبابهم وصار الوطن بالنسبة لهم مجرد ذكريات أو صور محفوظة في (كارت ميموري) بهواتف تركوها ورائهم كما فعل بطل الرواية “ماهر” بصور حبيبته “سارة”٬ وآلاف غيرهم قتلوا وتعفنت جثثهم ولم تجد من يرأف بها فيدفنها ولم يعد ذويهم يعرفون مكانا لعظامهم.
طوال العمل الروائي وحتي إن لم يذكر مباشرة إلا أنه حاضر خلال حكايات ماهر٬ سواء في بلدته "إزرع" السورية أو في الأماكن التي أقام بها في القاهرة٬ في السلام٬ فيصل أو حتى مدينة زايد وأكتوبر حيث التمس ظلالا من وطنه سوريا في وجوه مواطنيه من السوريين الذين تزدحم بهم المدينة الجديدة.
ــ في مدن الغبار
والرواية صادرة عن دار العين للكاتبة أمل رضوان، وتغلب عليها تيمة "الاغتراب" ومحاولات الفرار منه على أجواء الرواية٬ وعلى أبطالها أيضا سواء كانوا أفراد بعثة الأمم المتحدة: الدكتورة فولك٬ الهارب ــ بإختياره ــ من ذكري قصة الحب التي جمعته بفتاة فلسطينية٬ كانت تبحث هي الأخري عن وطن مسلوب، وربما كان هاربا من وحشية مجتمعه الدولي الذي ساهم بقدر كبير في تشريد الملايين في المنطقة العربية٬ بسياساته الانتهازية٬ وربما كانت جهوده في مساعدة اللاجئين جزء من الضمير الإنساني المؤرق أمام الكوارث الإنسانية التي صنعها هذا المجتمع الغربي بصفة عامة.
"ألما" السورية من أصل فلسطيني وجنسية أمريكية٬ كانت هاربة هي الأخرى تبحث عن وطن وهوية أختطفت منها، فرغم المنفي الإختياري الذي هاجرت إليه٬ إلا أنها ظلت طوال الوقت مؤرقة بهويتها الضائعة٬ ما بين سوريا وفلسطين.
تتجلى تيمة الاغتراب في ذروتها من خلال الصديقات الأربع٬ اللائي إخترن مقهي "سالوتة" وطنا لهن٬ تتطلع الراوية لجلستهن٬ تتلصص عليهن وعلي الصخب والبهجة التي ينشروها في المكان بمجرد قدومهن٬ موقعهن المميز من المقهى وكيف يحجز لهن حتي ولو لم يكن موجودات.
ــ باب الشمس
والرواية للكاتب اللبناني إلياس خوري، واختيرت الرواية في قائمة أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين، وقد صدرت عن دار الآداب البيروتية عام 1998.
وتتناول الرواية حكاية الدكتور “خليل” وعائلته الفلسطينية التي هجرت من بلدتها عقب نكبة 1948، ولجوء العائلة إلي لبنان، تحديدا في بيروت، وتتواصل النكبات والمآسي لتلك العائلة الفلسطينية حتى الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982.
وتتضمن الرواية قسمين، يمتد الأول من نكبة 1948 إلى حرب المخيمات، ويبدأ الثاني بانتهاء تلك الحرب. ويتضمن الزمن الأول الخروج الجماعي الجبري للفلسطينيين من أراضيهم إلى مخيمات الإيواء واللاجئين في الدول المجاورة كلبنان والأردن وسوريا ومصر.
ــ رواية “طشاري”
والرواية للكاتبة العراقية إنعما كجه جي، وتتناول الرواية محنة المسيحيين العراقيين الذين أجبروا علي الرحيل عن وطنهم العراق، وذلك من خلال بطلة الرواية “وردية” الطبيبة، والتي تقيم في دار للمسنين في باريس وحيدة منعزلة عن العالم وعن أهلها الذين قضوا نحبهم عن آخرهم في تفجير إرهابي فأجبرت علي مغادرة العراق في العام 2003 بعدما وصلتها رسائل التهديد والعبوات الناسفة إلي عيادتها ومنزلها، غربة وردية في باريس، وغربة ابنتها في كندا، تعبير عن صورة اللاجئين العراقيين بعيدا عن وطنهم وذكرياتهم.